العربي نيوز - متابعة خاصة:
لوحت جماعة الحوثي بتصعيد خطير العواقب، ردا على القرار الامريكي بتنصيفها منظمة ارهابية. معلنة عن خطوات خطيرة، تنذر بتداعيات كبرى، تتجاوز اليمن والمنطقة، إلى مصالح دول العالم أجمع.
وأعلن عضو ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" التابع للجماعة، عن خيارات تصعيدية لمواجهة القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية ودخول القرار حيز التنفيذ يوم الثلاثاء بعقوبات امريكية.
القيادي البارز في الجماعة، محمد علي الحوثي، هدد في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” بإجراءات تستهدف الممر المائي الاستراتيجي “مضيق باب المندب” بزعم الاستفادة منه في فرض رسوم على حركة السفن.
كاشفا في تغريدته تحت وسم # التصنيف_إرهاب_امريكي، أن الجماعة تدرس فرض إجراءات جديدة في الممرات البحرية لليمن. في إشارة إلى باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن وصولا إلى بحر العرب والمحيط الهندي.
وقال محمد علي الحوثي، وهو الرجل الثالث في الجماعة: "سندرس إخطار المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الاستفادة من ممراتنا البحرية كأرض تابعة للجمهورية اليمنية يجب الاستفادة منها”.
مضيفا في تغريدة ثانية بموقع "تويتر" ليل الثلاثاء: "الشعب اليمني بإذن الله سيخرج في يوم 25 يناير الجاري، وستحدد بإذن الله اللجنة المنظمة أماكن المسيرات، وندعو جماهير الشعب الباسلة إلى المشاركة العامة لإيصال صوته وموقفه".
ويعد مضيق باب المندب أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم حيث يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، وتبلغ المسافة بين ضفتيه نحو 30 كم، ويطل على حوض البحر الأحمر الجنوبي، ويمثل البوابة الجنوبية لقناة السويس.
يشكل باب المندب ثاني اهم ممر بحري حول العالم، ويعتبر أحد أهم نقاط عبور ناقلات النفط العملاقة، حيث يمر عبره قرابة 4.7 مليون برميل من النفط يومياً، ما يمثل 60% من صادرات النفط حول العالم، اضافة لـ 40% من التبادل التجاري حول العالم.
ومع أن القرار كان قد لوح به الرئيس السابق لما يسمى ”المجلس السياسي الأعلى”، صالح الصماد؛ إلا أن توقيته يشير على أن جماعة الحوثي ستدفع نحو إغلاق الممر البحري أو فرض إجراءات صارمة وهو ما سيعقد التحرك الأمريكي وبوارجه في المنطقة.
يأتي اعلان جماعة الحوثي لهذه الخطوة التصعيدية، ردا على القرارات الأمريكية الأخيرة بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية، واعلان وزارة الخزانة الامريكية الثلاثاء، بدء سريان العقوبات، واستثناء نشاط وكالات الامم المتحدة الاغاثية واللجنة الدولية للصليب الاحمر.
في سياق متصل، كشفت الإدارة الامريكية الجديدة، عن نيتها التراجع عن قرار وزير الخارجية الامريكية في ادارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تصنيف “الحوثيين” منظمة إرهابية، بعد ساعات على سريان القرار، وتنصيب الرئيس الجديد رسميا رئيسا لامريكا.
وقال وزير الخارجية الامريكي في ادارة الرئيس بايدن، أنتوني بلينكن، قال خلال جلسة مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه في المنصب الثلاثاء: “سنقترح إعادة النظر فورا بقرار مايك بومبيو تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية لضمان عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية”.
مضيفا: “في الوقت الذي يتحمل فيه الحوثيون مسؤولية الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم، فإن التحالف الذي تقوده السعودية ساهم بشكل كبير في هذا الوضع”. وأردف: "تصنيف الحركة لا يحقق شيئًا عمليًا بشكل خاص في تعزيز جهود السلام، بينما يزيد من صعوبة تقديم المساعدة".
وتابع الوزير الجديد للخارجية الامريكية، أنتوني بلينكن، خلال جلسة مصادقة مجلس الكونجرس على تعيينه قائلا: “أوضح الرئيس المنتخب أننا سننهي دعمنا للحملة العسكرية السعودية في اليمن”. مردفا: “سنفعل ذلك بسرعة كبيرة .. لقد رأينا كيف أصبح اليمن مكانا لأسواء أزمة إنسانية في العالم”.
من جانبها، تعهدت وزيرة الخزانة الامريكية المرشحة من الرئيس بايدن، جانيت يلين، بإعادة النظر في العقوبات المفروضة على جماعة الحوثي بموجب تصنيف وزير الخارجية الامريكية في ادارة ترامب لها منظمة ارهابية اجنبية. مؤكدة لأعضاء مجلس الكونجرس، عزمها العمل مع المشرعين على إعادة النظر في سياسة العقوبات.
وقالت الوزيرة يلين خلال جلسة مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينها، الثلاثاء: “سأكلف نائبي وولي أدييمو بإجراء تحليل شامل لسياسة العقوبات الأمريكية لضمان استخدامها للأغراض الاستراتيجية وبالطريقة المناسبة”. وأردفت: "العقوبات تعتبر أداة حساسة لضمان الأمن السيبراني ومحاربة مختلف الأخطار”.
مضيفة: "سأباشر إعادة النظر في سياسة العقوبات فور موافقة الكونغرس على تعييني وزيرة للخزانة في إدارة الرئيس جو بايدن". وتابعت الوزيرة جانيت يلين مخاطبة اعضاء مجلس الكونجرس، الثلاثاء: "سنقوم بتحليل نشاط وزارة الخزانة في فرض العقوبات، وإعادة النظر في سياساتها على هذا الصعيد".
وفق تقرير لوكالة “بلومبرغ”، فإنه "من المقرر تحليل عمل قسم وزارة الخزانة المختص بقضايا محاربة الإرهاب، إضافة إلى إعادة النظر في برامج العقوبات بحد ذاتها". في إشارة إلى مجمل العقوبات المفروضة على دول واشخاص، بما فيهم جماعة الحوثي و3 من كبار قياداتها، يتصدرهم زعيمها عبدالملك الحوثي.
وفرضت إدارة الرئيس المنتهية وللايته دونالد ترامب، خلال اربع سنوات صاخبة، عقوبات على أفراد وكيانات من روسيا وفنزويلا وإيران والصين وكوريا الشمالية واليمن والعراق وغيرها، من طرف واحد. الامر الذي يشكك فريق الرئيس بايدن في فاعليته، حسب تقارير لوسائل إعلام امريكية.
إلى ذلك، كان مستشار الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن لشؤون الامن القومي، استبق بدء سريان قرار وزير خارجية ترامب بتصنيف الحوثيين منظمة ارهابية، بإطلاق تصريح ينتقد قرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية. وقال: إن "قرار ادارة ترامب ضد الحوثيين سيعيق الحل السلمي والدبلوماسية الحاسمة في انهاء الحرب".
مضيفا في تغريدة بموقع "تويتر" الاثنين: إن “قادة الحوثيين بحاجة إلى أن يخضعوا للمساءلة، لكن تحديد المنظمة بأكملها، (كمنظمة إرهابية) لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للشعب اليمني وسيعرقل الدبلوماسية الحاسمة لإنهاء الحرب”. وهو طرح عدد من ابرز الاعضاء الديمقراطيين والجمهوريين، في مجلسي النواب والشيوخ.
ولقي الاعلان الامريكي ترحيبا واسعا من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وكذلك التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات. لكنه يواجه معارضة واسعة في اوساط اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ومجموعة الاغاثة الدولية.
يعلل المعارضون للتصنيف، معارضتهم بما يسمونه "التداعيات السلبية". مشيرين إلى أن "التصنيف سيقوض الجهود الاممية لوقف الحرب في اليمن واحلال السلام، وسيفاقم الأزمة الانسانية الأسوأ في العالم حسب تقارير الامم المتحدة". منوهين بأن: "مناطق سيطرة الحوثيين تحوي الكثافة الاكبر من اليمنيين ويعتمدون على المساعدات".
وقال وكيل أمين الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك: “ما هو التأثير الإنساني المحتمل؟ الجواب هو مجاعة واسعة النطاق على نطاق لم نشهده منذ ما يقرب من 40 عاما”. معتبرا أن "إعفاءات السماح لوكالات الإغاثة بتسليم الإمدادات، لن تكون كافية لتجنب المجاعة". داعيا الولايات المتحدة الامريكية إلى إلغاء القرار.
كما اكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي جريجوري دبليو ميكس و25 نائبا في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تطالب بتوضيح حيثيات هذا القرار. أن “هذه الخطوة لإدارة ترامب ستجعل بلا شك أكبر أزمة إنسانية في العالم، أسوأ بكثير، وستدفع آلاف اليمنيين نحو خطر أكبر”.