السبت 2025/06/21 الساعة 02:08 م

لأول مرة .. ايران توافق السعودية في هذا القرار 

العربي نيوز - طهران:

اعلنت ايران رسميا، ولأول مرة، اتفاقها الكامل وموافقتها للمملكة العربية السعودية في قرار، لطالما ظل محل اختلاف وعنوانا بارزا للتنافر بين الدولتين لعقود، قبل المصالحة الاخيرة بينهما بوساطة صينية، الجمعة قبل الماضية.

وتوقف سياسيون ومراقبون عند اتفاق ايران مع المملكة العربية السعودية لأول مرة في رؤية هلال رمضان، والصيام معا". معتبرين أن "هذا الاتفاق غير المسبوق انعكاسا لاتفاق المصالحة بين الرياض وطهران بوساطة صينية".

بالمقابل، ردت طهران على هذه الطروحات بأن الاتفاق في أول ايام رمضان نتيجة "اعلان عضو هيئة الاستهلال في مكتب مرشد الثورة الإيراني، حجة الإسلام علي رضا، أن يوم الخميس هو أول أيام شهر رمضان في إيران".

ونقلت وكالة الانباء الايرانية، ليل الثلاثاء، في خبر عاجل عن عضو هيئة الاستهلال في مكتب مرشد الثورة الايراني، علي رضا، قوله: إنه "سيكون من الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة، يوم الأربعاء خلال الغروب".

تزامن هذا الاعلان الايراني، مع اعلان لجنة الاهلة في السعودية ومعظم الدول العربية والإسلامية، مساء الثلاثاء عن تعذر رؤية هلال شهر رمضان، وأن "الأربعاء، هو المكمل لشهر شعبان، والخميس أول أيام شهر رمضان".

وستصوم الخميس، كل من: اليمن، سلطنة عمان، السعودية، الامارات، البحرين، قطر، الكويت، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، الاردن، مصر، ليبيا، السودان، الصومال، تونس، تركيا، ايران، إندونيسيا، ماليزيا، وبروناي.

كما اتفقت دول اسلامية في قارة اوروبا، في ان الخميس اول ايام شهر رمضان، وجاء بين ابرزها: البوسنة، والهرسك. فيما أعلن مجمع الافتاء الاوروبي، إن الخميس اول ايام شهر رمضان، لجميع المسلمين في دول أوروبا.

وأجلت عدد من الدول العربية والاسلامية، الاعلان عن اول ايام شهر رمضان، إلى مساء اليوم الاربعاء، بهدف التثبت من رؤية هلال رمضان من عدمه، وجاء بين ابرز هذه الدول: الجزائر والمغرب وموريتانيا، والصحراء الغربية.

يعد التوافق في ثبوت رؤية هلال رمضان، غير مسبوق بين هذا العدد الكبير من الدول العربية والاسلامية، على اختلاف مواقعها الجغرافية، ويرى فلكيون أنها المرة الاولى منذ سنوات التي تتفق فيها هذه الدول بأول ايام رمضان.

وأعلنت السعودية الجمعة قبل الماضية مصالحة ايران بوساطة صينية وتوقيع اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون الكامل بين البلدين في مختلف المجالات، والالتزام بـ "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

تضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما، صدمة كبيرة لملايين اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

تفاصيل اوفى: اتفاق الرياض وطهران يتضمن هذه الصدمة لليمنيين

وأعلنت الرياض عقب توقيع اتفاقها مع طهران، رسميا، عن مهمتها الاخيرة في اليمن. مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم دولا عدة بينها الامارات، وتقوده في اليمن بدعم امريكي وبريطاني لوجستي. كاشفة عن مهمتها الاخيرة في اليمن.

تفاصيل اوفى: رسميا.. السعودية تعلن مهمتها الاخيرة في اليمن (وثيقة)

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا.

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يُعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران".

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

وأعلنت السعودية من العاصمة الامريكية واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".

لكن السعودية تواصل منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.