الخميس 2024/04/18 الساعة 11:20 ص

رسميا .. تحذير دولي للمواطنين في عدن والجنوب (تفاصيل)

العربي نيوز - عدن:

أصدرت جهات حكومية مختصة ومنظمات محلية ودولية متخصصة، تحذيرات من وفاة ملايين اليمنيين في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، جراء اجتياح ما وصفوه "كارثة انسانية" قالوا انها "باتت وشيكة الحدوث"، عنوانها المجاعة العامة، بفعل تدهور الاوضاع الانسانية والخدمية والادارية واستمرار انهيار العملة الوطنية والاقتصاد، وتفاقم الاعباء الضريبية والجمركية على كواهل المواطنين.

وأرجعت الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية، هذا الخطر الداهم بالعاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، إلى ما سمته "استمرار اضطراب الاوضاع وتدهور الاقتصاد وغياب الخدمات العامة وانتظامها وفي مقدمها الكهرباء والمياه والصرف الصحي وارتفاع تعرفتها بجانب الارتفاع الكبير لاسعار السلع والمواد التموينية والمشتقات النفطية، في ظل انعدام فرص العمل وضعف اجور الموظفين".

مشيرة إلى تسبب تمرد "المجلس الانتقالي" المستمر على الشرعية اليمنية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، ورفضه دمج مليشياته بقوات الامن والجيش، في تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، واستمرار انفلات امني تصاعدت معه جرائم الاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة والاغتيالات دون ضبط الجناة.

وقادت سيطرة "المجلس الانتقالي" ومليشياته، على العاصمة المؤقتة عدن ومؤسسات الدولة منذ اغسطس 2019م، إلى انهيار قيمة الريال اليمني بلغ أخطر مستوياته خلال اليومين الماضيين ليتراجع سعر صرف الريال اليمني إلى 1300 ريالا مقابل الدولار الواحد، و341 ريالا مقابل الريال السعودي، ما ينذر بتصاعد اضافي للارتفاع الفاحش في اسعار السلع والمواد التموينية والخدمات العامة والمشتقات النفطية.


وفقا لتقارير حكومية ودولية، بشأن اليمن، فإن نفقات الشحن للبضائع والسلع إلى الموانئ اليمنية ارتفعت بنسبة 800% منذ بدء الحرب بفعل رسوم التأمين على الحاويات والسفن، جراء استمرار تصنيف اليمن منطقة حرب. مشيرة إلى أن من بين اسباب ارتفاع اجور النقل ونفقاته وتبعا اسعار السلع "الجبايات المفروضة على شاحنات النقل بين المحافظات وميناء عدن". معتبرة انها "اتاوات جائرة وغير قانونية".

وسبق أن شكت نقابة سائقي شاحنات النقل جبايات مليشيا "الانتقالي" في ميناء عدن على شاحنات نقل السلع والمواد التموينية، وفرضها اتاوات جائرة تتجاوز النصف مليون ريال على الشاحنة، في نقاطها المنتشرة على طول الطرقات بين عدن والمحافظات الاخرى، في تضاعف اجور النقل في اليمن 800% وتبعا زيادة اسعار السلع والمواد التموينية بنسبة تجاوزت 500% حسب تقارير منشورة للبنك الدولي.

بالتزامن، اتفقت منظمات دولية واممية، في التحذير من "تفاقم تدهور الاوضاع الانسانية في اليمن" لاسباب ارجعتها إلى "استمرار التدهور الاقتصادي والاداري والخدمي والمالي للعملة المحلية، بجانب انعدام فرص العمل وضعف الاجور وتوقف صرف رواتب الموظفين وعدم انتظام من تصرف لهم في عدن ومناطق سلطات الحكومة جنوبي البلاد جراء استمرار التوتر والاضطراب وتعذر ضبط الامن والاستقرار".

وفي هذا السياق، سبق لنائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية، ابو بكر باعبيد، أن كشف في تصريح لوكالة الانباء البريطانية "رويترز" عن "صعوبات يواجهها التجار المحليون في استيراد الدقيق (الطحين) والأرز والسكر والمنتجات البترولية بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملة الوطنية امام الدولار الامريكي، فضلا عن رفع التعرفة الجمركية بنسبة 100% ثم 50% خلال اقل من عام".

كما فاقمت من مخاطر المجاعة في اليمن، تداعيات الحرب الاوكرانية الروسية وفرض الهند حظرا على صادراتها من القمح، ما تسبب في نقص حاد بامدادات القمح ومخزون اليمن منه، فضلا عن زيادة اسعار الغذاء وتضاعفها خلال عامين فقط، في ظل استمرار مواجهة اليمن الذي يستورد من اوكرانيا وروسيا ثلثي احتياجاته من القمح، نقصا حادا في الاحتياطي الأجنبي وانخفاضا متسارعا لقيمة العملة الوطنية.

وعلى صعيد متصل، عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، في قصر معاشيق الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن، الاربعاء، اجتماعا طارئا وعاجلا، لمنع حدوث كارثة "المجاعة الوشيكة"، التي حذرت جهات حكومية مختصة ومنظمات متخصصة عدة، من أن وقوعها "بات وشيكا" في اليمن، بدءا من العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة جنوبي اليمن، التي سيعمها انهيار كامل.

وفقا لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) فإن الرئيس رشاد محمد العليمي دعا رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك ووزير المالية سالم بن بريك ومحافظ البنك المركزي احمد غالب المعبقي، إلى اجتماع عاجل وطارئ لتدارس التراجع المتواصل والمتسارع لقيمة العملة اليمنية امام العملات الصعبة رغم تسليم الوديعة النقدية المقدمة من السعودية، بمبلغ مليار دولار، يبعيها البنك في مزادات اسبوعية للبنوك وشركات الصرافة.

موضحة أن الاجتماع بحث "مستجدات الاوضاع الاقتصادية والمالية، والاجراءات الحكومية المتخذة لتعزيز مسار الاصلاحات في مختلف المجالات"، وأنه "استعرض الاجتماع موقف العملة الوطنية، والامدادات الخدمية، وفي المقدمة قطاع الكهرباء والسبل الكفيلة بمواجهة المتغيرات الاستهلاكية للمشتقات النفطية خلال فصل الصيف". في اشارة إلى اعلان مؤسسة كهرباء عدن خروج محطاتها عن الخدمة لانعدام الوقود.

ولفتت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) إلى أن "رئيس مجلس القيادة الرئاسي شدد في الاجتماع على مضاعفة الجهود لضمان استقرار العملة المحلية، والخدمات والسلع الاساسية، وتحسين القدرات الاستيعابية لتعهدات المانحين الاقليميين، والدوليين. ووجه بوضع خطط منسقة مع مختلف الجهات لاستثمار الموارد المتاحة، وتوفير فرص العمل والعائدات المشتركة، وتعظيم فوائد عمل السلطات المركزية والمحلية من الداخل لصالح المواطنين".

الرئيس العليمي يعقد اجتماعا طارئا لمنع كارثة 

يشار إلى أن الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي، تسببت في "توسيع دائرة الفقر ورفع معدلات البطالة لتشمل 80% من سكان اليمن باتوا يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء" حسب تقارير بعثات منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن، والتي وصفت الوضع الانساني في اليمن بأنه "الاسوأ عالميا"، محذرة من خطر مجاعة عامة تجتاح البلاد.