السبت 2024/05/04 الساعة 11:44 ص

إسرائيل تصف مبادرة الزُبيدي بالمبشرة وقيادي في

العربي نيوز - إسرائيل:
ردت إسرائيل، رسمياً، على مبادرة أطلقها رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، عيدروس الزُبيدي، ضمن مساعيه للتطبيع معها، ووصفتها بالخطوة بالمبشرة. 

جاء ذلك في تصريح للخارجية الإسرائيلية على موقعها "إسرائيل بالعربية"، رحبت فيه بالمبادرة التي أطلقها الزُبيدي بترميم مقبرة اليهود التي تضم رفات أسرة يهودية في مديرية المعلا بالعاصمة المؤقتة عدن، وتوفير حماية لها.

وقال حساب "إسرائيل بالعربية" على موقع التدوين المصغر "تويتر": "خطوة تبشر بالخير في عدن اليمن حيث كانت تعيش جالية يهودية تعرضت لاعمال عدائية في اواخر 1947 منها قتل ونهب وتدمير كنيس!".

وقوبلت مبادرة الزُبيدي باهتمام من وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث أفردت قناة "كان" الإسرائيلية، تقريراً أشركت فيه عبر الأقمار الصناعية قيادياً في "المجلس الانتقالي".

وتحدث القيادي في ما يسمى "الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي" التابعة لـ "الانتقالي" أحمد شلبي، عن مبادرة الزُبيدي بأنها "مهمة وينبغى التقاطها، كتعبير عن انفتاحنا على إسرائيل".

وقال شلبي وهو مدير البرامج في قناة "عدن المستقلة" التابعة لـ "الانتقالي"، في مداخلته مع قناة "كان" الإسرائيلية: "إن رئيس المجلس الإنتقالي اللواء عيدروس الزُبيدي، وجه بتشكيل فريق عمل للنزول إلى المقبرة والعمل على إعادة ترميمها وترميم الأسوار التي تحيط بها والقبور التي تعرضت للهدم،

مضيفاً: "الجنوب لديه علاقات واسعة مع دول كثيرة، لماذا لا تكون هناك علاقة مع إسرائيل، على إسرائيل أن تقف مع الجنوب لمحاربة إيران والتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين على الأرض الذين يخوضون حرباً ضد إيران".

وتابع: "نحن ولدنا ولم يكن هناك يهوداً، ولكن الأجداد يحدثونا بأن اليهود كانوا جيراناً طيبين وكان هناك تعايش معهم".

وفي رده على سؤال لمذيع القناة الإسرائيلية: هل ستستقبلون اليهود الزائرين لمدينة عدن؟، رد القيادي في "الانتقالي" بالقول: "لما لا .. لماذا لا يأتوا ..عليهم أن يعودوا إلى وطنهم".

وسلط تقرير قناة "كان" الاسرائيلية، مساحة للحديث عن الزُبيدي ووصفته بالحليف القوي المسيطر على المحافظات الجنوبية في اليمن، خاصة في ظل العداء الذي تقابل به جماعة الحوثيين إسرائيل.

https://twitter.com/IsraelArabic/status/1561684643497271299

يأتي ذلك بعد أن أطلق رئيس "الانتقالي" إشارة جديدة للتطبيع مع إسرائيل، عبر خطوة فعلية أعلن من خلالها استعداده لإقامة علاقات مباشرة مع تل أبيب.

ذلك ما عبر عنه الزُبيدي بإصداره توجيهات عاجلة بترميم مقبرة اليهود في مديرية المعلا بالعاصمة المؤقتة عدن، في خطوة وصفها مراقبون بأنها مغازلة جديدة لرئيس الكيان الإنفصالي لإسرائيل .

وقالت قناة عدن المستقلة التابعة لـ "الانتقالي"، إن "الزبيدي وجه بسرعة ترميم مقبرة اليهود، وتوفير الحماية اللازمة لها وغيرها من المعابد والكنائس في عدن، والضرب بيد من حديد لكل من يحاول العبث بها"، حد تعبيرها.

وعرضت القناة مشاهد لعملية ترميم وصيانة المقبرة التي كانت خلال الفترة الماضية عرضة للبسط من قبل نافذ في مليشيا "الانتقالي".

ونقل تقرير للقناة عن نائب رئيس ما يسمى "الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي مختار اليافعي"، القول إنه "تنفيذا لتوجيهات الرئيس الزبيدي تم بدء العمل في صيانة وتأهيل الأجزاء المتضررة من مقبرة اليهود حفاظاً على المقبرة وتقديساً لأرواح من ساكنوا فيها".

مضيفاً: "هذه رسالة يقدمها الرئيس الزُبيدي بأن عدن مدينة مسالمة لا يمكن الإضرار بأي من المقدسات الدينية لكل الديانات السماوية".

وتتناقض تصريحات القيادي في "الانتقالي" المتضمنة احترام كافة الديانات ما تعرض له 30 داعية سلفيا وآخرين من حزب الإصلاح المناهضين للأجندة الإماراتية في عدن من اغتيالات، أثبتت محاضر التحقيق التي جرى تسريبها لوسائل الاعلام في العام 2019م، وقوف نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، وراءها.

وتأتي خطوة الزُبيدي الهادفة للتطبيع مع إسرائيل، بعد إطلاقه تصريحات خلال مقابلة أجرتها معه قناة "روسيا اليوم" في فبراير العام الماضي، تضمنت إعلاناً صريحاً باستعداد "المجلس الانتقالي" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال الزبيدي إن "التطبيع مع إسرائيل مسألة واردة عندما تكون لدينا دولة وعاصمة تخص الجنوب العربي"، مضيفاً أنه "حق سيادي"، حد قوله.

وتتزامن الخطوة الجديدة لـ "المجلس الانتقالي" في التقارب مع إسرائيل، مع تحركات يقودها التحالف لتمكين "الانتقالي" من حكم الجنوب.

ويرى مراقبون أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات، "تسير منذ عامين باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي".

وبحسب المراقبين، فإن التحالف يدعم تمكين اعادة النظام السابق للحكم عبر ثلاث مسارات، اولها العسكري بقيادة طارق عفاش وقواته، وثانيها السياسي ممثلا بجناح الرئيس الاسبق علي عفاش في المؤتمر الشعبي العام بقيادة احمد علي، وثالثها مسار اقتصادي يستخدم في الضغط تأخير الدعم للبنك المركزي بقيادة احمد غالب المعبقي احد اركان النظام السابق في الجانب الاقتصادي.

يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية والامارات، عمد للضغط على الرئيس هادي ونائبه علي محسن للتنحي واصدار قرار مخالف للدستور اليمني والمرجعيات الثلاث، يتضمن ما يوصف اعلانا دستوريا بنقل السلطة وتفويض كامل صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي، يترأسه القيادي المؤتمري رشاد العليمي، ويضم بعضويته قادة المليشيات المتمردة على الشرعية والموالية لأبوظبي والرياض.