العربي نيوز - شبوة:
اتخذت المملكة العربية السعودية، اجراء عاجلاً على خلفية انسحاب قوة إماراتية من قصر معاشيق الرئاسي في العاصمة المؤقتة عدن، وتصاعد التوتر بين مليشيا ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يرأسه عيدروس الزُبيدي والتابع للإمارات، وقوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" المدعومة إماراتياً والتي يقودها طارق عفاش.
ذلك ما عبرت عنه المملكة بإرسال تعزيزات عسكرية إلى قصر معاشيق تضم عربات مدرعة لحماية رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
وأفادت مصادر عسكرية متطابقة بعبور عربات مدرعة نوع "وحش" على متن قاطرات من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة في طريقها إلى العاصمة المؤقتة عدن، قادمة من المملكة العربية السعودية عبر منفذ الوديعة الحدودي .
مؤكدة أن التعزيزات العسكرية السعودية ستتمركز في قصر معاشيق بدلاً عن قوة إماراتية كانت وصلت الاسبوع الماضي، يبلغ قوامها 300 ضابط وجندي، انسحبت من القصر عقب اختلافها مع القوة الخاصة السعودية المكلفة بحماية رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، بعد طلبها اخلاء القصر وتسليم مرافقه لها، وهو ما رفضه قائد القوة السعودية.
يأتي ذلك بعد أن كشف الناطق الإعلامي باسم المنطقة العسكرية الرابعة ماهر الحالمي، احتجاز مليشيا ما يسمى "المجلس الانتقالي"، عربات تابعة لما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية"، بعد قدومها إلى بوابة القصر.
وقال الحالمي ، إن "قوّة عسكرية عفاشية تضم عدداً من الأطقم والمدرعات وصلت ، الاسبوع الماضي، إلی عدن لحراسة طارق عفاش في قصر معاشيق، وتكون ضمن قوّات حراسة القصر، إلا أن قوّات لواء العاصفة المتمركزة في أولى بوابات القصر لم تسمح لها بالمرور لعدم وجود تعليمات لديها بقدوم القوّة التابعة لطارق عفاش ".
مضيفاً: "أبلغ منتسبو لواء العاصفة، قوة طارق عفاش بأن عليها العودة من حيث أتت، كون مهام حراسة قصر معاشيق، وأعضاء المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية، من مهام لواء العاصفة".
مردفاً أن "أفراداً من قوّة طارق عفاش استهجنوا منعهم ودخلوا في مهاترات تطورت إلى مشادات كلامية مع أفراد قوّات العاصفة، دفعت الأخيرة إلى احتجاز 4 مدرعات تابعة لطارق، تم إطلاقها في وقت لاحق".
مؤكداً أن "التوتر الجديد بين قوات طارق عفاش والانتقالي فاقم الخلاف السابق بين الزُبيدي وطارق، بعد تجاهل عيدروس شكوى قدمها طارق إليه، عقب استفزاز قوات الانتقالي ليلة ذكرى عيد الوحدة طارق من خلال إنزالها علم الوحدة من على سطح فلته في قصر معاشيق بالقوّة".
وتأتي التطورات بعد أن كشف قيادي في "المجلس الانتقالي"، عشية العيد الوطني للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، عن تمكن مليشيا المجلس من احباط مخطط لطارق عفاش، ومنعه من رفع راية كبرى لعلم الجمهورية اليمنية على سطح منزله في العاصمة المؤقتة عدن، عقب توجيه شقيقه يحيى المقيم في لبنان، انتقادا لاذعا لـ "الانتقالي".
جاء ذلك في تغريدة، نشرها القيادي في الانتقالي جهاد الشاعري، عشية ذكرى عيد الوحدة قال فيها: "مساء هذا اليوم 21 مايو حاول بعض الاوباش والفلول داخل معاشيق رفع علم صنعاء فوق فلة طارق عفاش وفوق بعض البنيات. لكن ابطالنا كانوا لهم بالمرصاد وحصل ماحصل.حصلت مهاترات وتم انزال الأعلام وتقطيعها وقالوا لهم بالحرف الواحد نحذركم وللمرة الاخيرة".
ما اعتبره مراقبون ردا على تصريحات طارق وشقيقه يحيى المقيم في لبنان بشأن ذكرى الوحدة والغاء الانتقالي الاحتفال بها، والتي وجه فيها طارق عفاش باحياء العيد الوطني 22 مايو بفعالية كبرى في العاصمة المؤقتة عدن. داعياً إلى رفع صور عمه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عفاش. بالتزامن مع وصول 4 كتائب من قواته للمشاركة في تأمين الاحتفال.
ونقلت هذه التصريحات وسائل اعلام طارق، واخرى موالية له، ومنها وكالة المخا الإخبارية، التي ذكرت: إن "العميد طارق صالح وجه بإقامة أكبر فعالية احتفائية بالوحدة اليمنية في العاصمة ، ورفع صور ولافتات عملاقة لصانع الوحدة علي عبدالله صالح". حسب تعبيرها. مشيرة إلى أن طارق اكد أن "قيادة المجلس الرئاسي لن تلتفت لتلك الأصوات النشاز".
مضيفة نقلا عن طارق عفاش، قوله: إن تلك الاصوات النشاز تحاول استفزاز القيادات الوطنية، وتحاول اختبار صبر قواتها". مردفا: إن "تهديدات بعض الأصوات النشاز بعدم إقامة احتفالات الوحدة، ليست أكثر من فقاعات هوائية، مردودة على من يصدرونها". في اشارة إلى فصائل مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" وبيان ما يسمى "المقاومة الوطنية".
لكن "الانتقالي" استطاع فرض موقفه ومنع أي احتفالات رسمية او شعبية بذكرى اعادة توحيد شطري اليمن في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، وحظر رفع اي علم لليمن، بما في ذلك منع طارق عفاش نفسه من رفع علم الجمهورية اليمنية على سطح فلته، واجباره على انزال العلم مع توجيه تحذير مهين له.
يشار إلى أن الاحتفال بالعيد الوطني كان قد احدث خلافا حادا بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، جراء اعتراض عضو المجلس رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، عيدروس الزُبيدي، ورفض اي احتفال رسمي وجماهيري بذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، معتبرا أن "الوحدة اليمنية انتهت والجنوب في طريقه لاستعادة دولته، ويواصل تقديم التضحيات الغالية لأجل هذا الهدف".