العربي نيوز - القاهرة:
وجه الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، أقوى صفعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، منتقداً إرتهانه وخضوعه الكامل لأبوظبي، داعياً إياه إلى قراءة نضالات أبطال ثورة الـ 14 من أكتوبر 1963 المجيدة.
جاء ذلك في مقال بمناسبة الذكرى الـ 59 لثورة 14 أكتوبر، أكد فيه أن الحرب المستمرة للعام الثامن توالياً إحدى الأثمان التي يدفعها الشعب اليمني للموقع الاستراتيجي لليمن.
وقال الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، إن "ثورة الرابع عشر من أكتوبر يكفيها فخرا أنها لم تفرط في السيادة الوطنية براً وبحراً وجواً، وحافظت على استقلالية القرار الوطني، ولم تسمح بإقامة قواعد أجنبية رغم إلحاح البعض من الدول ومنهم أشقاء وأصدقاء".
مضيفاً: "قادة الثورة دفعوا ثمن ذلك غالياً، كما دفعت عدن واليمن بشكل عام وما تزال ثمن موقعها الاستراتيجي على باب المندب والبحر الأحمر والقرن الإفريقي وجزيرة العرب والمحيط الهندي، كما دفعت ثمن مواقفها ولا تزال .. الحرب الحالية ما هي إلا سوى إحدى هذه الأثمان التي يدفعها شعبنا".
مردفاً: "يحتفل شعبنا اليمني بذكرى ثورة 14 اكتوبر المجيدة في عيدها ال 59 التي اندلعت من على قمم جبال ردفان الشامخة ضد الاحتلال والوجود البريطاني لجنوبنا الحبيب، وكانت ثورة تحررية ضد استعمار واحتلال لأرض غير أرضه وشعبٍ حرٍّ قاومه وثار عليه منذ الاحتلال وحتى الاستقلال، وهو احتلال استمر 129 عاماً كاملة".
وتابع: "على درب الثورة التحررية سقط الشهيد الشيخ غالب بن راجح لبوزة في يومها الأول، وفي سبيل انتصارها قدم شعبنا قوافل الشهداء، ودفع ضريبة الدم عبر معركته المقدسة من أجل الحرية والاستقلال الوطني. وانتظم في هذا النضال شعبنا الأبي مقدماً التضحيات الجسام عبر سلسلة طويلة من الانتفاضات والمظاهرات والاضرابات والنضال بكافة أشكاله المدنية والقبلية، في طول الجنوب وعرضه".
ورد الرئيس علي ناصر على تغني ما يسمى "المجلس الانتقالي" بالإحتلال البريطاني، بقوله: "ثمة من يقول اليوم، ربما انطلاقاً من بعض إخفاقات أو سلبيات تعرضت لها التجربة في الجنوب، أو لتصفية حسابات معينة، أن الثورة لم تحقق أهدافها أو فشلت في ذلك. لهؤلاء نقول إن الثورة حققت أهدافها الكبرى التي أعلنتها وقامت من أجلها وتمثلت في التحرر من الاستعمار وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز غير المشروط، وتوحيد السلطنات والمشيخات في دولة واحدة ، وتحقيق الوحدة اليمنية".
وأكد أن "ثورة أكتوبر حققت جزءاً كبيراً من برنامجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهي تواجه تحديات الداخل والخارج - بالقدر الذي سمحت به الظروف المحيطة بها والامكانيات المتاحة لها - وهي شحيحة بالمجمل، لكنها استثمرتها أحسن استثمار في التنمية، كما استفادت من المساعدات والقروض المقدمة لها من الأشقاء والاصدقاء غير المشروطة، وحققت في زمن قياسي إنجازات شهدت لها المنظمات الدولية في مستوى التعليم ومحو الأمية وفي الصحة والادارة والمالية".
وأقر الرئيس الأسبق ببعض الأخطاء التي رافقت عهد ما بعد ثورة 14 أكتوبر، بالقول: "هذا لا ينفي أن التجربة مرّت بأخطاء كغيرها من التجارب الانسانية وهي تحاول نقل المجتمع من حالة التخلف إلى حالة افضل، لكن تلك أخطاء البشر الذين قادوا التجربة، بعضها تم عن جهل وبعضها عن حسن نية، وبعضها بسبب حرق المراحل وعدم انتظار أن تنضج الظروف للتغيير المنشود، وبعضها بسبب عظم التحديات وقسوة الواقع المحيط، وأكثرها بسبب الصراعات والمزايدات التي ابتليت بها التجربة ولم تستطع ان تتخلص منها بكل أسف من 1967 وحتى اليوم".
مستطرداً: "للأسف لم يفرق البعض بين مهام الثورة ومهام الدولة، وهذا الخلط أوقع التجربة في أخطاء نحن جميعاً مسؤولون عنها خاصة الذين كنا في موقع القيادة وهرم السلطة وإن بدرجات، ودفع شعبنا ثمن ذلك".
وختم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، مقاله بالتأكيد على حاجة اليمن في الوقت الراهن إلى ثورة جديدة، قائلاً: "ما أحوجنا في هذه الظروف التي يمر بها الوطن إلى اكتوبر، وروح اكتوبر، تلك الجذوة التي أشعلت شرارة الثورة وحررت الوطن وحققت الاستقلال الوطني".