العربي نيوز - المخا:
اتفق مشايخ ووجهاء واعيان المخا، ولأول مرة في موقف موحد مما تشهده المديرية، ومطلب مشترك لهم يضع على المحك طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، يتمثل في تسليم قاتلي الشيخ علي الحيسي للعدالة.
جاء هذا في بيان صادر عن مشايخ ووجهاء واعيان مديرية المخا، طالب السلطات المحلية والامنية والعسكرية، الخاضعة لطارق عفاش، بضبط وتسليم قاتلي قائد المقاومة الشعبية في المخا، الشيخ علي الحيسي الذي اغتاله مسلحان على متن دراجة نارية وهو عائد لمنزله بحي الحالي.
واستنكر بيان مشايخ ووجهاء المخا، التقاعس عن ضبط المتهمين باغتيال الشيخ علي محمد علي سالم الحيسي، شيخ قرية المشقر بمديرية المخا، وأحد ابرز قيادات المقاومة الشعبية في المخا منذ اندلاع الحرب، رغم كونهما معروفين ويتجولان بكامل الحرية في انحاء مدينة المخا.
البيان قال: إن مشايخ ووجهاء واعيان المخا، يستغربون من التباطؤ في الاجراءات فيما يتعلق بالقبض على القتلة حتى وصلت حد الإهمال وكأننا أمام قرار يهدف إلى تمييز أو طي صفحة القضية مكتفين بتحديد اسماء القتلة ومناطق سكنهم، وتركهم يتحركون في أكثر من مكان ووقت".
مضيفا: إن ترك الجناة المعروفين طلقاء "يطرح تساؤلات واستفسارات حول جدية القبض على القتلة، وفي هذا الصدد نؤكد بأنه لن يهدأ لنا بال ولن نسكت عن حقنا في طلب العدالة حتى نرى القتلة في قبضة العدالة، وهذا حق من حقوقنا كمواطنين تجاه الاجهزة المعنية في مديرياتنا".
وتابع: إن "التفريط بالقضية ودم الشيخ الحيسي، يضع علامة استفهام حول أداء الأجهزة المعنية، ونطالب السلطة في تعز ممثلة بمحافظة المحافظة تحمل المسؤولية في الدفع والمتابعة لتحقيق العدالة في قضية الشهيد الحيسي باعتبارها جريمة مشهودة ضد شخصية وطنية مقاومة".
كما طالب مشايخ ووجهاء وأعيان مديرية المخا في بيانهم، الثلاثاء، الاجهزة الامنية المختصة بـ "سرعة القبض على الجناة. ونحملها مسؤولية أي تلكؤ أو إهمال من شأنه إضاعة دم الشيخ علي الحيسي؛ ونؤكد أن التفريط بدمه هو تفريط بحياة كل المواطنين ودماء كل الناس".
وتوجه البيان، لطارق عفاش، بصورة خاصة، وطالبه "التدخل المباشر لإنهاء تباطؤ وإهمال الاجهزة المعنية في المخا والقيام بواجبها في القبض على القتلة واعتبار قضية القائد الحيسي قضية رأي عام". في اشارة إلى ان طارق يدير سلطات المخا المحلية والامنية والعسكرية.
مناشدا في الوقت نفسه، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي بـ "التدخل المباشر والتوجيه بتشكيل لجنة تحقيق ومتابعة تطبيق القانون وتنفيذ العدالة والقبض على القتلة حفاظا على حياة الناس وكرامتهم وصونا للدماء والحقوق وتحقيقا للسكينة العامة للمجتمع".
يأتي هذا بعدما كان حزب التجمع اليمني للإصلاح، أحرج طارق عفاش، مطلع يوليو الفائت، بتوجيه طلب عاجل له علانية، يضعه على محك إثبات براءته أو إدانته بالتورط في اغتيالات القيادات العسكرية والامنية والسياسية والمجتمعية في الساحل الغربي.
تفاصيل: "الاصلاح" يحرج طارق بهذا الطلب علنيا (بيان)
وتكشفت سريعا خفايا جريمة اغتيال الشيخ والقيادي البارز علي الحيسي، مساء الاربعاء في مدينة المخا، الخاضعة لسيطرة ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش بتمويل من الامارات في مديريات الساحل الغربي لليمن.
سردت مصادر محلية وسياسية متطابقة في مدينة المخا، اسبابا عدة لاتهام "مسؤول جهاز الاستخبارات في مديريات الساحل الغربي المحررة، وقوات طارق عفاش، العميد عمار محمد عفاش، وكيل جهاز الامن القومي سابق، بتصفية الشيخ علي الحيسي".
تفاصيل: كشف خفايا اغتيال الحيسي بالمخا (تفاصيل+ صورة)
وتأتي جريمة اغتيال الشيخ علي الحيسي، امتدادا لاغتيالات مماثلة استهدفت العشرات من قيادات المقاومة التهامية والعمالقة الجنوبية والشخصيات القبلية والمجتمعية، في مديريات الساحل الغربي، ضمن مساعي اخضاعها لنفوذ طارق عفاش وقواته الممولة من الامارات.
يشار إلى أن منظمات حقوقية دولية ومحلية، وتقارير فريق خبراء لجنة العقوبات الخاصة باليمن في مجلس الامن الدولي؛ تتهم عمار صالح عفاش، بالتورط في التخطيط والاشراف على عشرات الاغتيالات ومحاولات اغتيال قيادات عسكرية وامنية وسياسية وقبلية في تعز ومارب والجوف وعدن والمحافظات المحررة جنوبي البلاد.