الجمعة 2024/05/17 الساعة 12:45 م

تسريب وثيقة رسمية تدين عفاش بمطاردة الحمدي الى قبره 

العربي نيوز - صنعاء:

تسربت على منصات التواصل الاجتماعي، وثيقة رسمية، تظهر مشاعر الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، العدائية تجاه الرئيس ابراهيم الحمدي، وأنها تجاوزت الضلوع المباشر لعفاش في جريمة اغتيال الحمدي، إلى مطاردة الاخير حتى قبره، واجهاض مشروعه النهضوي لليمن ووأد كل ما مثله من قيم لدى اليمنيين.

وتكشف الوثيقة المسربة، أن دوافع جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي لم تقتصر عند هدف تصفيته جسديا وهد لوحات تأسيسه وافتتاحه المشاريع، بل امتدت إلى تصفية واغتيال مشروع الدولة اليمنية الحديثة، المستقلة والناهضة والقوية، وجميع الخطوات المتحققة في طريق انجاز حلم اليمنيين خلال سنوات حكم الحمدي.

أكد هذا، سعي علي صالح عفاش، عقب اغتيال سلفه أحمد حسين الغشمي وصعوده لرئاسة البلاد بدعم مباشر من السعودية، إلى اجهاض الجمعيات التعاونية الاهلية، التي كان اسسها الحمدي واستطاعت خلال ثلاث سنوات احداث نهضة لافتة في الطرقات ومشاريع تنمية الريف.

وتظهر الوثيقة المسربة تصرف علي صالح عفاش بعدد من المباني الحكومية المشيدة في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي، ضمن توجه دعم ونشر التعاونيات الاهلية، والتوجيه بنقل ملكيتها مجانا لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي اعد له الحمدي قبل اغتياله وجرى حرف مساره.

تؤكد الوثيقة، مصادرة مبان شيدها الرئيس إبراهيم الحمدي لتكون مقرات لهيئات التعاونيات الاهلية، وجرى بتوجيه من علي صالح عفاش تملكيها لحزب المؤتمر الشعبي وجعل أحدها مقرا اللجنة الدائمة للحزب في العاصمة صنعاء، وبالمثل مع مقرات اجهزة حكومية هامة، صودرت.

كما يأتي بين هذه المباني التي صودرت وجرى تمليكها لحزب المؤتمر الشعبي، الحاكم برئاسة عفاش، مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، والأرضية المجاورة للمبنى، ومبنى الأمن السياسي بمحافظة الحديدة والجمارك القديم في مديرية الخوخة، وجميع مرافقه والاراضي التابعة له.

وفقا للوثيقة المسربة، فإن عمليات مصادرة المباني الحكومية وأراضي الدولة وتمليكها لحزب المؤتمر الشعبي العام، تمت بعد اعلان التعددية السياسية عام 1990م وتحول المؤتمر الشعبي الى حزب كباقي الاحزاب لا يحق له نهب اراضي الدولة وايراداتها العامة لصالح نشاطه الحزبي.

حسب مراقبين ومؤرخين فإن استهداف نهضة اليمن واداتها الممثلة حينها بالتعاونيات لم يتوقف عند نهب مبانيها، بل امتد إلى افساد عفاش الجمعيات التعاونية ودورها بقرارات وقانون حولها إلى اداة دعاية سياسية تابعة له، يعين قياداتها بمعايير التعيين نفسها التي ليس بينها النزاهة والامانة والكفاءة.

مشيرين إلى "جعل عفاش قيادة الجمعيات التعاونية مناصب وجاهات ومنابع للنهب والافساد، حتى حرفها عن مسارها وافرغها من جوهرها واجهض دورها وفاعليتها، وكرسها للنشاط السياسي قبل ان يحيلها إلى مجالس محلية مع 2003م، تدار بالعقلية والمنهجية الافسادية نفسها لمؤسسات الدولة".

وجاء تسريب هذه الوثيقة، عقب اشهر، على تبديد جهاز استخبارات اجنبي واسع النفوذ عالميا، الغموض المحيط بجريمة اغتيال الرئيس #ابراهيم_الحمدي وشقيقه قائد اللواء السابع مدرع عبدالله الحمدي، ورفع السرية عن معلوماته الاستخباراتية الخاصة بالجريمة، والاطراف المشاركة في تنفيذها، مؤكدا تورط #علي_عفاش في الجريمة.

تفاصيل أوفى: استخبارات اجنبية ترفع السرية عن تفاصيل اغتيال الحمدي (وثيقة)

تزامن تداول هذه الوثيقة مع انتشار مقطع فيديو، على منصات التواصل، يتضمن اعترافا نادرا وصادما لعلي عفاش بشأن جريمة اغتيال الحمدي وشقيقه عبدالله الحمدي وقائد قوات العمالقة علي قناف، مبررا الجريمة وتواطؤه فيها لاحقا بتستره ومهادنته جهة تنفيذها وتمويلها، على نحو يؤكد الاتهامات الموجهة له بالمشاركة في تنفيذها.

تفاصيل اوفى: شاهد فيديو نادر لعفاش يبرر تواطؤه في اغتيال الحمدي

من جانبهم، اعتبر مراقبون للشأن اليمني، أن هذا التصريح لعلي عفاش، وهو الوحيد ربما بشان جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه بعد دعوتهما الى وليمة غداء بمنزل نائبه احمد الغشمي يوم 11 اكتوبر 1977م، "يؤكد مشاركته في الجريمة  وتواطؤه بإغلاقه ملف القضية رغم معرفته بجهة قتله واشراف الملحق العسكري لسفارة السعودية بصنعاء صالح الهديان".

مشيرين إلى أن "هناك صور توثق زيارة الامير نايف بن عبدالعزيز لصنعاء ورقصه البرع مع احمد الغشمي على دماء ابراهيم الحمدي وشقيقه"، وكذا "زيارة علي عفاش للسعودية ولقائه مع كل من الملك خالد بن عبدالعزيز وولي عهده حينها الامير فهد بن عبدالعزيز، ومسؤول ملف اليمن الامير سلطان بن عبدالعزيز"، على نحو يؤكد مشاركته في الجريمة.

وسبق أن كشف الخبير العسكري الأردني، اللواء فايز الدويري، تفاصيل ومعلومات وصفها بالخاصة، عن تورط علي عفاش في جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وشقيقه، في وليمة الغداء التي وصفها بأنها  "كانت شراكا منصوبا للحمدي". مشيرا إلى أن الجريمة وقعت وهو متواجد في صنعاء وأن علي صالح عفاش كان من بين الحضور المدعوين للوليمة.

تفاصيل اوفى: أول اعلان عربي استخباراتي لخفايا اغتيال الحمدي (فيديو)

أبكت جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم محمد الحمدي وشقيقه عبدالله الحمدي في منزل نائبه احمد الغشمي بحي الصافية جنوبي العاصمة صنعاء، ملايين اليمنيين، بوصفها أبشع وأشنع جريمة مروعة عرفها اليمن حتى الآن وبالنظر لضحياها وطبيعة دوافعها واهدافها، واقترانها بوأد احلام اليمنيين في يمن ناهض ومستقل وحر من الوصاية الخارجية، التي اطبقت على البلاد عقب حرف مسار ثورة 26 سبتمبر 1962م.

وأحب اليمنيون الشهيد الحمدي لبساطته وصدقه وتواضعه ونزاهته ومبادئه الرافضة بصرامة الفساد والارتزاق والعمالة والخيانة للوطن ووصاية الخارج وجدية توجهه لبناء اليمن الناهض الحر ودولته المدنية الحديثة، التي كان قد انجز من بناها الكثير خلال اقل من ثلاث سنوات، وتوقيت القتلة للجريمة قبيل يوم على مغادرة الحمدي صنعاء إلى عدن، لتوقيع اتفاقية اعادة توحيد شطري اليمن وذوبان الشطرين في كيان واحد.

تفاصيل أوفى: جريمة بشعة بصافية صنعاء تبكي اليمنيين (صور)

يشار إلى أن منفذي الجريمة، حرصوا على اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي ماديا (جسديا) ومعنويا ايضا، عبر نقل جثمانه وشقيقه إلى شقة، تم تجهيزها سلفا بجثتي مضيفتي طيران فرنسيتان، وقناني خمور، لتصوير الامر انتحارا في نهاية حفل بغاء ماجن، لم يصدقه أحد من اليمنيين عن رئيس نزيه وقاضٍ سابق، بقدر ما تسببت في مشكلة مع فرنسا بشأن مطالبتها بتسليم قتلة الفتاتين الفرنسيتين وعدم اقتناعها برواية سلطات الانقلاب بصنعاء.
 

تسريب وثيقة رسمية تدين عفاش بمطاردة الحمدي الى قبره