الثلاثاء 2024/04/23 الساعة 10:15 م

الأمم المتحدة تعلن رسمياً التحضير لمفاوضات بين التحالف والحوثيين

العربي نيوز – عمّان:

أصدرت الأمم المتحدة بياناً عاجلاً أكدت فيه التحضير لجولة جديدة من المفاوضات الرسمية بين كل من التحالف بقيادة السعودية والإمارت وجماعة الحوثي الإنقلابية، في إطار المساعي الأممية والدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 8 سنوات .

وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبيرغ، في بيان نشره الموقع الألكتروني لمكتبه، أن "المستشار العسكري للمبعوث الخاص للأمم المتحدة العميد هايوارد، أنهى زيارته إلى اليمن، عقد خلالها مناقشات بنّاءة مع ممثلين من لجنة التنسيق العسكرية وممثلين آخرين من الأمن في عدن وتعز بما فيها الحوبان وكذلك صنعاء".

مضيفاً: أن "الزيارة مكنّت المستشار العسكري من التوصل لفهم أوضح للوضع على أرض الواقع والتحضير للاجتماع الرابع المقبل للجنة التنسيق العسكرية في عمّان".

جاء ذلك بعد إعلان غروندبيرغ ، الثلاثاء الماضي، توصل مجلس القيادة الرئاسي ومليشيا الحوثي الانقلابية إلى اتفاق لتمديد هدنة الأمم المتحدة لشهرين إضافيين تنتهي في الثاني من أكتوبر المقبل، معلناً تعثر مقترحه المتضمن تمديدها لمدة 6 أشهر.

وقال غروندبيرغ : "يتضمن هذا التمديد للهدنة التزاماً من الأطراف بتكثيف المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع في أسرع وقت ممكن. سوف أكثِّف جهودي أيضاً مع الطرفين للتوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق هدنة موسَّع. هذا وقد شَارَكتُ مع الطرفين مقترحاً عن اتفاق هدنة موسَّع وتلقيت تعليقات جوهرية من الجانبين حول هذا المقترح".

موضحاً أن "مقترح الهدنة الموسّع هذا سيتيح المجال أمام التوصل إلى اتفاق على آلية صرف شفافة وفعّالة لسداد رواتب موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين بشكل منتظم، وفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير المزيد من وجهات السفر من وإلى مطار صنعاء، وتوفير الوقود وانتظام تدفقه عبر موانئ الحديدة".

مشيراً إلى "أن من شأن الإتفاق الموسّع أن يوفّر أيضاً الفرصة للتفاوض على وقف إطلاق نار شامل وعلى القضايا الانسانية والاقتصادية وللتحضير لاستئناف العملية السياسية بقيادة اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة للوصول إلى سلام مستدام وعادل".

وأكد المبعوث الأممي أن "الهدف الرئيسي من الهدنة الحالية ما يزال هو توفير انفراجة ملموسة للمدنيين في البنود التي تتضمنها الهدنة، وإيجاد بيئة مواتية لبلوغ تسوية سلمية للنِّزاع من خلال عملية سياسية شاملة".

مشدداً على "أن من المهم احراز  تقدم حول فتح طرق في تعز وفي محافظات أخرى لتسهيل حرية حركة ملايين اليمنيين من نساء ورجال وأطفال وتسهيل تدفق السلع أيضاً. مؤكدا "استحقاق سكان تعز والمحافظات الأخرى ان تعود عليهم الهدنة بالمنفعة من كافة جوانبها".

وتعهد مبعوث الأمم المتحدة بـ "تكثيِّف انخراطه مع الأطراف لضمان التنفيذ الكامل لجميع التزامات الأطراف بالهدنة، بما في ذلك تنفيذ العدد الكامل للرحلات الجوية وانتظامها إلى الوجهات المتفق عليها من مطار صنعاء الدولي وإليه وكذلك عدد سفن الوقود التي تدخل إلى ميناء الحديدة كما ينص عليه اتفاق الهدنة".

وحث المبعوث الأممي، الأطراف على "التعاون المستمر للوفاء بالتزاماتها وتنفيذ جميع عناصر الهدنة والتفاوض بحسن نية للوصول إلى اتفاق هدنة موسَّع ولوضع اليمن على مسار السلام المستدام"، مؤكداً أن "هذا أقل ما يستحقه اليمنيون".

وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا يضم دولا عدة أبرزها الامارات ويحظى بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر العام 2014. تركزت عملياته منذ الليلة الاولى لعاصفة الحزم التي اطلقها التحالف في تنفيذ عشرات الالاف من الغارات الجوية في عموم اليمن.

استهدفت غارات طيران التحالف ما يسميه “مواقع عسكرية ومخازن اسلحة ومنصات صواريخ وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين” في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتهم، لكنها تسببت في مقتل وإصابة قرابة 60 ألف يمني مدني معظمهم من الاطفال والنساء وتدمير مرافق مدنية وخدمية، علاوة على نزوح قرابة اربعة ملايين يمني من قراهم ومدنهم داخل اليمن، هروبا من تداعيات الغارات الجوية والحرب.

ومن جهتهم، ظل الحوثيون، ينفذون هجمات جوية بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن وأراضي المملكة، وقواعد عسكرية ومطارات ومنشآت اقتصادية سعودية أبرزها شركة ارامكو النفطية، العملاقة، ومنشآتها في مختلف ارجاء المملكة. مبررين هجماتهم بما يسمونه “حق الرد الطبيعي والمشروع على غارات التحالف واحتجازه سفن المشتقات النفطية".

حسب إعلان صادر عن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، فإن “المليشيات الحوثية أطلقت على المملكة حتى الاثنين 21 يونيو 2020، 372 صاروخاً باليستياً، و659 طائرة من دون طيار، وأكثر من 96 ألف مقذوفا على الحدود، واستهدفوا البحرية بأكثر من 75 زورقاً مفخخاً”. يضاف إليه هجمات كثيفة اعلن حصرها قائد القوات المشتركة للتحالف الفريق مطلق الأزيمع، مطلع فبراير 2022م.

وقال الفريق مطلق الأزيمع: أن “المليشيا الحوثية خلال (16) شهراً منذ اعلان التحالف وقف هجماته الجوية في سبتمبر 2020م، أطلقت على المملكة 109 صواريخ باليستية و414 طائرة مسيرة، 52 زورقا مفخخا وزرع 110 الغام بحرية، استهدفت مطارات أبها ونجران ومطار الملك عبدالله بجازان، ومحطات تحلية المياه المالحة وخزانات أرامكو السعودية ومنشآت حيوية مدنية في مدينتي الرياض والدمام".

وفقا لتقارير دولية، فإن الحرب المتواصلة للسنة الثامنة، لم تحقق اهدافها المعلنة والمتمثلة في “انهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي للعاصمة صنعاء”، بقدر ما دمرت البنية التحتية في البلاد وتسببت بمقتل وجرح 300 الف يمني وتشريد 4 ملايين نازحين داخليا، ونشرت مليشيات متمردة على الشرعية جنوبي وغربي البلاد" في اشارة لمليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي وطارق عفاش.

وتؤكد تقارير الامم المتحدة أن الحرب في اليمن أدت إلى “أسوأ ازمة انسانية في العالم” جراء “انهيار القطاعات الخدمية واتساع دائرة الفقر لتشمل 75% من اليمنيين (25 مليون) تتهددهم المجاعة و16 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء، بفعل توقف الرواتب وانهيار الاقتصاد والعملة المحلية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والخدمات بمقدار خمسة اضعاف ما كانت عليه”.

لكن هجمات الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة على منشآت النفط في كل من ابوظبي ودبي مطلع العام الجاري، ثم الهجوم الواسع على خزانات النفط في الرياض وجدة وجيزان وخميس مشيط وابها؛ استطاعت انتزاع استجابة التحالف بقيادة السعودية والامارات لعرض الحوثيين وقفا متبادلا للهجمات الجوية ووقفا لإطلاق النار في اليمن والحدود، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وتبادلا للأسرى.