الاثنين 2024/09/23 الساعة 12:15 ص

السلطة المحلية بتعز تبدأ امتصاص غضب المحتجين

العربي نيوز - تعز:


بدأت السلطة المحلية في محافظة تعز، امتصاص غضب اهالي المحافظة، عبر اقرار اجتماع لها الاستجابة لمطالب المسيرات الشعبية الجماهيرية الغاضبة التي شهدتها مدينة تعز يومي الخميس والجمعة، وإحالة ملفات من ثبت تورطهم بقضايا فساد إلى نيابة الأموال العامة، وسرعة توفير الخدمات.


ووقف اجتماع لممثلي الاحزاب السياسية في تعز برئاسة وكيل المحافظة عارف جامل، السبت، أمام الاوضاع العامة في المحافظة وعدد من القضايا والمطالب الشعبية التي عبرت عنها التظاهرات الشعبية الغاضبة المنددة بتدهور الاوضاع العامة وتردي الخدمات والانفلات والفساد.


مكتب اعلام محافظة تعز، افاد على صفحته بموقع "فيس بوك" أن الاجتماع ناقش المطالب الشعبية "والمتمثلة بتوفير الخدمات الاساسية الخدمية اهمها الكهرباء الحكومية وضبط الايرادات والحفاظ على الموارد العامة والقبض على المطلوبين امنيا ومحاكمتهم وثبيت الامن والاستقرار بالمحافظة".


مضيفا: "وأقر الاجتماع احالة من ثبت تورطهم بقضايا فساد الى نيابة الاموال العامة وتغييرهم بكفائات وفقا للمعايير وشروط الوظيفة العامة واعادة النظر في التعيينات الوظيفية المخالفة وتنفيذ القرارات والتوصيات من الجهات الرقابية الحكومية بقضايا فساد عدد من المكاتب التنفيذية والخدمية".


وتابع: "وأوصى الاجتماع بتصحيح الاختلالات الادارية والمالية في مؤسسات الدولة وضبط الاوعية الايرادية وتفعيل الرقابة القانونية بشفافية، وتوفير الخدمات العامة، وسرعة النظر في كهرباء المحافظة ومتابعة الحكومة في اصلاح الشبكة العمومية واعادة الكهرباء الحكومية للمحافظة".


إلى ذلك، بعثت تعز، روح الثورة الشبابية السلمية مجددا بانتفاضة عارمة شهدتها عقب صلاة الجمعة امتدادا لما بدأته الخميس، تنديدا بفساد السلطة المحلية وتدهور الاوضاع وتردي الخدمات وتأخر صرف الرواتب، وانتهاكات التحالف للسيادة اليمنية، مطالبة بالتغيير ومؤكدة استمرار الثورة الشبابية السلمية.


وخرجت حشود هائلة من أبناء محافظة تعز في مسيرة جماهيرية حاشدة، الجمعة، نددت بغياب الأمن وعبرت عن رفض تردي الخدمات الأساسية والاوضاع المعيشية، وطالبت بإقالة قيادة السلطة المحلية والمتورطين في الفساد وزعزعة الأمن والإستقرار ومحاكمتهم.


المحتجون الغاضبون رددوا في مسيرتهم الجماهيرية، هتافات غاضبة، تعبر عن المعاناة المتفاقمة التي يعيشونها، وموقف محافظة تعز واهاليها مما يحدث، لخصوها بقولهم "لا حزبية لا أحزاب جوعتونا يا كلاب" و"برع برع يا عصابة خليتو تعز خرابة".


ورفع المشاركون في المسيرة لافتات وشعارات منددة بغياب الخدمات، ومطالبة بإقالة مسؤولي السلطة المحلية، كتب عليها: "لا ماء ـ لا كهرباء ـ لا غاز ـ لا طرقات ـ  لا صحة ـ لا تعليم ـ لا أمن ـ لا عدل ـ .... إذاً لا داعي لبقائكم.. لا تراجع عن محاكمتكم".


كما رفع المحتجون في المسيرة الجماهيرية التي جابت شوارع مدينة تعز وصولا إلى شارع جمال، لافتات تضمنت مطالب، كُتب عليها: "مطلبنا استعادة ممتلكات المواطنين من أقرباء النهابيين من قيادة وأقرباء المسؤولين وقيادات في السلطة المحلية وقيادة الجيش".


ومن الشعارات التي رفعهتها المسيرة "ست سنوات حصار.. يا للعار يا للعار.. يا تحالف يا غدار.. يكفي يكفي استعمار" و"نحن في الشرطة والجيش يجمعنا ضنك العيش.. الهوامير سرقوا رغيف العيش" و"ماقدروش يضبطوا وزن قرص روتي كيف شيضبطوا دولة".


المسيرة الجماهيرية التي خرجت في مدينة تعز، رفعت لافتات قالت: "قلنا لكم تديروا الحكومة مش تأجروها"، في إشارة لصفقات الحكومة الشرعية وصمتها عمَّا يحدث من بناء وإنشاء قواعد عسكرية في جزيرتي ميون وسقطرى، وغيرها من المحافظات المحررة.


واستنكرت المسيرة تواطؤ الاحزاب السياسية مقابل المحاصصة في السلطة بلافتات كُتب عليها: "المحاصصة دمرت تعز وعمرت عروش وقصور الفاسدين الأحزاب" و"الجندي يضحي بروحه بالجبهة لأجل بناء الوطن، مش بناء كروش الفاسدين .. واللصوص يتاجروا بأوجاعهم".


ولم تكتف المسيرة بهذا القدر من الانتقاد لتخاذل الاحزاب والتنظيمات السياسية في تعز، بل تابعت تعبر عن موقفها بلافتات قالت: "ينهب الوطن والمواطن وعاده يبهرر، سرق آخر زمن"، و"إرحلوا يا فاسدين إلى السجون لمحاكمتكم وليس الى تركيا او القاهرة". حد تعبيرها.


في المقابل طالبت المسيرة الاحتجاجية جميع أبناء محافظة تعز "الوقوف صفاً واحداً ومواجهة عصابات الفساد وتغيير كل قيادة السلطة المحلية إبتداءاً من المحافظ والوكلاء ومدراء المكاتب والإدارات والمديريات وتقديمهم للنيابة والقضاء المدني والعسكري والامني لمحاسبتهم".


وكان المتظاهرون المحتجون المشاركون في مسيرة الخميس، دعوا أهالي مدينة تعز إلى "المشاركة والحضور الفاعل غداً (اليوم) لأداء صلاة الجمعة أمام مبنى المحافظة المؤقت وسط شارع جمال". مؤكدين "استمرار الثورة الشبابية السلمية حتى إسقاط عصابات الفساد والمتاجرة بمعاناة المواطنين".