العربي نيوز:
شهدت الاجواء السعودية والاماراتية خلال الساعات الماضية، تحليقا لافتا ومريبا للطيران الاماراتي، رصدته مصادر محلية وعدد من مركز رصد حركة الملاحة الجوية، وسط انباء عن نقل طائرات شحن اماراتية اسلحة وذخائر لمليشيات موالية للامارات، بينما ذكرت مصادر ان "الطيران الاماراتي ربما نفذ عملية اجلاء لقوات اماراتية".
ورصدت مواقع متخصصة بحركة الطيران والملاحة الجوية، عن أن "طائرة من طراز بوينغ 737-436 تحمل التسجيل 5Y-FQA وتعمل برمز الرحلة FJE102 ظهرت في رصد منصات تتبع الطيران مساء الثامن من ديسمبر 2025 بعد إقلاعها من أبوظبي". وأفادت بأن "الطائرة حلّقت لمدة ساعتين قبل دخولها أجواء السعودية".
موضحة أن الطائرة الاماراتية التي يعتقد انها طائرة شحن عسكري "دخلت الاجواء السعودية عبر الربع الخالي متجهة مباشرة نحو مطار نجران، ووصلت فوق المطار عند 8:08 مساءً بتوقيت نجران، ثم دخلت في مسار دائري واسع واحد فوق منطقة البقع بمحافظة صعدة اليمنية عند 8:14 مساءً. قبل أن تعود إلى أبو ظبي".
وأظهرت البيانات الملاحية المتاحة أن مطار نجران والموقع العسكري الملحق به يُستخدمان من القوات الجوية الملكية السعودية، بدعم من حرس الحدود ووحدات من وزارة الداخلية، بينما تضم منطقة البقع في صعدة تشكيلات يمنية مدعومة سعوديًا، أبرزها قوات مرتبطة بالقائد السلفي رداد الهاشمي، الذي يقود قوات "الطوارئ اليمنية".
يترافق هذا مع تنفيذ طائرات القوات الجوية الملكية السعودية، الثلاثاء (9 ديسمبر) طلعات لافتة على "مناطق وادي وصحراء حضرموت تجلى في تحليق مكثف وغير مسبوق لطائرات الأباتشي العسكرية التابعة للقوات الجوية السعودية"، ما اعتبره مراقبون تحذيرا سعوديا اخيرا للانتقالي الجنوبي" لتنفيذ امر سحب مليشياته.
وأفادت مصادر متطابقة أن "تحليق طائرات الاباتشي السعودية ترافق مع انتشار واسع لقوات درع الوطن في مناطق الخشغة والعبر. ورجحت أنه يأتي "ضمن عمليات تعزيز الأمن والاستطلاع الجوي، بهدف مراقبة أي تحركات مشبوهة، وتأمين خطوط الإمداد والمواقع الاستراتيجية في المنطقة، خاصة في ظل التوتر بحضرموت".
موضحة أن "التنسيق بين القوات الجوية السعودية وقوات درع الوطن (الملحقة برئيس مجلس القيادة الرئاسي والمدعومة من السعودية) يهدف إلى رفع الجاهزية العملياتية وضمان السيطرة على الممرات الحيوية، مع استمرار الانتشار على الأرض لتأمين النقاط الحساسة ومداخل الوادي والصحراء، استعدادا للحلول محل مليشيا الانتقالي".
وأصدرت الولايات المتحدة الامريكية، الثلاثاء (9 ديسمبر) أول اعلان لموقفها من تصعيد "الانتقالي الجنوبي"، انقلابه الجديد على الشرعية اليمنية واجتياحه محافظتي حضرموت والمهرة واسقاط معسكرات ومؤسسات الدولة فيهما، أكد تأييدها ودعمها الكامل قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي "ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة".
تفاصيل: اعلان امريكي بشأن حضرموت (بيان)
بالتوازي، اعلنت المملكة المتحدة البريطانية دعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، وتأييدها قراره بشأن انهاء التصعيد في محافظتي حضرموت والمهرة من جانب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بما في ذلك قرار الرئيس العليمي "ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة ومركزها القانوني".
تفاصيل: بريطانيا تعلن موقفها بشأن حضرموت
يأتي هذا بعدما أطلع الرئيس العليمي في اجتماع بمقر اقامته بالرياض الاثنين (8 ديسمبر)، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".
ونقلت وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) عن السفراء أنهم "جددوا التزامهم الكامل بدعم مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، ووحدة اليمن واستقراره، وسلامة أراضيه". وقالت: "كما أكد السفراء، أهمية وحدة مجلس القيادة الرئاسي، ووفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه المجتمعين الإقليمي والدولي لضمان استمرار الدعم على كافة المستويات".
تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب
يتزامن هذا مع مسارعة الامارات الى اصدار اعلان استفز غضب اليمنيين وسياسيي السعودية ودول الخليج، اشهر اعترافها بما سمته "دولة الجنوب العربي" التي يسعى ذراعها السياسي والعسكري في اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) الى فرضها بقوة مليشياته، عقب اجتياح الاخيرة محافظتي حضرموت والمهرة.
تفاصيل: الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)
والسبت (6 ديسمبر)، اعلنت السعودية رسميا، رفضها اجتياح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المحافظة والسيطرة على معسكراتها ومؤسسات الدولة فيها، وانتهاك اتفاق التهدئة الذي رعته السعودية، واصدرت اعلانا تضمن امرا مباشرا لـ "الانتقالي الجنوبي" بسحب مليشياته من حضرموت، وعودة الاوضاع لما كانت عليه.
تفاصيل: رسميا: أمر سعودي عاجل لـ "الانتقالي"
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.

