العربي نيوز - روما:
أعلنت الأمم المتحدة، خبراً ساراً يبشر جميع اليمنيين بلا استثناء بتخفيف معاناتهم المريرة جراء الحرب المتواصلة، وتداعياتها الخطيرة التي تهدد الملايين بالموت جوعاً، جراء ازمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الاوكرانية.
جاء ذلك، في بيان لبرنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، أكد مغادرة سفينة على متنها آلاف الأطنان من القمح تابعة للبرنامج من ميناء يوزني على البحر الأسود الأوكراني مخصصة للاستجابة الإنسانية إلى اليمن.
وقال البرنامج في بيان صحفي على موقعه، إن "السفينة كارتريا المحملة بـ 37 ألف طن متري ستتوقف في تركيا لطحن الحبوب إلى دقيق، قبل شحنها نحو اليمن الذي يعاني فيه أكثر من 17 مليون شخص من الجوع الحاد".
موضحاً أنه "سيتم توزيع الشحنة على حوالي 4 ملايين شخص لمدة شهر واحد وستساعد برنامج الأغذية العالمي على سد الفجوات الفورية في المساعدة".
يأتي ذلك بعد إطلاق الحكومة، مطلع يوليو الماضي، نداء يتضمن تحذيرا من مجاعة عامة في اليمن باتت وشيكة مع قرب نفاد المخزون من القمح في البلاد خلال اسابيع، ولجأت بعد تراجع الهند عن استثناء اليمن من حظر تصدير القمح، إلى وجهة جديدة طلبا للمساعدة العاجلة.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي، واعد باذيب، حسب وكالة "سبأ": إن "المخزون الإستراتيجي للقمح في اليمن يشارف على الانتهاء في منتصف الشهر القادم، وندعو دول الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة اليمن في الحصول على أسواق جديدة لشراء القمح".
مضيفا لدى ترؤسه اجتماعاً في القاهرة مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة: إن "أزمة الغذاء العالمية وتأثير الصراع الروسي الأوكراني انعكس على واردات القمح إلى اليمن، خاصة وأن هاتين الدولتين تحتلان أكثر من 46 بالمائة من إجمالي كميات القمح المستورد".
ومنتصف الشهر الماضي، فجر رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية والصناعية في العاصمة المؤقتة عدن، أبو بكر سالم باعبيد، قنبلة مفاجئة وصادمة، بإعلانه عن حقيقة الوضع التمويني للقمح ومخزونه، وموقف الهند من طلب الحكومة استثناء اليمن من تجميد تصدير القمح.
وقال باعبيد في تصريح نقلته عنه صحيفة "الأيام"، إن "الوضع الغذائي في اليمن يمر بمرحلة صعبة ومعقدة مع قرب نفاد المخزون في منتصف يوليو، وما يلحقه ذلك من تأثير كبير بعد توقف واردات القمح من أوكرانيا وروسيا بسبب الحرب الدائرة هناك، وتوقف واردات الهند من القمح".
مشيرا إلى ان الحكومة ركنت إلى طلبها من الهند استثناء اليمن من قراراها وقف تصدير القمح. ولم تتابع الامر، لأن الهند فعليا لم تستثن اليمن حتى الان. وأضاف: "للأسف لم تساندنا الحكومة بالوقوف معنا في تأمين المخزون الغذائي، ولا نعرف هل هي سياسة أم ماذا؟".
وتابع: "سبق وأكدت لرئيس الحكومة في مارس الماضي على أهمية الاجراءات المشتركة لدعم الأمن الغذائي للبلاد، حيث اتفقنا على بعض الخطوات لتأمين المخزون الغذائي، وأخبرنا الحكومة بأن ما تبقى من المخزون يكفي لثلاثة أشهر تقريباً، وكان ذلك قبل حدوث أزمة الهند التي أصدرت قراراً بتوقيف تصدير قمحها، حيث ابدى التجار استعدادهم في توفير القمح".