السبت 2024/11/02 الساعة 09:20 ص

الحكومة تبرئ الحوثيين من استهداف الانترنت! (بيان)

العربي نيوز - عدن:

برأت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، جماعة الحوثي الانقلابية، من استهداف كابلات الانترنت الدولية المارة عبر مياه البحر الاحمر وباب المندب، بإصدار بيان غير مسبوق اظهر لأول مرة حجم المكاسب المالية الطائلة للجماعة من قطاع الاتصالات والانترنت وأنها تتجاوز مئات المليارات سنويا، على نحو قدم الجماعة بأنها أخر من يفكر باستهداف كابلات الانترنت.

جاء هذا في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية (سبأ) استهلته الحكومة بقولها "اعربت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في العاصمة المؤقتة عدن عن إدانتها واستنكارها بشدة استهداف المليشيات الحوثية الانقلابية الإرهابية المدعومة إيرانيا للبنية التحتية العالمية للاتصالات السلكية واللاسلكية والنظام المصرفي العالمي واستمرار عسكرة المليشيا الإرهابية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب". 

مضيفا: إن "أكبر مصادر التمويل لمليشيا الحوثي الإرهابية يأتي من قطاع الاتصالات، وأن فريق خبراء الأمم المتحدة أكد هذا في تقاريره السنوية - منذ انقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية الغير قانوني على السلطة في عام 2015م، حيث تحصل هذه المليشيات على ما يقارب 2 مليار دولار سنويًا من قطاع الاتصالات، تستخدمها في تمويل نشاطاتها، عبر سيطرتها غير القانونية على البنية التحتية للقطاع.

وتابعت: إن مليشيا الحوثي "تتحصل على جزء كبير من هذه الإيرادات عبر سيطرتها غير القانونية على البنية التحتية السيادية للاتصالات السلكية واللاسلكية وأنظمة الاتصالات السيادية والتي تشمل الكابلات البحرية التي تمر في المياه اليمنية وبالأخص كابل آسيا - إفريقيا - أوروبا 1 (AAE-1)، وكابل جنوب شرق آسيا - الشرق الأوسط -أوروبا الغربية 5 (SEA-ME-WE 5)".

مردفة: "وكابل أفريقيا 1 (Africa-1)، وكابل فلاج شبكة ألكاتيل - لوسنت الضوئية (FALCON). كما تتلقى مليشيا الحوثي مئات الملايين من الدولارات من شركات الاتصالات العالمية في جميع أنحاء العالم المالكة والمشغلة لهذه الكابلات البحرية، وذلك عبر النظام المصرفي العالمي". مشيرة إلى "جهود الحكومة لوقف تعامل شركات الاتصالات الدولية مع الحوثيين وامتناع هذه الشركات".

شاهد .. بيان للحكومة يبرئ الحوثيين من استهداف الانترنت

وأبدى مراقبون متخصصون في قطاع الاتصالات والانترنت، واخرون سياسون واقتصاديون استغرابهم لما سمَّوه "تناقضات بيان الحكومة عن استهداف الحوثيين كابلات الانترنت والبنية التحتية لقطاع الاتصالات". معتبرين أن البيان قدم الحوثيين اكبر المستفيدين من قطاع الاتصالات والانتنرت وتبعا اخر من قد يفكر في استهداف البنية التحتية لهذا القطاع او كابالات الانترنت". حد تعبيرهم.

من جانبها، أكدت وزارة الاتصالات بحكومة الحوثيين غير المعترف بها، ما ذهب اليه المتخصصون والسياسيون والاقتصاديون، عبر بيان "نفي صحة ما تروج له وسائل إعلام تابعة للعدو الصهيوني وما نشرته على إثر ذلك وسائل إعلام أخرى ومواقع التواصل الاجتماعي، حول مزاعم أسباب ما تعرضت له عدد من الكابلات البحرية الدولية في البحر الأحمر يوم السبت الماضي".

وقالت: إنها "تؤكد التزامها بالموقف العام للجمهورية اليمنية إزاء الكابلات البحرية والذي ورد في خطاب زعيم جماعة الحوثي مؤخرا إضافة على ما ورد في بياناتها السابقة، مجددة حرصها على تجنيب جميع كابلات الاتصالات وخدماتها أي مخاطر، وتؤكد حرصها على تقديم التسهيلات اللازمة لإصلاحها وصيانتها شريطة الحصول على التصاريح اللازمة من هيئة الشؤون البحرية بصنعاء".

مضيفة: إن "قرار اليمن بمنع مرور السفن الإسرائيلية لا يخص السفن التابعة للشركات الدولية المرخص لها بتنفيذ الأعمال البحرية للكابلات في المياه اليمنية". متحدثة عن "محورية دور الاتصالات اليمنية في استمرارية وبناء وتطوير منظومة شبكة الاتصالات والإنترنت الدولية والاقليمية التي توفرها الكابلات البحرية الممتدة ضمن المياه الإقليمية اليمنية، واستمرار جهودها لتسهيل مرور هذه الكابلات".

شاهد .. اعلان حوثي جديد بشأن كابلات الانترنت

والاثنين (26 فبراير)، صدر اعلان عن خبير ومستشار سعودي رفيع بشأن كابلات الانترنت العابرة عبر مياه البحر الاحمر وباب المندب، والجهة التي تقف وراء قطع اربعة منها، حسبما اعلنت شركة سيكوم (Seacom) مشغل كابلات الاتصالات البحرية الرابطة بين اوروبا وافريقيا. مستبعدا تورط الحوثيين ومتهما التحالف العسكري الامريكي البريطاني "حارس الرخاء".

تفاصيل: اعلان سعودي بشأن كابلات الانترنت بالبحر الاحمر

وأعلنت شركة سيكوم، الاثنين (24 فبراير) عن إن "جزءًا من نظام الكابلات الذي يمر عبر البحر الأحمر توقف عن العمل بشكل صحيح، مما أثر على تدفق المعلومات بين أفريقيا وأوروبا". وقالت إنه "رغم عدم تأكيد سبب الانقطاع حتى الآن، فإن التركيز يتجه نحو التوترات المستمرة في المنطقة". 

مشيرة إلى أن "ما لا يقل عن 4 كابلات اتصالات دمرت تحت البحر في جنوب البحر الأحمر تابعة لأنظمة AAE-1 وSeacom وEIG وTGN التي تمتد بين المملكة العربية السعودية وجيبوتي". ونوهت إلى ان التوترات المستمرة بالبحر الاحمر "تجعل إصلاح الكابلات تحدياً بالنسبة لعمليات الصيانة".

والثلاثاء (13 فبراير) تحدث زعيم جماعة الحوثي لأول مرة عن انباء تهديدات باستهداف الكابلات الدولية للانترنت، معتبرا أنها شائعات تأتي ضمن ما وصفه "التشويش على موقفنا الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي الصهيوني". مضيفا: ""توجهنا للتصعيد ضد العدو.. وليس هناك أي نية لاستهداف كابلات الانترنت". حد تأكيده.

شاهد .. زعيم الحوثيين يكشف مصير كابلات الانترنت (فيديو)

جاء هذا عقب ايام على صدور، اعلان دولي هام بشأن خدمة الانترنت وكابلات امدادات اتصالاته، عبر البحر الاحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي، أعلن فيه أنه "تحقق من وزارة الاتصالات في صنعاء (التابعة لحكومة الحوثيين) و"تأكد له انعدام أي نوايا لاستهداف كابلات الانترنت". محذرا من "الحاق الصراع المتصاعد اضرارا بكابلات الانترنت البحرية".

ورد هذا الاعلان في بيان صادر عن جمعية الانترنت العالمية، الاربعاء (7 فبراير)، حذر من اقحام قطاع اتصالات الانترنت في الصراع البحري الدائر، وقال: "نؤكد اننا في جمعية الانترنت لم نلمس اي عمل او اي نية لمثل هكذا اعمال، ونبدي قلقنا الشديد من أن نشر مثل هذه الادعاءات يعبر عن نية جهات خارجية قد تستهدف هذه الكابلات البحرية والصاقها باليمنيين".

تفاصيل: بيان دولي بشأن الانترنت وكابلاته بالمندب

من جهتها، كانت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بحكومة الحوثيين التي تجني مليارات من الانترنت، أصدرت في (26 ديسمبر) بيانا نفت فيه صحة ما تداولته بعض صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، عن وجود تهديدات من جانب اليمن لكابلات الانترنت البحرية المارة من باب المندب. محذرة من تسبب الصراع في الاضرار بكابلات الانترنت.

شاهد .. بيان لجماعة الحوثي بشأن كابلات الانترنت

وأقرت الولايات المتحدة الامريكية الاثنين (26 فبراير) على نحو صادم للمراقبين حول العالم بـ "تعثر تحقيق اهداف تحالف حارس الرخاء" العسكري الامريكي البريطاني في البحرين العربي والاحمر المتمثل في "تدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي وانهاء تهديداتها البحرية" لسفن الكيان الاسرائيلي والسفن الامريكية والبريطانية التجارية والحربية.

تفاصيل: صادم .. امريكا ترفع الراية البيضاء للحوثيين !!

في المقابل، تواصل جماعة الحوثي الانقلابية، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب اعلانات متحدثها العسكري وتأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية تشنها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".

تفاصيل: شاهد .. اشتعال إيلات بصواريخ من اليمن (فيديو)

بالتوازي، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ سلسلة غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إليه، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل: الحوثيون يستفزون امريكا وبريطانيا مجددا

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، خلال نوفمبر وديسمبر، بخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

وأعلنت، الاثنين (18 ديسمبر) شركة "إيفرجرين لاين" التايوانية "تعليق رحلات سفن الحاويات التابعة لها عبر البحر الأحمر حتى اشعار اخر، وتحويلها لتمر حول رأس الرجاء الصالح". لتنضم شركة الشحن العالمية "OOCL" ومقرها هونغ كونغ، التي اعلنت الاحد (17 ديسمبر) "التوقف عن شحن البضائع من وإلى الكيان الإسرائيلي فورا وحتى إشعار آخر".

شاهد .. شركة عالمية توقف الشحن من وإلى الكيان 

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "29500 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 68500، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.