العربي نيوز - عدن:
اسقطت احدى اهم هيئات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، اولى الوزارات السيادية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن، تنفيذا لاعلان رئاسة "الانتقالي" بيانها الانقلابي الجديد على الشرعية، مساء اليوم الثلاثاء.
ونشرت ما يسمى "هيئة الاعلام الجنوبي"، تعميما رسميا، يصادر اختصاصات وزارة الاعلام والثقافة والسياحة اليمنية، ويسحب صلاحياتها في تنظيم شؤون الاعلام وزيارات الوفود الاعلامية، ويحصرها في هيئة اعلام "الانتقالي".
وفقا لنص التعميم فقد أعلنت هيئة اعلام "الانتقالي" نفسها المخولة فقط بمنح تصاريح زيارة لأي وفد إعلامي أجنبي أو مراسلي قنوات ووكالات إعلام خارجية إلى عدن وجنوب البلاد، شرطا لمنح تأشيرات زيارتها والسماح بدخولها البلاد.
وزعمت هيئة إعلام "المجلس الانتقالي" أنها دشنت مباشرة مهام وزارة الاعلام والثقافة والسياحة وأصدرت هذا التعميم نتيجة ما سمته “الغياب التام لدور وزارة الإعلام في حكومة المناصفة وعدم تواجدها المطلق على أرض الوطن”.
يجرد هذا القرار الانقلابي من جانب "المجلس الانتقالي" الحكومة اليمنية المعترف بها ومجلس القيادة الرئاسي من اي سلطة على اي وسيلة اعلامية داخل عدن والمحافظات الجنوبية، باستثناء الوسائل التي تبث من خارج البلاد.
شاهد .. هيئة اعلام "الانتقالي" تسقط سلطات وزارة الاعلام
يأتي القرار عقب اقل من 24 ساعة على قرار سمته هيئة إعلام "المجلس الانتقالي" التابع للامارات "الزامية التسجيل المهني"، ويقضي بإلزام كل العاملين في مجال الصحافة والاعلام والمواقع الالكترونية والصحف والقنوات بالحصول على ترخيص مسبق.
شاهد .. هيئة اعلام "الانتقالي" تلزم الاعلاميين بترخيص مسبق
ويتواصل منذ ساعات تنفيذ انقلاب كامل على الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، من جانب سلطات ومليشيات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، تنفيذا لقرارات انقلابية أعلنتها هيئة رئاسته.
تصدر هذه القرارات أمر "المجلس الانتقالي" في اجتماع لها عقدته في عدن، برئاسة نائب رئيس المجلس، اللواء احمد بن بريك، محافظي المحافظات التابعين له بالامتناع عن ايداع الايرادات العامة في حساب الحكومة بالبنك المركزي بعدن.
أكد هذا الموقع الالكتروني الناطق باسم "المجلس الانتقالي"، في بيان انقلاب جديد، بثه قبل لحظات، ضمنه قرارات الاجتماع، تحت عنوان "بيان سياسي صادر عن اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي المنعقد في العاصمة (المؤقتة) عدن".
وجاء في البيان: "ياجماهير شعب الجنوب العظيم.. أمام هذه الأوضاع التي انتجتها حكومة لا تشعر ورئيسها بأدنى شعور بالمسؤولية، وسبق وتم توصيف وشرح ذلك مرات كثيرة، .. فإن إدارة الجنوب من قبل أبنائه، .. انتقلت من القول إلى الفعل".
مضيفا إن هذا القرار يستند إلى "أدبيات وأسس ووثائق المجلس الانتقالي الجنوبي" و"الميثاق الوطني الجنوبي"، معللا انقلابه على اتفاق الرياض (2019م و2022م) وفرضه ما يسميه "الادارة الذاتية للجنوب" بأنها "تتطلبها ظروف المرحلة الخطيرة".
وتابع: "إن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي تضع اللمسات الأخيرة والآليات العملية لعمل القيادة التنفيذية الجنوبية التي تشكلت بقرار رئاسي من الرئيس عيدروس الزُبيدي، والتي بدأت تباشر مهامها بهذا الاتجاه". مدعومة بمليشيات المجلس الممولة اماراتيا.
مردفا: "تُحيي هيئة الرئاسة قرار محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، الذي قضى باستخدام إيرادات العاصمة عدن لتغطية متطلبات خدمات العاصمة التي تعيش وضعا كارثيا مأساويا بدون كهرباء في صيف مميت، وغلاء الأسعار وتردي الخدمات".
كما أصدرت هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي" امرها لتعميم القرار وتنفيذ في جميع محافظات جنوب البلاد، بقوله: "وتدعو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي"، وبنفس الوقت تدعو الهيئة محافظي المحافظات إلى اتخاذ قرارات مماثلة في محافظات الجنوب".
وهددت رئاسة "الانتقالي" مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بقولها "إن صبر شعب الجنوب قد جاوز مداه، وأصبح الوضع لا يطاق ونعلم أن هذا الصمت هو صمت الشجعان، وليس العكس، وأن هذا الصبر بوعي وحكمة وإدراك لكي لا يحقق أعداء الجنوب مبتغاهم".
مضيفة: "لقد وقفت هيئة رئاسة المجلس امام تطورات الاحداث المتسارعة وتداعياتها الكارثية الخطيرة التي تستهدف الجنوب أرضا وإنسانا بعد أن استنفدت حكومة ومنظومة الفساد ورئيسها إفراغ خزينة الدولة المالية وإيصال الوضع إلى حافة الإفلاس لمزيد من الافقار".
معتبرة أن ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والخدمية "خطة مُمنهجة تعتمدها القوى المعادية لمحاولة تركيع شعب الجنوب وإضعاف قيادته وحاضنتها الشعبية والسياسية، والنيل من عزيمة القوات المسلحة والأمن الجنوبي ليسهل عليها تمرير مخططاتها التآمرية" حد زعمه.
واختتمت رئاسة "الانتقالي" بيان انقلابها بمخاطبة مليشياتها ودعوتها إلى "مزيد من اليقظة والتأهب والاستعداد التام لمواجهة التطورات المحتملة التي يحيكها أعداء الجنوب". معلنة أنها "وأمام ماتتطلبه الأوضاع الطارئة قررت أن تظل وهيئات المجلس في حالة انعقاد دائم".
شاهد .. "الانتقالي" يصدر بيان انقلابه الجديد على الشرعية
يأتي هذا عقب اقل من 24 ساعة على تسجيل رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك سعيد، اول رد رسمي على الاتهامات التي كالها له عضو مجلس القيادة الرئاسي، ونائب رئيس "المجلس الانتقالي" قائد ما يسمى "الوية العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات.
تفاصيل: رئيس الحكومة يرد على اتهامات المحرمي (وثيقة)
كما يأتي القرار بعد يوم على اصدار محافظ عدن، القيادي في المجلس الانتقالي" احمد حامد لملس قرارا بعدم ايداع الايرادات العامة الجمركية والضريبية للعاصمة المؤقتة عدن في حساب الحكومة بالبنك المركزي، واصدار محافظ شبوة المؤتمري الموالي للامارات عوض العولقي قرارا مماثلا ومنع نقل نفط شبوة لخارجها.
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" تسبب في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة باستمرار تمرده على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري اماراتي، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة.