العربي نيوز - صنعاء:
كشفت جماعة الحوثي الانقلابية رسميا، عن طبيعة مهمة الوفد العماني الذي وصل مساء اليوم الخميس، الى العاصمة صنعاء في زيارة هي السادسة على التوالي، منذ بدء الوساطة العمانية بين الجماعة والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها.
جاء هذا في بيان اصدره رئيس الوفد المفاوض لجماعة الحوثي والناطق باسمها، القيادي محمد عبدالسلام، المقيم في العاصمة العُمانية مسقط، والمرافق لوفد البلاط السلطاني في سلطنة عمان، في زيارته إلى العاصمة صنعاء، ونشره على حسابه بمنصة التدوين المصغر "إكس"، ونقلته قناة "المسيرة".
وقال عبدالسلام: "نعمل على إحياء العملية التفاوضية بدءاً من الملف الإنساني وتداعياته الكارثية بما في ذلك الخدمات والمرتبات" المتوقف صرفها لنحو مليون من موظفي الدولة يقطنون العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرة جماعة الحوثي، منذ نقل البنك المركزي إلى عدن في سبتمبر 2016م.
معتبرا أن الزيارة الجديدة للوفد العماني الى صنعاء، تأتي في سياق جهود الوساطة العُمانية لإحياء العملية التفاوضية وتقييم المرحلة، وقال: "سنجري خلال الزيارة مشاورات مع القيادة لإحياء العملية التفاوضية ضمن رؤية واضحة تعالج الملفات الإنسانية الأكثر إلحاحا وتمس كل مواطن يمني”.
وتابع عبدالسلام: "إذا لم تبدأ العملية التفاوضية بتنفيذ البنود الإنسانية فلا يمكن البناء على نوايا إيجابية للطرف الآخر (يقصد الحكومة اليمنية والتحالف)". مردفا: "لا بد أن يتم البدء بتحسين وضع المطار والموانئ وإزالة الكثير من القيود لأن الحصار ما يزال قائماً على كل الأصعدة" حد زعمه.
متهما دول اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية والسعودية والامارات)، بالتعنت وأن "موقفها موحد في عرقلة الملف الإنساني". واختتم تصريحه بقوله: "ما نأمله هو أن ينتهي هذا التجمع السيء للاعتداء على اليمن وموقفه الموحد لعرقلة الملفات الانسانية"، حد وصفه.
شاهد .. بيان جماعة الحوثي بشأن زيارة الوفد العماني (فيديو)
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي ووفدها المفاوض، عبدالملك العجري: إن زيارة الوسيط العماني ووفد جماعته إلى العاصمة صنعاء "تأتي في سياق التفاعل مع خطاب عبدالملك الحوثي". في اشارة إلى تحذيرات تضمنتها خطابات زعيم الجماعة، لدول التحالف، باستئناف الحرب.
مضيفا في تدوينة بمنصة "إكس": "ليس من المقبول ولا المعقول أن يتحول التفاوض على المرتبات والملف الإنساني لنسخة أكثر تعقيدا من مفاوضات القضية الفلسطينية، وماراثون تفاوضي مضني على قضايا كقضية المرتبات ما كان ينبغي أن تكون محل مساومة ومفاوضة لولا تعنت العدوان". حد تعبيره.
شاهد .. تصريح قيادي في جماعة الحوثي بشأن الرواتب
جاءت زيارة وفد البلاط السلطاني في سلطنة عُمان، إلى العاصمة صنعاء، عقب تصاعد الخطاب السياسي والعسكري لجماعة الحوثي، وإعلان زعيمها بأن "الصبر ينفد والوساطة لن تستمر طويلا"، والتلويح باستئناف الحرب "لكسر الحصار المفروض على اليمنيين وصرف رواتبهم من ثرواتهم" حسب قولها.
ووصل الوفد العماني إلى مطار صنعاء مساء اليوم الخميس، ضمن تحركات دبلوماسية اقليمية ودولية ولقاءات مكثفة لكل من المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ والمبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، للدفع بإتجاه التوصل إلى إتفاق ينهي الحرب ويطلق عملية سياسية شاملة.
تأتي زيارة الوفد العماني، عقب اقل من 24 ساعة على عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة بشأن اليمن، قدم خلالها المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ إحاطته بشأن جهود استئناف السلام ولقاءاته مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسعودية وابوظبي وروسيا، محذرا من انهيار وقف اطلاق النار.
وأطلق مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، دعوات لجميع اطراف الحرب في اليمن إلى إنجاز اتفاق شامل، ينهي الحرب ويطلق عملية سياسية شاملة لاحلال السلام ومعالجة التداعيات الكارثية للحرب، على المستويات الاقتصادية والادارية والخدمية والانسانية لملايين اليمنيين.
في السياق، حملت بواكير صباح الخميس، انباء سارة لجميع اليمنيين بلا استثناء، تبشرهم بانفراج وشيك لمعاناتهم المريرة، عقب احراز مشاورات مسقط "تقدما كبيرا" بشأن الملفات العالقة وفي مقدمها استئناف صرف رواتب جميع الموظفين واستئناف تصدير النفط والغاز، وفتح المطارات والموانئ والطرق ومنافذ المدن واطلاق سراح الاسرى.
تفاصيل: انباء سارة لجميع اليمنيين بهذا الانفراج
والاربعاء، التقى المبعوث الامريكي الى اليمن، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي في العاصمة السعودية الرياض، ونقل له اخر المستجدات في المشاورات الجارية بالعاصمة العُمانية مسقط، بشأن اتفاق هدنة مطولة (لمدة لا تقل عن عام) يشمل استئناف صرف الرواتب وفتح المطارات والطرق.
كما عقد الثلاثاء، كل من المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبيرغ والمبعوث الامريكي الخاص، تيم ليندركينغ، لقائين منفصلين مع المسؤولين في وزارة الخارجية العُمانية، كرسا لبحث المقترحات المطروحة لاتفاق تمديد الهدنة ووقف اطلاق النار، وتوسيع بنودها لتشمل قضايا الملف الانساني والاقتصادي.
بالتزامن، شهدت منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي ليل الاربعاء، اطلاق حملة يمنية واسعة تحت وسم: #عمان_ترعى_السلام_في_اليمن ، تبارك التحركات العُمانية واستئناف وساطتها لمنع انفراط وقف اطلاق النار المستمر منذ انتهاء الهدنة مطلع اكتوبر الماضي، وتخفيف الازمة الانسانية والاقتصادية.
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز، وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
