العربي نيوز - الرياض:
أصدر العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، أول قرار بشأن ايران، عقب توقيع الاتفاق السعودي الايراني (الجمعة قبل الماضية) على استئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون الكامل بينهما في مختلف المجالات، قضى بتوجيه دعوة للرئيس الايراني إلى زيارة الرياض.
وقالت وكالة "اسيوشيتد برس" الامريكية للانباء: إن "دعوة العاهل السعودي الملك سلمان للرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي لزيارة المملكة خطوة متقدمة وسريعة تظهر حسن النوايا وتؤشر إلى الجدية في إنجاح إتفاق بكين".
موضحة على لسان مراسلها في اليمن احمد الحاج إن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون الكامل بين البلدين "لا يقتصر على عودة العلاقات فقط وانما إلى ما هوى أبعد من ذلك.؟؟".
شاهد .. العاهل السعودي سلمان يتخذ قرارا بشأن إيران
ومن جانبها، أعلنت طهران، إن "الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لزيارة الرياض". موضحة أن وزير الخارجية الإيراني سيلتقي نظيره السعودي قريبا.
جاء هذا، في تغريدة لنائب المسؤول السياسي في مكتب الرئيس الإيراني، على منصة "تويتر"، قال فيها: إن العاهل السعودي بعث برسالة إلى "رئيسي"، يدعوه فيها إلى زيارة الرياض، ويرحب فيها بالاتفاق بين البلدين.
ونقلت وكالة "تسنيم" الايرانية (غير الرسمية) عن مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قوله: إن "طهران مستعدة لإعادة فتح سفارتها في الرياض". وتأكيد أنه سيلتقي مع نظيره السعودي قريبا.
مضيفا: إن "الحكومة الإيرانية اقترحت على السعودية ثلاثة أماكن لاستضافة لقاء على مستوى وزيري خارجية البلدين" دون أن يذكر المواقع الثلاثة أو يشير إلى موعد اللقاء الذي ينص الاتفاق على أن يكون خلال شهرين.
يأتي هذا عقب توقيع السعودية وايران بوساطة صينية اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون السياسي والامني والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي وتبادل الاستثمارات، و"احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وتضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما، صدمة كبيرة لملايين اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".
تفاصيل اوفى: اتفاق الرياض وطهران يتضمن هذه الصدمة لليمنيين
وأعلنت الرياض عقب توقيع اتفاقها مع طهران، رسميا، عن مهمتها الاخيرة في اليمن. مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم دولا عدة بينها الامارات، وتقوده في اليمن بدعم امريكي وبريطاني لوجستي. كاشفة عن مهمتها الاخيرة في اليمن.
تفاصيل اوفى: رسميا.. السعودية تعلن مهمتها الاخيرة في اليمن (وثيقة)
حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا.
ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يُعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".
منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران".
واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".
معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".
وأعلنت السعودية من العاصمة الامريكية واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".
لكن السعودية تواصل منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.