العربي نيوز - ابوظبي:
اشهرت الامارات، مجددا، بوجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، سلاحا سبق ان استخدمته ضد الرئيس هادي، وضغطت به لدفعه الى التنحي واصدار قرار بنقل السلطة وتفويض صلاحياته لمجلس رئاسي، يضم بعضويته قادة مليشياتها المحلية.
ورفضت ابوظبي الوفاء بالتزاماتها المعلنة عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي مطلع ابريل الماضي، لدعم الاقتصاد اليمني والعملة الوطنية، والبالغة قرابة ملياري دولار، مكتفية بإيداع 300 مليون دولار فقط بحساب البنك المركزي اليمني، حسب محافظه.
أكد هذا الموقف دعم الامارات ذراعها السياسي والعسكري في جنوب اليمن، "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومطالبته بما يسميه "استعادة دولة الجنوب"، في اشارة إلى ما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، قبل اعادة توحيد شطري اليمن عام 1990م.
وتجسد هذا في سماح ابوظبي لرئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي المقيم لديها منذ اشهر، برفع علم شطر اليمن الجنوبي لدى لقاءه المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبيرغ في ابوظبي، الاثنين، وتأكيده على "استعادة الجنوب".
وفقا لموقع "المجلس الانتقالي"، فإن الزُبيدي شدد في اللقاء على محورية قضية الجنوب، وأهمية إدراجها ضمن أجندة المفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة لوضع إطار تفاوضي لها". وعلى "التعاطي مع فريق المفاوضات المشترك" مع الحوثيين.
شاهد .. الزُبيدي يستقبل المبعوث الاممي بعلم الانفصال
كما جاء تراجع الامارات عن التزامها بدعم الاقتصاد اليمني بمليار دولار، رغم طرح المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، الامر على المستشار الدبلوماسي لرئيس الامارات، أنور قرقاش ووزير الدولة خليفة المرر وعدد من المسؤولين الإماراتيين.
ولم يفصح المبعوث الاماراتي عن الموقف الاماراتي، مكتفيا في بيان لمكتبه بالقول: "تناولت المباحثات أهمية الدعم الإقليمي المتضافر من أجل التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة في اليمن من شأنها تأمين مستقبل يسوده السلام والأمن والتنمية الدائمين".
شاهد .. المبعوث الاممي يكشف نتائج لقاءات الامارات
إلى ذلك، أعلنت المملكة العربية السعودية، مساء الثلاثاء، عن "إيداع مبلغ مليار دولار لدى حساب البنك المركزي اليمني". وفقا لما نقلته وكالة الانباء السعودية (واس)، على حسابها الرسمي بمنصة "تويتر"، مؤكدة أن المملكة "وقعت اتفاقية وديعة مع البنك المركزي اليمني".
شاهد .. السعودية تعلن رسميا رفد البنك المركزي بمليار دولار
وكانت السعودية والامارات أعلنتا مطلع ابريل الماضي، عقب ازاحتهما الرئيس هادي ونائبه علي محسن صالح، والضغط عليهما لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي عن تقديم ملياري دولار مناصفة بينهما للبنك المركزي اليمني، ومليار و600 مليون لدعم مشاريع التنمية والكهرباء.
لكن السعودية والامارات لم تفيا بإعلانهما، ما تسبب باستمرار انهيار قيمة الريال اليمني، من 900 ريال مقابل الدولار حينها، إلى أكثر من 1250 ريالا يمنيا مقابل الدولار و335 ريالا مقابل الريال السعودي، وتبعا في ارتفاع فاحش لاسعار السلع والخدمات في عدن والمحافظات المحررة.
يشار إلى أن الانهيار الحاد والمتسارع لقيمة العملة الوطنية، أدى إلى تفاقم تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدمي، وتعاظم الازمة الانسانية التي وصفتها الامم المتحدة بأنها "الاسوأ عالميا" وتسببت في توسيع دائرة الفقر واعتماد 80% من اليمنيين على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء". محذرة من "خطر مجاعة تجتاح البلاد وتخلف كارثة انسانية".
