العربي نيوز - صنعاء:
فتح طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارت في الساحل الغربي، رئيس المؤتمر الشعبي العام في صنعاء صادق امين ابو راس بأنه صادر المؤتمر واختزله في شخصه ولمصالحه الخاصة، ويعمل على تفكيكه.
ونشرت وسائل اعلام طارق اخبارا تتهم صادق ابو راس بأنه "منع اقامة الامسيات التنظيمية الرمضانية للمؤتمر الشعبي، هذا العام، ضمن توجهه لاخماد حراك المؤتمر تنظيميا واختزال التنظيم في شخصه وقيادات الحزب التي خذلت وخانت رئيسه السابق علي عفاش".
يأتي الاتهام امتدادا لاتهامات يوجهها طارق عفاش لقيادة مؤتمر الداخل بـ "الخيانة والانبطاح والذل والعبودية" كونها رضخت لجماعة الحوثي مقابل ما يعتبره "خيانة لرئيسه السابق علي عفاش وامينه العام السابق عارف الزوكا، والمتاجرة بدمائهما للكسب الشخصي".
وتصاعد الصراع بين اجنحة المؤتمر الشعبي العام الثلاثة (صنعاء، الرياض، ابوظبي) على اثر تصريحات طارق عفاش التي اعلن فيها وفاة المؤتمر الشعبي في صنعاء وانقسامه في الخارج، وقدم "المكتب السياسي" لقواته كيانا سياسيا بديلا يلم شمل المؤتمريين.
ارتفعت حدة التوتر بين قيادات المؤتمر الشعبي، عقب إعلان الحوثيين إطلاق سراح 46 معتقلا من قيادات المؤتمر لديها منذ فبراير 2020م بتهمة "تشكيل خلية لزعزعة امن صنعاء والتجسس لصالح التحالف" العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.
وهاجمت قيادات مؤتمرية موالية لما يسمى "المكتب السياسي" لقوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" بقيادة طارق عفاش، رئيس المؤتمر الشعبي في صنعاء صادق أمين أبو راس، واتهمته بأنه "وشى بهم لدى الحوثيين" ووصفته بـ "الخائن للمؤتمر ومنتسبيه".
جاءت اتهامات جناح عفاش الموالي للامارات في المؤتمر الشعبي لقيادة الحزب في صنعاء، ردا على وصف الاخيرة لطارق عفاش بأنه "مرتزق وخائن يشارك في مخطط لتقسيم اليمن" و"يترزق باسم عمه والمؤتمر" ورفضها الاعتراف بمكتبه السياسي في المخا.
كما تتهم قيادات المؤتمر الشعبي طارق بأنه "غرر بعمه الرئيس السابق علي صالح عفاش، ودفع به لتفجير الموقف مع الحوثيين، وتركه يواجه مصيره بنيرانهم، وفر من المواجهة إلى شبوة ومنها إلى عدن، ولقاء قيادة دول التحالف في الرياض وابوظبي، لتحقيق طموحاته".
واعتبر مراقبون هذه الاتهامات من قيادات مؤتمرية في الساحل الغربي "تنصلا عن التزاماتها تجاه رئاسة الحزب وقيادات لجنتيه العامة والدائمة وامانته العامة المتخاذلة في صنعاء، ومؤشرا على تصاعد حدة التنافس والصراع على قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل".
منوهين بأن "الرئيس عبدربه منصور هادي هو الرئيس الشرعي لليمن ولحزب المؤتمر الشعبي العام، ويجب على طارق الاعتراف بذلك، والامتثال له، اكان باعتبار الرئيس هادي رئيسا للجمهورية وقائدا اعلى للقوات المسلحة، أو باعتبار الرئيس هادي رئيسا للمؤتمر الشعبي".
وأشاروا إلى أن "طارق عفاش امامه فرصة متاحة للاستحواذ على قيادة المؤتمر الشعبي في داخل اليمن، أمام خضوع رئيس الحزب ابو راس، وقيادات لجانه وامانته لجماعة الحوثي في صنعاء، وتخاذلها، بعد مصرع علي صالح عفاش مطلع ديسمبر 2017م".
معتبرين أن "اعتراف طارق عفاش بالشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي وحكومته، سيكون مفتاح سحب البساط عن قيادات المؤتمر الشعبي المتخاذلة في العاصمة صنعاء، وتصدره المشهد السياسي وتمثيل مؤتمر الداخل في مفاوضات السلام المزمعة".
وظل المؤتمر الشعبي العام، الحزب الحاكم في اليمن، برئاسة الرئيس السابق علي صالح عفاش، حتى اطاحت به ثورة الشباب في 11 فبراير 2011م، ليتحالف عفاش مع الحوثيين في الانقلاب على الشرعية قبل اندلاع الصدام بين الجانبين نهاية 2017.
لكن الحزب انقسم عقب مصرع عفاش إلى ثلاثة اجنحة، الاول في صنعاء متحالف مع الحوثيين، والثاني في الرياض مؤيد للحكومة الشرعية ويعتبر الرئيس هادي رئيسا للحزب، والثالث في مصر والامارات، موالي لنجل عفاش احمد علي وطارق عفاش.
ويسعى طارق عفاش عبر تأسيسه "مكتبا سياسيا" لقواته، إلى وراثة المؤتمر وسحب البساط من تحت ابوراس وتصدر قيادة مؤتمر الداخل، وتقديم نفسه لدول التحالف والمجتمع الدولي ممثلا للساحل الغربي وشمال اليمن، بديلا عن الشرعية اليمنية ومكوناتها السياسية.
يشار إلى أن طارق عفاش كان جاهر بتوجهه هذا، في مقابلة مصورة مع مركز صنعاء للدراسات، وصف فيها الشرعية ومكوناتها السياسية بأنها "شاخت وعجزت وفشلت عن الحسم سلما او حربا رغم الدعم الكبير من التحالف العربي بقيادة السعودية، ولم يعد لديها ما تقدمه".