السبت 2024/04/27 الساعة 07:05 م

الأمم المتحدة تعلن رسمياً التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والحوثيين

العربي نيوز - عمّان:

أعلنت الأمم المتحدة ، رسمياً ، قبل قليل توصلها إلى اتفاق بين الحكومة المعترف بها، وجماعة الحوثي الانقلابية ، بعد أيام من المشاورات المستمرة بين الطرفين وترقب من ملايين اليمنيين كونه أحد أهم ملفات الحرب  المستمرة للعام الثامن .

 جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ ، أكد توافق وفدي الحكومة المعترف بها ومليشيا الحوثي في ختام مشاورات استمرت 6 أيام في العاصمة الأردنية عمّان ، على تحديد القوائم النهائية للأسرى الذين سيشملهم اتفاق مبدئي لتبادل 2223 محتجزا وأسيرا.

وقال بيان المكتب الأممي إن " الاجتماع ناقش تحديد أسماء المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم بناءً على الأعداد التي تم الاتفاق عليها في مارس/آذار من العام الحالي، واتفقت الأطراف على تكثيف الجهود لتحديد  قوائم المحتجزين بشكل نهائي وتوحيدها من قبل جميع الأطراف في أقرب وقت ممكن ".

مضيفاً: "تحقيقاً لهذه الغاية ، تم الإتفاق أيضاً على تسهيل زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مراكز الاحتجاز للمساعدة في التحقق من الهويات. إضافةً إلى ذلك، اتفقت الأطراف على إنشاء لجنة مشتركة بينهم لدعم عملية التحقق من هوية أسماء المحتجزين المدرجة في القوائم ".

مشيرة إلى " أن من المتوقع أن تجتمع الأطراف في الأسابيع المقبلة بعد إحراز مزيد من التقدم حول القوائم ".

من جانبه، أعرب المبعوث الخاص غروندبيرغ عن " الأمل أن تحافظ الأطراف على التزامها باتفاقها، وأن لا تدخر جهداً في تحقيق اطلاق سراح ناجح للمحتجزين ضمن إطار العملية التي تيسّرها الأمم المتحدة "، مؤكدا أن "تحديد الأسماء خطوة أساسية صوب هذه الغاية ".

وقال : "إنه من المؤسف عدم اتفاق الأطراف على إطلاق سراح المحتجزين في هذا الوقت، مما سيؤدي إلى تحمّل المحتجزين وعائلاتهم المزيد من المعاناة والإنتظار وقتاً أطول حتى يتم لمّ شملهم".

وتابع : " أحثّ الأطراف على الانتهاء من تحديد قوائمهم في أقرب وقت ممكن مع إعطاء الأولوية للإفراج غير المشروط عن جميع المرضى والجرحى والأطفال المحتجزين، وكذلك الأشخاص المحتجزين تعسفياً، والمحتجزين السياسيين والصحفيين ".

https://twitter.com/OSE_Yemen/status/1554128292063723521?s=20&t=mj7ZRwnfqZoyZoA0B62tKg

يأتي هذا بعد أن أعلنت الامم المتحدة، في مارس الماضي، عن التوصل إلى اتفاق تاريخي رعت ابرامه بين الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثي الانقلابية، لتبادل الأسرى بمناسبة شهر رمضان.

وأكدت الحكومة المعترف بها، التوصل إلى تفاهمات مع جماعة الحوثي الانقلابية لإطلاق سراح 2223 أسيرا ومختطفا من الطرفين، بينهم عدد من كبار اسرى الشرعية العسكريين والسياسين لدى الحوثيين، يتقدمهم شقيق الرئيس هادي ووزير الدفاع السابق، واخرين.

صرح بها وكيل وزارة حقوق الإنسان عضو اللجنة الإشرافية لتبادل الاسرى والمختطفين ماجد فضائل، قائلا: "إن الاتفاق جرى برعاية مكتب المبعوث الاممي إلى اليمن، ويقضي بإطلاق سراح 800 من مختطفي وأسرى الحكومة مقابل إطلاق سراح  800 أسيراً حوثيا".

مضيفا: "الاتفاق شمل أيضاً أن يطلق الحوثيون سراح اللواء ناصر منصور (شقيق الرئيس هادي)، واللواء محمود الصبيحي (وزير الدفاع السابق) ومحمد محمد عبدالله صالح وعفاش طارق محمد عبدالله صالح (ابني نجلي شقيق الرئيس السابق) و16 أسيراً سعوديا و3 سودانيين".

https://twitter.com/mfadail/status/1508150694829821957

وتابع في سلسلة تغريدات بموقع "تويتر" قائلا: "مقابل إطلاق الحكومة سراح 600 من أسرى الميليشيات الحوثية". مشيرا إلى أن "قضية الأسرى والمختطفين قضية إنسانية غير قابلة للمزايدة، وجاءت هذه الصفقة بعد جهد كبير ومسار طويل من التفاوض والمشاورات برعاية مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن".

منوها بأنه “في حال نُفذ المقترح ولم يتعذر فإن الدفعة الثانية من التبادل، تتضمن الصحفيين يتبعها دفع تتضمن القيادي البارز في التجمع اليمني في الإصلاح محمد قحطان واللواء فيصل رجب، واخرين، وصولا إلى إطلاق الجميع تحت قاعدة الكل مقابل الكل". حسب تأكيده.

https://twitter.com/mfadail/status/1508155421298769926

من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، التوصل لهذا الاتفاق، وقال رئيس لجنة شؤون اسرى الحوثيين، عبدالقادر مرتضى، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "بتاريخ 21 مارس 2022 وبرعاية الأمم المتحدة تم بعون الله التوافق على اتفاق صفقة جديدة من الاسرى".

مضيفا أن صفقة تبادل الاسرى الجديدة ستكون "عبر الامم المتحدة وتشمل: 1400 من اسرى الجيش واللجان الشعبية (مقاتلي الجماعة) مقابل 823 من الطرف الاخر بينهم 16 اسير سعودي. و3 سودانيين. بالاضافة لناصر منصور هادي.. ومحمود الصبيحي".

https://twitter.com/abdulqadermortd/status/1508132027735945225?s=20&t=GpF_rAkloUeNfslL-GA_1w

وأردف القيادي الحوثي، المسؤول عن اسرى الحوثيين، عبدالقادر مرتضى في تغريدة اخرى على حسابه بموقع "تويتر" ليل الاثنين، في إيضاح خطوات التنفيذ التالية للاتفاق، قائلا: "بانتظار خطوة تبادل الكشوفات بتاريخ 29 مارس 2022 حسبما تم التوافق عليه".

https://twitter.com/abdulqadermortd/status/1508132212042084359

من جهته، استنكر حزب التجمع اليمني للإصلاح، في بيان نشره على موقعه الالكتروني تجاهل القيادي في الحزب محمد قحطان، والصحافيين الأربعة في سجون الميليشيات، من صفقات الأسرى السابقة والمقبلة. معتبرا أن "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فشلا طوال 7 سنوات في إنقاذ قحطان".

وقال الحزب في بيانه: "إنه لأمر مؤسف هذا التجاهل لشخصية سياسية كانت ولا تزال رمزاً للحوار، وأيقونة للحياة السياسية في اليمن، طوال 7 سنوات من الإخفاء القسري وراء قضبان الميليشيات، ومنع أسرته من التواصل معه طوال هذه السنوات، في ظل صمت دولي مريب".

مضيفا: إن "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فشلا طوال 7 سنوات في إنقاذ قحطان". واردف حزب الإصلاح في بيانه: "نحمَّل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية الضغط على الميليشيات للإفراج عنه، خصوصاً أن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 نص على إطلاقه".

وحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية نقلا عن مصادرها الخاصة، فإنه "سيتم اليوم تبادل القوائم بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي لأسماء المفرج عنهم" دون أن تحدد مصادر الصحيفة موعد بدء تنفيذ الاتفاق المبرم بين الحكومة اليمنية والحوثيين برعاية اممية.

لكن رئيس لجنة شؤون أسرى الحوثيين، عبد القادر المرتضى، أعلن في تصريح لقناة "المسيرة" إن "المفاوضات على الصفقة الحالية للأسرى استمرت لـ 4 أشهر عبر الأمم المتحدة". وقال: "سيتم يوم الغد (الثلاثاء) تبادل الكشوف عبر الأمم المتحدة”.

وأضاف القيادي الحوثي: "إذا تم التوافق على الكشوف سيكون هناك دعوة من الأمم المتحدة لعقد جولة لإتمام الصفقة ثم التنفيذ عبر الصليب الأحمر". معربا عن امله في "ألا يحصل أي تأخير من الطرف الآخر". وهو الامر نفسه الذي ابدت الحكومة مخاوفها منه.

يشار إلى أن الأمم المتحدة كانت قد نجحت في اكتوبر 2020م في إتمام صفقة تبادل 1081 اسيرا ومعتقلا من الطرفين، بينهم 15 سعوديا، عبر لجنة الصليب الاحمر. في حين تقدر تقارير حقوقية يمنية أن عدد الاسرى لدى مختلف الاطراف قرابة 18 ألف أسير ومعتقل على الأقل.