العربي نيوز - مارب:
وجه رئيس هيئة الاركان العامة بوزارة الدفاع قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن صغير بن عزيز، باعتقال ثلاثة من قيادات الجيش الوطني في مارب، على خلفية "رفض توجيهات مريبة صادرة عنه تضعف الجيش"حسب مصادر ميدانية.
وأفادت مصادر عسكرية ميدانية في مارب، بأن "حملة عسكرية تحركت بتوجيهات من رئيس هيئة الاركان رئيس العمليات المشتركة، الفريق صغير بن عزيز، وداهمت منازل ثلاثه من قيادات ألوية الجيش الوطني بمارب".
موضحة أن "القيادات العسكرية التي وجه رئيس الاركان بمداهمة منازلهم واعتقالهم هم: العميد/ عيدروس الدميني قائد اللواء ٣١٢ مدرع، العميد/ عبدالوهاب أسعد قائد اللواء٨١ مشاه، العميد/ ياسر العابد قائد لواء حفظ السلام".
وأرجعت المصادر العسكرية الميدانية هذا التوجيه المريب لرئيس هيئة الاركان إلى ما سمته "استهداف صغير بن عزيز للجيش الوطني وقيادته الوطنية ضمن مخطط اماراتي لهيكلة الجيش واقصاء واستبعاد واغتيال قياداته الوطنية".
يأتي هذا التوجيه، امتدادا لسلسلة توجيهات وقرارات لرئيس هيئة الاركان العامة، الفريق صغير بن عزيز، مثيرة للريبة والشبهات حد توجيه قيادات عسكرية اتهامات مباشرة لابن عزيز باستهداف الجيش الوطني والسعي لتفكيكه.
وسبق أن وجه رئيس هيئة الاركان العامة بوزارة الدفاع وقائد العمليات المشتركة، الفريق الركن صغير بن عزيز، مطلع ابريل الفائت، بحبس قائد لواء في مارب لم يقبل تنفيذ انسحاب من الجبهات، بحجة "رفض تنفيذ الاوامر".
وفقا لمصادر عسكرية، فإن "رئيس هيئة الاركان أصدر أوامر لقائد لواء الصقور الصقور العميد احمد القطريفي، بسحب عربات الأكشش من الجبهات، على انها توجيهات صادرة عن التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية".
مضيفة: "أبدى العميد القطريفي استغرابه من توقيت اوامر سحب العربات في ظل اشتعال المعارك العنيفة مع الحوثيين واقترابها من محيط مدينة مارب. وفوجئ بتوجيه رئيس هيئة الاركان بأن يتم سجنه بحجة رفض الاوامر العسكرية".
وتابعت المصادر العسكرية الميدانية: "نفذ قائد الشرطة العسكرية في مارب العميد ناجي منيف امر رئيس الاركان وجرى اعتقال قائد لواء الصقور، قبل أن يضغط منتسبو الوية الجيش لإطلاق سراحه ويوجه قائد المنطقة الثالثة بالافراج عنه".
المصادر العسكرية، تساءلت: "لمصلحة من سحب عربات الأكشش من جبهات مارب وفي هذا التوقيت ورغم علم الجميع تفوق الحوثيين بالسلاح الثقيل والمتوسط". مردفة: "لم تعد مجرد شبهات بل وقائع تؤكد خيانة الجيش من الداخل".
وجاءت توجيهات صغير بن عزيز، بعد ايام على تجديد جماعة الحوثي العلاقات والصلات معه عبر رسالة بعثها رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" للحوثيين مهدي المشاط، يعزيه في وفاة والده ويطنب في ادواره الوطنية.
من جانبهم رأى مراقبون أن "البرقية تأتي في سياق تأكيد "توزيع الادوار بين بقايا قيادات ورموز نظام الرئيس السابق علي صالح عفاش، ما بين أطراف الحرب والتحالف، في كل من صنعاء ومارب والساحل الغربي وابوظبي والرياض".
معتبرين أن حرص الحوثيين على ارسالة برقية العزاء لإبن عزيز وإعلانها عبر وسائل اعلامهم، "سعى لتأكيد العلاقات الخلفية التي ترعاها الامارات بين الجماعة وقيادات الرئيس السابق علي عفاش في صفوف الشرعية والجيش".
وأشاروا إلى أن "صغير بن عزيز يعد ممثلا للنظام السابق وجناح عفاش الموالي للامارات في المؤتمر الشعبي بصفوف الشرعية، في مارب، بعد تمكنه من اختراق رأس قيادة الجيش الوطني بتصعيده من الامارات رئيسا لهيئة الاركان".
في السياق، نوهت قيادات عسكرية في الجيش بأن "انتكاسات الجيش في نهم والجوف ومارب اقترنت بتعيين صغير بن عزيز، وقبلها في الساحل الغربي قائدا للقوات المشتركة، وكان له دور في تثبيت الوضع في الساحل ووقف المعارك".
موضحة أن " صغير بن عزيز تفرغ عقب وقف المعارك في الساحل الغربي لتثبيت نفوذ طارق عفاش من ناحية وإضعاف الجيش الوطني في جبهات تعز والجوف ومارب وغيرها من الجبهات التي شهدت اختراقات وانتكاسات مفتعلة".
ولفتت إلى أن "قيادات الجيش الوطني رصدت غير مرة توجيهات مثيرة للريبة صادرة عن صغير بن عزيز، تصب في أضعاف الجيش الوطني والتخلص من القيادات الوطنية الفاعلة في الجيش الوطني واحلال قيادات من النظام السابق".
مؤكدة أن "ابن عزيز يقوم بدور ممثل لطارق عفاش في مأرب عبر تهيئة الاجواء للاستحواذ على المشهد في مارب باستقطاب القادة بالدعم المالي واللوجستي وشراء الولاءات واستغلال فارق الدعم المحدود للجيش الوطني وتوقف رواتبه".
وأعلن طارق عفاش، نهاية مارس الماضي، اشهار "مكتب سياسي" لمليشياته، الممولة من الامارات. ذاكرا بين دوافع تأسيسه "توسيع دائرة النضال ضد الحوثيين" حد زعمه، وأنه "لم يمثلنا احد في اتفاق السويد". متهما الشرعية بأنها "فرطت بتحرير الحديدة والساحل كاملا".
مبديا استعداده للسلام مع الحوثيين بقوله "بالامس اعلنت السعودية مبادرة لوقف الحرب ونحن نرحب بأي مبادرة تحقق سلاما يضمن عودة النازحين مثلنا إلى صنعاء" في اشارة مباشرة إلى العودة إلى السلطة ومكاسبها وحصص اسرة عفاش في ثروات البلاد ومقدراته.
يذكر أن طارق عفاش، ومنذ فراره من العاصمة صنعاء في اعقاب انفضاض الشراكة في الانقلاب مع الحوثيين، إلى شبوة ومنها إلى عدن مطلع العام 2018م، يقود قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" والتي مولت الامارات انشاءها وتسليحها في الساحل الغربي لليمن، وتتعهد بدفع موازنتها، لتنفيذ اجندة اطماعها وحليفها الكيان الاسرائيلي، في البحر الاحمر وباب المندب.