العربي نيوز - عدن:
أصدرت الولايات المتحدة توجيهات عاجلة إلى الحكومة تضمنت اجراءات تنفيذية في مواجهة تصعيد مليشيا الحوثي الإنقلابية المتمثل في مهاجمتها موانئ تصدير النفط في محافظتي شبوة وحضرموت.
جاء ذلك خلال لقاءات عقدها السفير الأمريكي ستيفن فاجن على حدة مع كل من رئيس الوزراء معين عبدالملك ووزراء الدفاع والداخلية والمالية في العاصمة المؤقتة عدن التي وصلها على متن مروحية عسكرية أمريكية هبطت في مدرج قصر معاشيق الرئاسي برفقة قوة من المارينز بخلاف البروتوكول الدبلوماسي، أثارت تساؤلات وأظهرته كحاكم عسكري لعدن .
وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، قال فاجن في لقائه رئيس الحكومة ، إن " زيارته الى عدن هي رسالة لابراز دعم الولايات المتحدة للحكومة اليمنية ".
وألمح فاجن إلى فرض عقوبات جديدة على مليشيا الحوثي من خلال قيود إضافية على واردات ميناء الحديدة بقوله : " إن هذه الهجمات الحوثية ستؤثر على كافة الجوانب الاقتصادية والإنسانية ووصول المواد الغذائية لليمن ". مجدداً " التزام الولايات المتحدة بدعم اليمن ، والاستمرار في مسار الشراكة في بناء مؤسسات الدولة ".
وأكد السفير الأمريكي في لقائه وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان، " مواصلة دعم بلاده للحكومة والاجهزة الأمنية والعسكرية وتأمين الملاحة الدولية وحرصها على توحيد الاجهزة العسكرية والأمنية في الحكومة ".
كما أكد فاجن خلال استعراضه المستجدات مع وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري، " استمرار التعاون العسكري لإحلال السلام في اليمن والمنطقة " .
معبراً في لقائه وزير المالية سالم بن بريك ، عن " تفهمه لحجم التحديات التي تواجهها الحكومة والمالية العامة للدولة وزيادة الضغط على الموازنة نتيجة التطورات العسكرية الأخيرة ".
وتأتي زيارة السفير الأمريكي إلى عدن ضمن تحركات نشطة له ، حيث زار مطلع الشهر الجاري محافظة حضرموت عقب تعرض ميناء الضبة إلى هجوم شنته المليشيا في 21 أكتوبر الماضي.
وأفادت المصادر بأن فاجن بحث خلال زيارته إلى مدينة المكلا بوفد رفيع المستوى وعقده اجتماعاً مع محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي ، حسم ترتيبات استئناف تصدير النفط والغاز من محافظتي حضرموت وشبوة لتأمين امدادات الطاقة في ظل الازمة الروسية الاوكرانية وتداعياتها .
مؤكدة أن السفير الأمريكي كشف عن عزم ثلاث شركات تنقيب أمريكية الاستثمار في حضرموت ، وشدد على ضرورة تعزيز الاجراءات الأمنية وتهيئة الأجواء الآمنة لعمل تلك الشركات .
المصادر أشارت إلى حديث كبير ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية والملحق العسكري لدى اليمن مارك وايتمان ، بأن بلاده ستتولى إدارة وحماية حقول وموانئ تصدير النفط والغاز في حضرموت وشبوة ، في مواجهة تهديدات مليشيا الحوثي ، متطرقا إلى التجهيزات اللازمة لذلك.
من جهته ، كشف مسؤول في وزارة النفط والمعادن، عن طرح الوفد الأمريكي اشتراطات مجحفة مقابل تأمين استئناف تصدير النفط والغاز من حضرموت وشبوة ، داعياً الحكومة اليمنية إلى التأني وعدم التسرع بالموافقة على شروط الأمريكيين ، والتفاوض الجاد مع الأمريكيين وتغليب مصلحة اليمن .
وأوضح المسؤول الحكومي ، الذي فضل عدم كشف هويته لكونه غير مخول بالتصريح ، أن الأمريكيين طرحوا شروطاً تمكنهم من التدخل والاشراف الكامل على انتاج وتصدير الشحنات مقابل تقليص دور الحكومة ، علاوة على الاشراف على اجراءات بيع الكميات مع منحهم أولوية ما سيجعل أسعار البيع غير عادلة للحكومة .
تفاصيل أوفى: الكشف عن سبب إثارة زيارة السفير الأمريكي إلى حضرموت جنون الحوثيين
وتأتي زيارة السفير الأمريكي إلى عدن بعد إعلان مليشيا الحوثي مهاجمة ميناء الضبة لمنع سفينة من تحميل شحنة من النفط الخام، في عملية هي الثالثة من نوعها منذ مطلع اكتوبر الماضي، حيث أعلنت المليشيا الاسبوع الماضي مهاجمة سفينة نفطية في ميناء قنا بمحافظة شبوة، عقب هجوم مشابه نفذته أواخر أكتوبر الماضي على ناقلة في ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت وصلته لتحميل 2.2 مليون برميل من الخام .
يشار إلى اشتراط المليشيا على الحكومة ، في الأول من أكتوبر المنصرم ، توسيع بنود الهدنة لتشمل دفع رواتب الموظفين من عائدات تصدير النفط والغاز اليمني، ورفع كامل للحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء واطلاق كل الاسرى على قاعدة الكل مقابل الكل، وانهاء الحرب ورفع المتارس لفتح جميع الطرقات والمنافذ .