العربي نيوز - حضرموت:
بدأ طارق عفاش، قائد قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، التوغل في محافظة حضرموت، بدعم مباشر من المملكة العربية السعودية، التي دفعت والامارات بتصعيده إلى عضوية مجلس القيادة الرئاسي، بعد اسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي مطلع ابريل الماضي.
كشفت هذا تحركات ولقاءات مكثفة بدأها طارق عفاش، مع شخصيات عسكرية وسياسية وقبلية ومجتمعية، وازنة في محافظة حضرموت، اخرهم أبناء الشهيد البطل، اللواء سالم قطن، الذي ارتقى شهيدا منتصف 2012م بكمين ارهابي نفذته عناصر تنظيم "القاعدة" التابعة لنظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش.
ونقلت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن اللقاء أن "العميد طارق صالح اطمأن من أبناء الشهيد، صالح وعلي سالم قطن، وابن عمهم أحمد سالم عبدربه قطن، عن أوضاع الأسرة، معربًا عن بالغ فخره بالدور الذي لعبه الشهيد اللواء سالم قطن في مرحلةٍ حرجة مر بها الوطن لم يتوانَ فيها الشهيد عن البذل والتضحية في سبيل وطنه.
موضحة أن "العميد طارق صالح، أكد أن الشهيد قطن كان صاحب نظرة ثاقبة وانتماء وطني راسخ، أدرك منذ الوهلة الأولى المخاطر والتحديات التي تواجه اليمن، فجيّش لها جهوده وإصراره وعزيمته حتى نالت منه أيادي الغدر الجبانة في يونيو 2012، وكان مدرسة في التضحية، خاض دوره الملحمي باقتدار حتى النفَس الأخير".
يأتي هذا اللقاء المفتعل ترتيبه من غير مناسبة، عقب ايام على لقاء طارق عفاش مع وكيل محافظة حضرموت ورئيس فرع المؤتمر الشعبي بحضرموت الوادي والصحراء سابقا، عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر الشيخ يحيى جعفر باجري. شدد خلاله على ماسماه "ضرورة الحفاظ على أمن وإستقرار حضرموت وتجنيبها الصراع السياسي والعسكري".
ونقلت وسائل اعلام محلية عن اللقاء ان طارق "عبرعن تقديره للجهود الذي يبذلها الشيخ باجري في توحيد رؤية أبناء حضرموت بمختلف مكوناتهم وشرائحهم الاجتماعية لتجنيب حضرموت الصراع السياسي والعسكري ولقاءاته مع الجهات ذات العلاقة للحفاظ على أمن وإستقرار حضرموت، كشخصية قيادية وطنية لها ثقلها في المجتمع الحضرمي".
من جهتهم، رأى مراقبون للشأن اليمني أن "تحركات طارق عفاش مؤخرا ولقاءاته مع شخصيات سياسية وعسكرية وقبلية في حضرموت، لا يبتعد عن صراع النفوذ السعودي الاماراتي، وعن اجندة السعودية وتوجهها لإعادة نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش عبر تمكين قيادات ورموز جناحه في المؤتمر الشعبي، من مفاصل الدولة وتبعا حكم البلاد".
وردت الامارات، على طي صفحة احمد علي عفاش، نجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، وانهاء فرصه وطموحاته في الاضطلاع بأي دور بالحياة العامة السياسية في اليمن، بتوافق سياسي يمني وقرار دولي، تصدر له مجلس الامن الدولي، وسط تأييد ملايين اليمنيين على امتداد انحاء البلاد، بتأكيد وتوسيع رهانها على طارق صالح عفاش.
تفاصيل اوفى: الامارات ترد على طي صفحة احمد علي سياسيا (تفاصيل)
تبنت الامارات، طارق عفاش عقب فراره من صنعاء اثر اندلاع المواجهات بينه وعمه مع الحوثيين جراء خلافات تقاسم غنائم الانقلاب في السلطة والثروة نهاية 2017م، ومولت تجميعه ضباط وأفراد الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والحرس الخاص) إلى بير احمد في عدن ثم إلى المخا، ليغدو وكيل اجندة اطماع ابوظبي في الساحل الغربي لليمن.
يشار إلى ان السعودية، في المقابل، عمدت إلى اعادة تمكين ادوات نفوذها السابقة في اليمن، ممثلة في رموز نظام عفاش، وفي مقدمها طارق عفاش، الذي صعدته الى عضوية مجلس القيادة الرئاسي، وتدعم ليكون حاكما لليمن، بعد تقويض "المجلس الانتقالي" ومليشياته المتمردة والانفصالية، بتأسيس قوات جديدة باسم "درع الوطن" تابعة لرئيس مجلس القيادة.
