العربي نيوز:
فاجأ قائد الجيش الوطني في محور تعز، اللواء الركن خالد قاسم فاضل، الجميع، بتوجيه صريح وغير متوقع من المراقبين في مختلف الاطراف، في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها اليمن والتحركات المريبة التي تستهدف امن واستقرار تعز من جانب الامارات ومليشياتها المحلية بقيادة طارق عفاش وشقيقه عمار.
جاء هذا في توجيه اللواء الركن خالد فاضل قائد محور تعز، للحملة الامنية العسكرية المشتركة في محافظة تعز بضبط جميع المطلوبين امنيا في قضايا جنائية بما فيهم شقيقه فارق قاسسم فاضل، المتهم في جريمة قتل، ليتم ضبط الاخير فور دخوله مدينة تعز متخفيا، ومحاولته الاختباء في منزل شقيقه حمزه بحي بير باشا.
أكدت هذا ادارة امن تعز والمتحدث باسم محور تعز، في بيانين متزامنين مساء السبت (13 ديسمبر)، وأعلن مركز الاعلام الامني لشرطة محافظة تعز في خبر عاجل نشره على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، مساء السبت "الحملة الأمنية المشتركة تلقي القبض على المطلوب فاروق قاسم فاضل".
وذكرت مصادر أمنية أن "حمزة فاضل حاول إنكار وجود شقيقه المطلوب فاروق والتستر عليه، ما استدعى الاستعانة بالشرطة النسائية لتفتيش المنزل، وفور التأكد من وجود المطلوب، تم اقتحام المنزل". ونوهت بأن "المتهم حاول المقاومة من دون أن يكون بحوزته سلاح، قبل أن يتم السيطرة عليه ونقله مع شقيقه للشرطة العسكرية".
بدوره، قال المتحدث باسم قوات الجيش الوطني في محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، في بيان مقتضب نشره على حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي بعنوان "تعز الامل .. نموذج الدولة المنشودة، نجاح امني جديد" : "تتواصل النجاحات الأمنية في محافظة تعز، في تأكيد عملي على حضور الدولة وهيبة النظام والقانون".
مضيفا: "فجر اليوم السبت (13 ديسمبر) نفذت الحملة الأمنية المشتركة بمحافظة تعز عملية أمنية نوعية أسفرت عن إلقاء القبض على المدعو فاروق فاضل، بعد متابعة دقيقة وتعقب مستمر استمر لأشهر". وأردف: "يأتي هذا الإنجاز الأمني الكبير يؤكد أن مؤسسات الدولة في تعز ماضية بثبات وحزم في ملاحقة المطلوبين أمنيا".
وتابع: "وتجفيف منابع الفوضى، وفرض سلطة الدولة والقانون على الجميع دون استثناء. إن ما يتحقق اليوم في تعز رسالة واضحة بأن لا ملاذ آمن للخارجين عن الدولة او النظام والقانون، ولا مكان للعبث أو الفوضى، سواء كانوا من أبناء المحافظة أو من المحافظات المجاورة، فقد تم القبض على عدد من المطلوبين أمنيا منها".
مختتما بتوجيه رسالةإلى طارق عفاش قائد "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" في الساحل الغربي، وشقيقه رئيس "جهاز استخبارات الساحل الغربي والقرن الافريقي (القوة 400)" الممولة من الامارات، قال فيها: "تعز تثبت مرة بعد أخرى أنها قادرة على حماية أمنها، وبناء نموذج الدولة المنشودة رغم كل التحديات".
تسيطر قوات طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة ابرزها الخوخة وحيس، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية بمحافظة تعز، ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، بالسعي إلى السيطرة على تعز، عبر زعزعة امنها بواسطة خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وشن حملات اعلامية متواصلة لتأجيج السخط الشعبي في تعز.
تفاصيل: احباط اكبر مخططات عمار عفاش!
تفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
ويُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة والشرعية اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في انقلاب سبتمبر 2014م وتحالفه مع جماعة الحوثي، واستمر متمردا حتى بعد التحاقه بالتحالف عقب فراره من صنعاء (ديسمبر 2017)..
شارك طارق عفاش وشقيقه عمار وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش ومؤسسات الدولة (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، وجاهر طوال عامين بمشاركة كتائب قناصته في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
لاحقا، تبنت الامارات تمويل تجميع طارق عفاش ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم نقلهم الى الساحل الغربي، بعدما استطاعت المقاومة التهامية والعمالقة الجنوبية بدعم من طيران التحالف، تحرير ذوباب والمخا والخوخة، ليتم تنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، استغلال تضحيات المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضمها لقواته، بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيالات، التي طالت العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع انه رفع شعار "تجاوز خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي"، عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
