الخميس 2024/11/28 الساعة 06:52 م

طارق يكشف اجندته ويعلن نفسه ممثلا للشمال (فيديو)

العربي نيوز - المخا:


كشف طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، لأول مرة عن اجندته المدعومة من ابوظبي، معلنا نفسه ممثلا لشمال اليمن بديلا عن الشرعية اليمنية ومكوناتها السياسية التي اعتبرها "أدوات قديمة" وزعم أنها "فشلت في الحسم حربا أو سلما رغم الدعم الكبير من التحالف".


جاء ذلك في لقاء مصور اجراه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وبث الجمعة. أكد فيه أن تأسيسه ما يسمى "المكتب السياسي للمقاومة الوطنية" في الساحل الغربي، جاء بهدف تمثيله كمكون سياسي في اي مفاوضات للسلام في اليمن، ويكون "جناح سياسيا لقوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" في اليمن. 


وهاجم طارق المؤتمر الشعبي العام، بقوله: إن "المؤتمر الشعبي العام سواء الداخل أو الخارج لم يعد بيده القيام بدوره، وأصبح في صنعاء مهمشا سياسياً وليس بيده اي شيء، وفي الخارج أصبح منقسما إلى تيارات سياسية عدة" في تأكيد صريح للاتهامات الموجهة لمكتبه السياسي بأنه انشئ ليكون بديلا عن المؤتمر الشعبي.


كما قدم طارق نفسه بديلاً عن الشرعية اليمنية ومكوناتها السياسية، قائلاً: إن "المجتمع السياسي في اليمن بحاجة إلى التجديد واستبدال الأدوات القديمة، التي لم تقدم شيئا خلال السنوات الماضية ولم تعد قادرة على فعل شيء". في اشارة لجميع الأحزاب والتنظيمات السياسية في صفوف الشرعية اليمنية، المعترف بها دوليا.


مضيفا: "المرحلة تحتاج الى دماء وأدوات جديدة تعمل على تطوير العمل السياسي وتحفيزه في مواجهة الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها". وأعلن أن مكتبه السياسي يسعى إلى أن "يكون مكونا سياسيا وطنيا جديدا، مفتوحا لجميع السياسيين والمكونات الوطنية الفاعلة، والقادرة على العطاء، حد قوله.


وهاجم طارق الرئيس هادي، قائلا: إن الشرعية التي يمثلها الرئيس هادي فشلت في الحسم سواء بالحرب أو السلم طوال السنوات الماضية، رغم الدعم الكبير المقدم من التحالف". مجددا انكاره شرعية الرئيس هادي بدعوته إلى "تشكيل مجلس رئاسة تنبثق عنه حكومة تكنوقراط لفترة انتقالية بين سنة إلى سنتين".


متحدثا عن أنه عرض مبكرا المشاركة في الدفاع عن مأرب بقوات عسكرية وقوبل عرضه بالرفض. قائلا: "قدمنا طلبا رسميا للمشاركة في معارك الدفاع عن مارب في نوفمبر الماضي وعقدنا اجتماعا في إطار التحالف، لكن الشرعية قالت إنها في غنى عن أي قوات". ما تنفيه الدعوات المعلنة من قيادة الجيش.


وأضاف: إن "عرض القوات المشتركة، كان منذ الهجوم الحوثي الأول على مأرب، وحينما زحفوا على معسكر ماس ومنطقة العلم، وقلنا أننا نستطيع أن نساهم في دعم الجيش الوطني، الذي نعتبرها معركة كل اليمنيين ضد الحوثيين، وعرضنا بالمشاركة، لكن لم يكن هناك تجاوب". من جانب الشرعية والجيش.


معلقا على توجه الادارة الامريكية الجديدة لوقف الحرب، بقوله: إن ضغط الإدارة الأمريكية الجديدة على المملكة العربية السعودية، طبيعية، لكونها تأمل في تحقيق السلام، لكن ذلك سيتبدد مع الزمن حينما يتعاملوا مع الحوثيين". وأردف: سبب الضغوط الدولية الحالية، هو نتيجة لإطالة الحرب في اليمن، وإخفاق الشرعية".


وفي عرض رؤيته للحل في اليمن، قال طارق عفاش: إن "إحلال السلام في اليمن، يحتاج قبل أي شيء لحسن النوايا من كافة الأطراف ووقفًا شاملًا لإطلاق النار في جميع الجبهات، والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين دون تمييز أو قيود وشروط، وبعد حسن النوايا يأتي دور الاتفاق بين اليمنيين، وأن يتزامن السياسي مع الأمني".

 
مضيفا: "ومن أجل أن يكون هناك حوارًا سياسيًا، لابد أن يتخلى الحوثي عن صنعاء وعن السلاح، وتسليمها لقوة مستقلة أو لجنة عسكرية تعمل على ترسيخ الوضع في صنعاء وتأمينها وتأهيلها لعودة كل السياسيين إليها من أجل الاتفاق، ومن ثم اختيار مجلس رئاسة، تخرج منه حكومة تكنوقراط بدون ولاءات، بهدف إدارة الدولة لفترة انتقالية".


وتابع: إن الفترة الانتقالية "من سنة إلى سنتين، ومن ثم الانتقال إلى انتخابات رئاسية ونيابية ومحلية". ما أكد أن خلافه في الاساس مع الشرعية اليمنية وليس الحوثيين، الذي شملهم في رؤيته للحل ضمن "مجلس الرئاسة وحكومة التكنوقراط". مشترطا عليهم فقط أن "يتخلى الحوثي عن مبدأ الولاية، التي يقول إن له الحق الإلهي في الحكم".


إلى ذلك، كان طارق عفاش، صرح في بيان اشهار "المكتب السياسي" لمليشياته، باستعداده للسلام مع الحوثيين بقوله: "بالامس اعلنت السعودية عن مبادرة للسلام ونحن نرحب بأي مبادرة تحقق سلاما يضمن عودة النازحين مثلنا إلى صنعاء" في اشارة إلى العودة إلى السلطة ومكاسبها وحصص اسرة عفاش في ثروات البلاد ومقدراته.


ورأى مراقبون سياسيون إن طارق عفاش يعلن بإنشاء مكتبه السياسي لمليشياته، عن الهدف الحقيقي الذي من اجله قام بالتخلص من عمه، الرئيس السابق، علي صالح عفاش، والذي لقي مصرعه بمواجهات مع الحوثيين، إثر اعلانه الانتفاضة عليهم مطلع ديسمبر 2017م، بعد الاختلاف على تقاسم السلطة والثروة، في محافظات ومناطق الانقلاب.


موضحين إنه "لم يكن طارق عفاش، في يوم من الايام، بمعركة لمواجهة الحوثيين وانما تخلص من العقبة التي كانت امامه (عفاش) ليصبح زعيما سياسيا كبيرا، كما يطمح، وتعبر تغريداته بين الحين والاخر، عنه، بما تحويه من توهم الزعامة واستعارة الفاظ زعماء عرب". باعتبار أن ورقة علي صالح عفاش، قد حرقت على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.


وأكدوا إن "هذا المخطط من صنع الامن القومي، الذي كان عمار عفاش، شقيق طارق، وكيلا لجهازه في صنعاء، وقد دعم تنفيذ المخطط حتى الان نفوذ عمار وطارق في المافيا العالمية لتنفيذ الاجندة الخارجية وتمكينهم من مراكز حساسة في سلطة عفاش، ثم بعد الحرب تركز مليشيا طارق فقط في المواقع الحساسة المرتبطة بمصالح واطماع دولية.


مشيرين إلى أن "طارق عفاش حرص منذ تأسيس مليشياته بدعم اماراتي مباشر، على التمركز فقط في المواقع الاستراتيجية ذات العلاقة بالمصالح الدولية، مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون، ويتجنب التواجد في المواقع التي ليس فيها مطامع خارجية مثل صرواح رغم تصاعد المعارك فيها مع الحوثيين الذين يدعي مواجهتهم دفاعا عن الجمهورية".


يذكر أن طارق عفاش، يقود منذ فراره من العاصمة صنعاء في اعقاب انفضاض الشراكة في الانقلاب مع الحوثيين، إلى شبوة ومنها إلى عدن مطلع العام 2018م، قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" والتي مولت الامارات انشاءها وتسليحها في الساحل الغربي لليمن، وتتعهد بدفع موازنتها، لتنفيذ اجندة اطماعها وحليفها الكيان الاسرائيلي، في البحر الاحمر وباب المندب.

 

https://youtu.be/CZAGPNXqBKc