العربي نيوز - ابوظبي:
وسعت الامارات هوة الخلافات بينها والمملكة العربية السعودية، وسددت للرياض طعنة غادرة جديدة، بنسفها مشاورات الرياض الجارية بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي بشأن السلام والقضية الجنوبية، وتفجير قنبلتين على طاولتها، رفضا للتسوية المطروحة للقضية الجنوبية، وما يترتب عليها من فقدان ابوظبي مكاسبها العسكرية والاقتصادية المتحققة لها طوال سنوات الحرب في جنوب البلاد.
جاء هذا بإيعازها للمجلس الانتقالي الجنوبي، التابع لها، بإصدار بيان فجر الثلاثاء، ينسف تصريحات رئيسه عيدروس الزُبيدي الايجابية بشأن السلام في اليمن والقضية الجنوبية، التي ادلى بها في حوار مع صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، وطمأن فيها ولأول مرة "ابناء شعبنا اليمني بشكل عام وشعب الجنوب على وجه الخصوص بأن خارطة الطريق التي تقودها السعودية ستحل كل المشاكل".
وعمَّدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي" برئاسة القائم بأعمال الزُبيدي، رئيس الجمعية العمومية للمجلس احمد بن بريك، إلى إظهار الزُبيدي غير مخول بإبرام اي اتفاق يخص القضية الجنوبية، واعلان رفضها تخصيص اطار تفاوضي خاص بها في اطار المفاوضات السياسية الشاملة للسلام في اليمن المرتقب انطلاقها برعاية المملكة العربية السعودية عقب توقيع اتفاق "خطة السلام الشاملة في اليمن".
تفاصيل: السعودية تغير مواقف طارق والزُبيدي 180 درجة (فيديو)
وأصدرت هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي" فجر الثلاثاء بيانا يعلن التراجع عن التفاهمات المبرمة مع رئيس المجلس الزُبيدي وتصريحاته الايجابية، ويؤكد أن "أن الجنوب لا يسعى للانفصال، بل لاستعادة دولته المغتصبة كاملة السيادة، وهو هدف استراتيجي لشعب الجنوب ولن يتراجع عنه تحت أي ظرف"، وأن "حل الدولتين هو الطريق الوحيد للحل الشامل وتحقيق السلام والأمن والاستقرار الدائم في المنطقة".
معلنا "رفض المجلس الانتقالي، لأي إجراءات تهدف للمساس بالجنوب وموارده الاقتصادية السيادية في الوقت الذي لازال منتسبي الجيش والامن في الجنوب بلا مرتبات ومحرمون من أبسط الحقوق". ومشددا على "تمسك المجلس بحق الجنوب في الإقرار بكافة المسائل السياسية، والاقتصادية، والمالية، والعسكرية، والأمنية، وكل ما يرتبط بالجنوب، أو يمس حقوق ومصالح شعبه، وسيادته على ثرواته وأرضه".
شاهد .. "الانتقالي" يصدر بيانا يرفض خارطة السعودية
بالتوازي، أوعزت الامارات، إلى نائب رئيس "المجلس الانتقالي" الفار من وجه العادلة في ابوظبي منذ نحو عامين، والقيادي السابق في تنظيم "القاعدة، الشيخ السلفي هاني بن بريك، لأن يصدر بيانا يهاجم فيه الشرعية اليمنية وابرز مكوناتها السياسية وأبرزها تضحية طوال سنوات الحرب، ويتضمن فتوى بتكفير قياداتها والتحريض على قتلهم، بزعم أنهم "إخوانج منافقون ومدسوسون وارهابيون غدروا بالتحالف".
وكال هاني بن بريك المتهم بإدارة خلية اغتيالات في عدن طالت عشرات السياسيين والامنيين والعسكريين وقادة المقاومة الجنوبية المناهضين للامارات، بينهم الشيخ سمحان العريقي المكنى "الراوي" وعشرات الدعاة وأئمة المساجد في عدن؛ اتهامات لحزب الاصلاح بإحباط جهود التحالف لحسم الحرب طوال ثماني سنوات، والتكسب من الحرب على حساب التحالف وإجباره على مصالحة الحوثيين بصنعاء.
تفاصيل: "الانتقالي" يتزلف التحالف بفتوى تكفر الشرعية (وثيقة)
برز صراع النفوذ بين السعودية والامارات في اليمن، مع تبني الرياض تمويل انشاء قوات "درع الوطن" لكبح تمرد مليشيا "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، وردع إصرار ابوظبي على بسط نفوذها على المحافظات اليمنية الشرقية (شبوة، المهرة، حضرموت) وسعيها لتمكين مليشيات "الانتقالي" من السيطرة عليها، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.
تفاصيل: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)
يشار إلى أن الخلافات بين السعودية والامارات، طفت على السطح رسميا، بتغيب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عن حضور قمة مصغرة دعت اليها الامارات في ابوظبي الشهر الفائت، ثم في انفراد السعودية بقرار اتفاق مصالحة ايران، ثم بقرار انهاء الحرب في اليمن والسعي للمصالحة بين قوى مجلس القيادة الرئاسي ولمصالحة جماعة الحوثي وارسال وفد إلى صنعاء، لتوقيع اتفاق سلام شامل.