العربي نيوز - عدن:
صدر قرار في العاصمة المؤقتة عدن، الخاضعة لسلطات "المجلس الانتقالي" وسيطرة مليشياته الممولة من الامارات، حدد سعر المواطن اليمني الشمالي بثمن بخس جدا، يشجع على استهداف المليشيا للمواطنين المنحدرين من المحافظات الشمالية وقتلهم، والنجاة من القصاص لهم، مقابل دية لا تعادل قيمة ثور او بقرة في عدن.
جاء هذا في حكم قضائي صادم لجميع اليمنيين، صدر في جريمة الحرابة واختطاف وتعذيب وقتل الشاب عبدالملك السنباني من عناصر نقطة تابعة لمليشيا "المجلس الانتقالي" في طور الباحة، خلال سفره إلى اهله في صنعاء عقب عودته من الولايات المتحدة الامريكية عبر مطار عدن، في سبتمبر 2021م
وأسقطت المحكمة العسكرية الابتدائية بالمنطقة العسكرية الرابعة بالعاصمة المؤقتة عدن، الخاضعة لسلطات "المجلس الانتقالي" وسيطرة مليشاته الممولة من الامارات؛ الاتهامات المثبتة عن اربعة من عناصر مليشيا "الانتقالي"، وأدانت متهما واحدا بما سمته "القتل غير العمد للشاب عبدالملك السنباني".
المحكمة التي عقدت جلستها الاربعاء، برئاسة القاضي غمدان عبدالرقيب الرباصي وحضور رئيس النيابة العسكرية القاضي فضل الجوباني ومحاميا المتهمين وأولياء الدم، المُنصبان من المحكمة؛ حسمت القضية بعد سنتين من المماطلة، بإصدار "حكم جائر ومنحاز للجناة" حسب قانونيين.
وتبعت المحكمة النيابة العسكرية المحالة اليها القضية بالمخالفة، في تقديم خمسة من عناصر مليشيا ما يسمى "اللواء التاسع صاعقة" التابع إلى "الانتقالي" في لحج، بتهمة "القتل الخطأ لحي المجني عليه عبدالملك أنور احمد السنباني" متجاهلة التقرير الجنائي بالاختطاف والتقرير الطبي بالتعذيب.
قررت المحكمة، "تبرئة المتهمين المتهمين الاول حسين احمد زهير والثالث عيسى فضل سلام والرابع بشار محمد سويد والخامس محمد طه عبدان شقير من جريمة القتل الخطأ المنسوبة إليهم في قرار الاتهام. وإدانة المتهم الثاني يونس سيف محمد علي بواقعة القتل الخطأ لحي المجني عليه".
مضيفة في منطوق الحكم: "الزام المُدان وعائلته بدفع دية القتل الخطأ لورثة المجني عليه مبلغ وقدره مليون وست مئة ألف ريال يمني، وتعزير المدان بالحبس لمدة سنة مع وقف النفاذ، وتحميل قيادة اللواء التاسع صاعقبة باتعاب محامي المتهمين والزامها بتسليم أمتعة واغراض المجني عليه لأهله".
وأثبت محامي اولياء الدم قبل الاعتراض على احالة القضية للنيابة العسكرية لعدم الاختصاص، تعرض المجني عليه الشاب عبدالملك أنور السنباني للاختطاف والتعذيب حتى الموت، من عناصر نقطة تابعة لمليشيا "اللواء التاسع صاعقة" في طور الباحة بلحج، اثناء سفرة من عدن إلى اهله بصنعاء.
تفاصيل: إعلان صادم لمحامي "السنباني" بشأن القتلة
كما أكد تقرير الطبيب الشرعي في العاصمة المؤقتة عدن، الذي نشر صورة منه محامي اولياء الدم، أن "نتائج معاينة جثة عبدالملك انور احمد السنباني، أظهرت أن سبب الوفاة الضرب المبرح والعنيف واصابته برصاصتين إحداهما دخلت من الظهر وسكنت في البطن، والاخرى سكنت في الرجل".
تفاصيل: الطب الشرعي يطلق مفاجأة بشأن قتل "السنباني"
وأعلن عضو فريق عضو فريق الدفاع عن أولياء دم المغدور به عبدالملك أحمد أنور السنباني؛ المحامي احمد فيصل الإبي، اعتراضا علنيا على محاولات "المجلس الانتقالي" الالتفاف على القضية، كاشفا حينها عمَّا سماه "تدخلات غير قانونية من النيابة العسكرية في قضية قتل #عبدالملك_السنباني".
تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ الالتفاف على قضية "السنباني" (بيان)
أثارت جريمة الحرابة التي تعرض لها الشاب السنباني العائد من الاغتراب في أمريكا عبر مطار عدن، سخط جميع اليمنيين، وأجبر ضغط الشارع "المجلس الانتقالي" على الاقرار بوقوع الجريمة بعد محاولاته انكارها، ثم تهريب المتورطين إلى المخا، قبل أن يفرض احالة القضية للنيابة العسكرية في عدن.
تفاصيل: مستجدات خطيرة وانباء مريبة عن قتلة "السنباني" !
وعبدالملك انور أحمد السنباني، شاب يمني يبلغ من العمر (25 عاما) كان مغتربا في امريكا ويحمل الجنسية الامريكية بجانب جنسيته، وكان عائدا للقاء اسرته (امه واخته) بعد 10 سنوات اغتراب، ووصل الى مطار عدن لاستمرار اغلاق التحالف مطار صنعاء وفرض حظر جوي عليه منذ اغسطس 2016م.
تعرض الشباب "عبدالملك السنباني" البالغ من العمر 25 عامًا، للاختطاف من مسلحي مليشيا "المجلس الانتقالي" في نقطة تفتيش بطور الباحة محافظة لحج، وأعلنت حينها مليشيا "الحزام الامني" في لحج رسميا القبض على السنباني بزعم أنه "قيادي حوثي" ومبرر "الاشتباه فيه" وتهمة "تهريب آلاف الدولارات".
وأظهرت كاميرات مراقبة مستشفى مصافي عدن (باصهيب) وصول طقم عسكري من اللواء التاسع صاعقة إلى بوابة المستشفى مساء الاربعاء (8 سبتمبر 2021م) ووضع افراده جثة الشاب عبدالملك السنباني وهو مغطى ولوذهم بالفرار. قبل نقل الجثة لمشرحة المستشفى الجمهوري، وصدور اوامر بالتحفظ عليها.
شاهد .. كاميرا مراقبة تفضح هوية قاتلي "السنباني" (صور)
وبعد مرور عامين على الجريمة البشعة، التي تلتها عشرات الجرائم المماثلة بحق مسافرين من المحافظات الشمالية، في طريق "طور الباحة" نفسها، ومن مليشيا "الانتقالي" ذاتها؛ حسمت النيابة والمحكمة العسكرية القضية لصالح المليشيا، وعلى نحو اعتبره قانونيون "فاضحا في التلاعب بالقضية وأدلتها الثابتة".
يشار إلى أن مليشيا "المجلس الانتقالي" في عدن ومحافظات جنوب البلاد متورطة في عشرات الجرائم بحق المواطنين المنحدرين من المحافظات الشمالية، تلتقي الدافع العنصري المناطقي والطابع الجنائي نفسه (نهب ممتلكات واختطاف وقتل تحت التعذيب واغتيالات)، وسط تجاهل من الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.