العربي نيوز - فلسطين:
علقت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على تصريحات وبيان زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عبدالملك الحوثي، بشأن الاحداث في فلسطين واعلانه الاستعداد لمواجهة مباشرة مع الكيان الاسرائيلي، في سياق حديثه عن دعم المقاومة الفلسطينية.
ووصف مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس أسامة حمدان، الموقف اليمني وموقف عبدالملك بدر الدين الحوثي بأنه "موقف مشرف ومبدئي ومهم". وقال: إنه "حدد مسارا عمليا لدعم المقاومة الفلسطنية ولا يكتفي بالمساندة المعنوية".
مضيفا، في حديث تلفزيوني لقناة "المسيرة" الفضائية، الناطقة باسم جماعة الحوثي: إن "عبد الملك الحوثي حدد مسارا عمليا في دعوته لدعم المقاومة الفلسطينية وأنه يطلق المبادرات العملية ولا يكتفي بكونه يساند معنويا ما يحدث في فلسطين".
وتابع المسؤول القيادي في حركة حماس، قائلا: "وفي نفس اليوم الذي يدعو فيه عبدالملك الحوثي إلى دعم المقاومة الفلسطينية يتم تسليم أول دفعة من مبالغ دعم المقاومة بشكل مباشر وسريع". في اشارة لدعوة الحوثي اليمنيين إلى التبرع للمقاومة الفلسطينية.
يأتي هذا، عقب تجديد زعيم جماعة الحوثي، وقوف جماعته "بشكل تام مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية". وأنهم سيبقون في "حالة استعداد لكل الاحتمالات والتطورات الجارية في مواجهة الكيان الاسرائيلي بالاراضي المحتلة".
وقال عبدالملك الحوثي، الثلاثاء، في بيان لوسائل الاعلام صادر عن مكتبه: “نتابع باهتمام كبير التطورات على الساحة الفلسطينية إثر التصعيد الذي يقوم به العدو الإسرائيلي واستهدافه المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح".
مضيفا: "نحيي ما يقوم به الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة من تصدٍ للاعتداءات الإسرائيلية (في اشارة لاقتحام قوات جيش الاحتلال لباحات المسجد الاقصى)، وسنبقى على تنسيق مستمر مع الإخوة في حركات المقاومة في فلسطين ومحور المقاومة”.
ودعا الحوثي انصاره إلى "المبادرة بالتبرعات المالية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته". مشيرا إلى أنه "سيتم التنسيق مع ممثلي حركات المقاومة الفلسطينية في صنعاء لاستلام التبرعات المالية". ورفد مقاتلي الاجنحة العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية.
صرح البيان عن توجه لجماعة الحوثي نحو فتح جبهة قتال مباشرة مع الكيان الاسرائيلي، بإعلانه استعداد جماعته "لكل احتمالات مواجهة العدو الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة" في سياق تجديده وقوف جماعته "بشكل تام مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية".
في السياق، تحدث سياسي عربي السبت، عن دراسة أصدرها مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب حذّرت من احتِمالات إقدام قوّات تحالف “أنصار الله” اليمني على شنّ هجماتٍ صاروخيّة مُفاجئة على أهداف في العُمُق الإسرائيلي، أو ضرب سُفن إسرائيليّة في البحر الأحمر أو المُحيط الهندي".
وقال الكاتب الفلسطيني الشهير، عبدالباري عطوان، في مقال نشرته صحيفة "رأي اليوم": “وتنبّأت هذه الدّراسة حُصول هذا التّحالف على أسلحة مُتطوّرة سواءً من إيران، أو من خِلال إنتاجها مَحلِّيًّا في كُهوف العزّة والكرامة”. حد تعبيره في الاشارة إلى الحوثيين.
مضيفا: "المُقاتل اليمني يتميّز عن غيره بشراسته وشجاعته في القِتال، ونَفَسِه الطّويل، وقُدرته على التحمّل، وهذا ما يُفَسِّر صُموده لأكثر من ستّ سنوات في الحرب التي شنّها ضدّه التّحالف الخليجي بقيادة السعوديّة، وتغيير قواعد الاشتِباك لصالحه، واستِجداء خُصومه للوِساطات لإنهاء هذه الحرب، ووقف القِتال، وتقديم عُروض ماليّة وسياسيّة واقتصاديّة مُغرية جدًّا في المُقابل".
ولخص الكاتب السياسي العربي الشهير، عبدالباري عطوان، اسباب هذا القلق الاسرائيلي، بقوله: ما يُثير هلع ورُعب القِيادة العسكريّة الإسرائيليّة من تطوّر القُدرات العسكريّة اليمنيّة بسُرعةٍ فائقة في السّنوات الاخيرة عدّة أُمور، نوردها كما جاءت في المقال:
أوّلًا: القِيادة اليمنيّة، على عكس مُعظم نظيراتها في المنطقة العربيّة، تتمتّع بعقيدةٍ إسلاميّة قويّة وراسخة، وقدرة عالية على اتّخاذ قرار الحرب، خاصّةً إذا كان ضدّ دولة الاحتِلال الإسرائيلي، وليس هذا فقط، وإنّما إدارتها، أيّ الحرب، وتعبئة الملايين من المُقاتلين خلفها.
ثانيًا: ليس هُناك ما تخشى عليه القِيادة اليمنيّة بعد أن دمّرت طائرات التّحالف السّعودي الإماراتي، كُل مشاريع البُنى التحتيّة اليمنيّة، وهي محدودةٌ للغاية، مُضافًا إلى ذلك أنّ 20 مِليون يمني استطاعوا التّعايش مع العُدوان، والصّمود في وجهه لأكثر من ستّ سنوات، ولم يَعُد القصف الجوّي يُرعِبهُم.
ثالثًا: امتِلاك حُكومة صنعاء ترسانةً ضخمةً من الصّواريخ الباليستيّة الدّقيقة، والطّائرات المُسيّرة، والكفاءات عالية المُستوى القادرة على استِخدامها، وشاهدنا هذه الصّواريخ والمُسيرّات تَصِل إلى الرياض وجدّة وعصب الصّناعة النفطيّة السعوديّة في بقيق والظّهران وينبع، علاوةً على خميس مشيط وجازان ومُنشآت أرامكو فيها.
رابعًا: جميع المشاريع المطروحة حاليًّا لبناء قنوات، وخطوط أنابيب أو سكك حديديّة لتجنّب الصادرات النفطيّة الخليجيّة وخاصّةً مشروع قناة إيلات أسدود، لتجنّب قناة السويس، ومضيق باب المندب في مدخل البحر الأحمر ومضيق هرمز، تنطلق من فرضيّة عسكريّة سيطرة “أنصار الله” على المِلاحة التجاريّة في بحار المنطقة، وإمكانيّة تعطيلها، وحتّى هذا “الهُروب” لن يكون آمِنًا، لأنّ من تَصِل صواريخه إلى ينبع وتضرب المُنشآت النفطيّة فيها، يُمكِن أن يُمدّد مداها لتَصِل إلى إيلات وخليج العقبة أيضًا.
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان وقوات الاحتلال الإسرائيلي تكرر اقتحام باحات المسجد الأقصى، وتعتدي على المصلين الفلسطينيين بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وسط تخاذل دولي اكتفت هيئاته بالتعبير عن "قلقها من تصاعد العنف".
كما شنت الطائرات الحربية والمسيرة لجيش الاحتلال الاسرائيلي في ما سمته عملية "حراس الاسوار"، غارات عدة على مواقع متفرقة من قطاع غزة، ادت إلى سقوط 20 شهيدا بينهم اطفال، وعشرات الجرحى، فضلا عن منع الطواقم الطبية من اسعاف مئات المصلين المصابين.
في المقابل، تصدى الفلسطينيون لاقتحامات قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي بالحجارة، ورفضوا مغادرة باحات الاقصى، فيما فصائل المقاومة الفلسطينية تبنت عملية "نداء القدس" وامطرت عاصمة الكيان الاسرائيلي ومستوطناته بنحو 137 صاروخا تدخل الخدمة لاول مرة.
وفشل اجتماع مكرس لمجلس الامن الدولي، للوقوف على احداث مدينة القدس في اصدار بيان يعلق على الاحداث ويدعو أو يلزم قوات الاحتلال الاسرائيلي بوقف اعتداءاتها على الفلسطينيين المصلين، بعد تدخل الولايات المتحدة الامريكية واعتراضها على مشروع البيان.
وكانت وزارة الأوقاف الإسلامية قالت: إن “قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنون اليهود يقتحمون بشكل همجي ومفاجئ باحات المسجد الاقصى ومحيط المسجد ومنطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح”، ويعتدون على المصلين الفلسطينيين ويرفضون السماح للأطقم الطبية بإخلاء الإصابات من المكان”.