الجمعة 2024/03/29 الساعة 02:08 ص

العربي نيوز - عدن:


استنكر "المجلس الانتقالي الجنوبي" ما سماه محاولات افشال تنفيذ مخرجات مشاورات الرياض وتقويض التفويض لمجلس القيادة الرئاسي"، عبر ما اعتبره "استحواذا فجا على المناصب القيادية" من جانب "طرف يمثل النظام السابق مع الاسف". مؤكدا أن المجلس لن يبقل بمصادرة السلطة واعادة نظام الرئيس الاسبق علي صالح".


جاء ذلك في تصريحات لقيادات كبيرة في "الانتقالي"، بينها تصريح نسبته وسائل اعلام موالية للانتقالي، إلى "مصدر مسؤول في المجلس الانتقالي" لم تسمه، عبر فيه عن استنكار الدفع بالدكتور خالد بحاح كبديل عن القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي". واعتبره "محاولات فاشلة الغرض منها ارباك المشهد السياسي والعودة لنقطة الصفر".


وشدد "المصدر المسؤول في المجلس الانتقالي" في تصريحه الذي تداوله سياسيو وناشطو المجلس على أن "دخول المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض وقبوله بمخرجاتها، جاء من منطلق حرصه على انهاء الحرب وتوحيد الجهود نحو إعادة الحقوق وعلى رأسها الحق الجنوبي في تقرير مصيره كما نصت مخرجات مشاورات الرياض". حسب تعبيره.


مشيرا في المقابل، إلى أن "منصب القائد عيدروس الزبيدي كرئيس للمجلس الانتقالي ثابت، وليس منصبا إداريا يستطيع أي شخص اقالته او استبداله، وتعيين القائد عيدروس كنائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي لا يعني أنه سيكون مضطرا للتخلي عن رئاسة المجلس الانتقالي، ولن يحدث ذلك مهما كان حجم الضغوط الدولية" حد تأكيده.


وقال: “من العجيب أن السعودية التي رعت تلك المشاورات والتفويض الرئاسي، هي من تصر على أن يقدم القائد عيدروس الزبيدي استقالته من رئاسة المجلس الانتقالي وافساح المجال لبحاح”. وأردف: "القضايا الوطنية والمصيرية لدولة الجنوب، لا يمكن أن تكون وسيلة ابتزاز للقيادات الجنوبية، لتنفيذ أهداف المشروع السعودي في الجنوب”.


مضيفا: إن "موقف القائد عيدروس الزبيدي، ثابت ولا يمكن أن يتغير بشأن الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الجنوبية”. داعيا "من يحاولون صب النار على الزيت إلى تغليب مصلحة الجنوب، وعدم الانجرار وراء دعوات المشاحنة والبغضاء والمهاترات، أو انتقاص القيادات الجنوبية والإساءة لها لأنها رفضت أي مشاريع تمزيقية". حد قوله.


من جانبه، علق مدير مركز عدن للابحاث في واشنطن والمتحدث باسم ملتقى شباب الجنوب في امريكا، القيادي احمد الصالح، على استدعاء قيادات في النظام السابق للرئيس علي صالح عفاش إلى واجهة المشهد، معبرا عن رفض المجلس الانتقالي، محاولات الاستحواذ على المناصب القيادية في الدولة من جانب مؤتمر علي صالح عفاش.


وقال القيادي احمد الصالح الذي يتابعه 443 ألفا، في تغريدة على حسابه بمنصة "تويتر" معلقا على استدعاء خالد بحاح ويحيى الشعيبي: "بعد سبع سنين عجاف وكل هذا الدمار والفشل، يفترض ان تكون نسبة الخطأ صفر في هذه المرحلة الجديدة فلا لتجريب المجرب ولا للمحاصصة على حساب الكفاءة ولا لتكريس المناطقية في المناصب".


مضيفا في انتقاد ما اعتبره مراقبون سياسيون مساع حثيثة لتحويل مجلس القيادة الرئاسي إلى مجرد محلل لعودة النظام السابق لعلي عفاش إلى الحكم"، بقوله: "فرص مجلس القيادة للنجاح كبيرة اذا تجاوز نقطة تدوير المخلفات الفاشلة. المخرجات الجديدة بحاجة الى مدخلات جديدة". موافقا بذلك عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، لطفي شطارة.


واستدعى رئيس مجلس القيادة الرئاسي سفير اليمن لدى المانيا، والوزير السابق في حكومات علي عفاش، الدكتور يحيى الشعيبي، واصدر له قرارا بتعيينه مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية، بالتزامن مع استدعاء مماثل لنائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء السابق، خالد بحاح، والذي شغل سابقا حقيبة وزارة النفط والمعادن في حكومة علي عفاش.
 

يأتي هذا بعدما ضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث، ويعين على رأس المجلس احد رموز النظام السابق وقيادات الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي أعضاء فيه. 


قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية والقوات الحكومية.


ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي اضطر الرئيس هادي لنقل السلطة اليه في السابع من ابريل الفائت، وتفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي مباشر، كلا من: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.


ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن "نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم".


مشيرين إلى أن "التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف". حد قولهم.


ولفتوا إلى أن "من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا" والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.


منوهين بأن "التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية". لافتين إلى "وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل".  


يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي".

 

شاهد قيادي بارز في الانتقالي يرفض عودة النظام السابق عبر "الرئاسي":