العربي نيوز - محافظات:
انطلقت اسراب مسيرات كثيفة ومثيرة للدهشة، من محافظات يمنية عدة، ابرزها 4 محافظات، دعما لفلسطين والمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي وحصاره الغاشم المتواصل على قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي بدعم امريكي وبريطاني وفرنسي والماني مباشر.
وخرجت الجمعة، حشود مليونية من اليمنيين الى الميادين والساحات العامة في كل من العاصمة صنعاء و12 محافظة تخضع لسلطات جماعة الحوثي الانقلابية، ومحافظات تعز ومارب والمهرة، تجديدا لدعم اليمن وشعبه لفلسطين والمقاومة الفلسطينية، في معركته المقدسة.
امتلأ ميدان السبعين جنوبي العاصمة صنعاء والشوارع المؤدية اليه، بمئات الآلاف من اليمنيين رجالا ونساء واطفالا - وقيل قرابة مليون مواطن- ، خرجوا الجمعة، في تظاهرة حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان "معكم حتى النصر والتهديد الأمريكي لن يوقفنا".
وهتف المشاركون في التظاهرة التي دعا اليها زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، ووصفت بأنها "طوفان بشري"، بهتافات تؤيد الهجمات على الكيان الاسرائيلي وسفنه، وتطالب بفتح ممر للمشاركة في القتال مع جيش الاحتلال الصهيوني، رافعين رايات العلمين اليمني والفلسطيني.
كما اعلن بيان صادر عن التظاهرة إن "استمرار العدو الصهيوني المجرم والنظام الأمريكي المستكبر في ارتكاب المجازر الوحشية والمروعة بحق الأشقاء في فلسطين يكشف العمق الاجرامي المتجذر لهذا اللوبي الصهيوني اليهودي، .. ويثبت للعالم المخدوع حقيقة هذا اللوبي المجرم".
منددا بـ "ما يُشاهد اليوم من إعدامات ودفن جماعي للأحياء وإعدام للنساء الحوامل وقتل للأطفال والنساء وتجويعهم وتشريدهم وتعرية الأسرى لإهانتهم وإذلالهم". باعتبارها "جرائم متوحشة تفضح تشدقهم بالحقوق والحريات والإنسانية، وتثبت للعالم المخدوع بهم حقيقة هذا اللوبي المجرم".
وأكد "أهمية الاستمرار في الخروج الجماهيري في المسيرات والمظاهرات والمشاركة في الانشطة المتعددة نصرة لفلسطين وإحياء للقضية الفلسطينية ومباركة لعملية طوفان الاقصى المستمرة، وتنديدا بالجرائم البشعة المستمرة التي يرتكبها اللوبي الصهيوني اليهودي المتمثل في قوى الاستكبار".
كذلك شهدت محافظات صعدة وصنعاء وعمران وحجة وذمار وريمة والبيضاء والضالع والجوف، ومحافظتي مارب وتعز بشقيها، الخاضع لسلطات الشرعية وسلطات جماعة الحوثي، تظاهرات شعبية حاشدة، نددت بالتواطؤ الامريكي والغربي والاوروبي مع الكيان الصهيوني وجرائم عدوانه.
واستنكر عشرات الآلاف من المشاركين في تظاهرات شارع جمال وسط مدينة تعز عقب صلاة الجمعة استجابة لدعوة أطلقتها الهيئة الشعبية لنصرة قضايا فلسطين، وفي الحوبان تلبية لدعوة جماعة الحوثي؛ استنكر المتظاهرون استمرار الصمت والخذلان العربي تجاه حصار قطاع غزة.
كما طالب المشاركون في تظاهرة حاشدة مماثلة بمدينة مارب، المجتمع الدولي اثبات شعاراته المنادية بحقوق الانسان، ومحاكمة قيادات الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي على الجرائم المستمرة أمام مرأى العالم. مجددين دعمهم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة عدوان الكيان.
وشهدت محافظة المهرة، عقب صلاة الجمعة، تظاهرة شعبية حاشدة، رفعت رايات علمي اليمن وفلسطين، وطالب المشاركون فيها المجتمع الدولي وأحرار العالم بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ورفع الحصار المفروض على نحو مليوني فلسطيني داخل القطاع.
لكن التظاهرات الشعبية اليمنية المناصرة لفلسطين، اتفقت في استنكار تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية عن نصرة الشعب الفلسطيني، والاحجام عن المقاطعات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني والدول الداعمة له، باعتبارها "الحد الادنى مما يجب ويفترض ان يكون منها".
شاهد .. مسيرات يمنية دعما لفلسطين (فيديو)
https://x.com/ShahidAlmasirah/status/1740725753115742564?s=20
https://x.com/ShahidAlmasirah/status/1740741120970379682?s=20
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا، بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه واي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "22600 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 50100، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.