العربي نيوز- متابعة خاصة:
أصدر أمين عام الامم المتحدة تصريحا هاما بشأن وقف الحرب في اليمن والزام اطرافها بالتسوية السياسية المطروحة، تلبية للأوضاع الانسانية الكارثية والمرشحة للتفاقم اكثر مع الموجة الثانية لجائحة كورونا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، الأربعاء: إن مبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث يعمل الأطراف السياسية في اليمن للوصول إلى تسوية تفاوضية شاملة.
مضيفا في تصريح صحفي بثه المركز الاعلامي للامم المتحدة: إن غريفيث يعمل لوقف إطلاق النار في اليمن وإعادة فتح مطار صنعاء وتدفق الوقود والسلع الأخرى إلى الحديدة.
وشدد على "تدهور الاوضاع الانسانية لغالبية اليمنيين جراء الصراع المتواصل منذ سنوات، وتهديد خطر المجاعة عشرات الملايين، علاوة على اخطار الموجة الثانية لجائحة كورونا".
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في تصريحه عن "شكره سلطنة عمان ممثلة بسلطانها هيثم بن طارق آل سعيد لدعمه مهمة مبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث".
مؤكداً في ختام تصريحه لوسائل الاعلام من مكتبه في مدينة نيويورك "تطلعه إلى مواصلة عمل الأمم المتحدة مع سلطنة عمان والشركاء الآخرين لتحقيق السلام العادل والشامل في اليمن".
وتدفع اطراف دولية بمشروع قرار لمجلس الامن الدولي يفرض وقف الحرب في اليمن الزاميا ومعالجة تدهور الاوضاع الانسانية تمهيدا للدخول في مفاوضات سياسية للاتفاق على تسوية سياسية للأزمة واحلال السلام.
أكد هذا مصدر يمني مسؤول، في تصريح صحافي، الأربعاء، أن "هناك ضغوطات دولية كبيرة، على أطراف الصراع في اليمن، للوصول إلى تسوية شاملة لوقف إطلاق النار في البلاد التي دخلت عامها السابع في الحرب".
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، طالبا عدم الكشف عن اسمه : ”حتى الان لم يتم التوصل لأي اتفاق بين الطرفين (حكومة هادي وحركة انصار الله: الحوثيين)، لوقف إطلاق النار بشكل شامل”.
مضيفا في تصريحه الصحافي الذي نشرته صحيفة “القدس” اللندنية: ”رغم ذلك هناك ضغوطات دولية كبيرة لوقف إطلاق النار خلال شهر، من ثم الذهاب إلى مفاوضات سياسية شاملة لإنهاء الحرب”.
وتابع: "الحوثيون طالبوا بفصل الملف الإنساني عن الملفين العسكري والسياسي، وفتح ميناء الحديدة دون رقابة، وفتح مطار صنعاء الدولي دون تحديد أو تقييد وجهات الرحلات من وإلى المطار".
من جانب آخر، أوضح المصدر، أن "الحوثيين اشترطوا وقف عمليات التحالف الذي تقود السعودية ورفع الحصار أولا، للبدء في إيقاف المواجهات البرية” داخل اليمن وعلى الحدود اليمنية السعودية.
وقال: إن الحكومة اليمنية رفضت مطالب الحوثيين رفضا تاما، معتبرة “أن هذه المطالب تؤكد بأن الحوثيين يريدون تحقيق مصالح شخصية على الأرض أهمها التقدم تجاه مدينة مأرب والسيطرة عليها”.
مضيفا: إن "سلطنة عُمان تشكل ضغطا على الحوثيين إلى حد ما". لافتا إلى أنها “دعمت المبادرة السعودية بقوة ووضعت الحوثيين بموقف محرج قد يقنعهم في الموافقة على إيقاف إطلاق النار”.
واختتم المصدر اليمني المسؤول حديثه بالقول: هناك بوادر أمل كبيرة لوقف إطلاق النار قريبا”قد تكون هدنة أولية مؤقتة تبين مدى التزام الأطراف المتصارعة بها واختبار جديتهم في التوصل إلى حل سياسي”.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عن مبادرة جديدة لوقف الحرب في اليمن، بنتها على اربعة بنود رئيسة، اعتبرها مراقبون تصب في صالح جماعة الحوثي، وتستجيب لضغوط امريكية واممية.
جاءت المبادرة على ضوء المشاورات غير المباشرة بين السعودية والحوثيين عبر الوسيط العماني، ولقاءات ورؤية المبعوثين الخاصين إلى اليمن، الاممي مارتن غريفيث والامريكي تيم ليندركينغ.
وتتلخص بنود المبادرة السعودية الجديدة لوقف الحرب مع الحوثيين، التي اعلنها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله، الاثنين (22 مارس الجاري) في الاتي:
1) وقف إطلاق النار الشامل في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة -فقط- في حالة وافق الحوثيين عليها وليست بشكل احادي.
2) عائدات الضرائب من السفن النفطية ومشتقاتها تودع في حساب مشترك للبنك المركزي اليمني فرع الحديدة بُغية دفع مرتبات موظفي الدولة.
3) إعادة فتح مطار صنعاء الدولي لعدد -وليس كل- من الرحلات المباشرة الاقليمية والدولية.
4) بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، برعاية الامم المتحدة، وفق المرجعيات الثلاث.
في المقابل، علقت جماعة الحوثي على المبادرة السعودية المعلنة، أن "لا جديد فيها" وبأنها "ليست جادة"، و"لا تقود إلى النجاح". وسردت مجموعة تحفظات، وشروط لاعتبارها مبادرة جادة لوقف الحرب، والقبول بها.
وقال ناطق الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام: "المبادرات تحت النار والحصار غير جادة، وهي هروب إلى الأمام من استحقاق العدوان (التحالف العربي)". واعتبر أن لا جديد في المبادرة.
مضيفا في حديث لقناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي: "على الجانب السعودي أن يعلن إنهاء العدوان (الحرب) ورفع الحصار بشكل كامل، أما طرح أفكار تم نقاشها لأكثر من عام فلا جديد في ذلك".
وتابع: "تقديم السعودية لنفسها بأنها ليست طرفا في العدوان تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق، العالم يدرك أن السعودية تشن حربا على اليمن وطائراتها وبوارجها والبوارج الأمريكية والبريطانية تحاصر اليمن".
مردفا: "السعودية لا تحتاج تقديم مبادرات للاطراف وكانها ليس من بيدها قرار الحرب والحصار بل هي من تشن العدوان وهي من اعلنته منذ اول ليلة في واشنطن ولها ناطق عسكري يعلن عن تنفيذ قواتها عمليات عسكرية مباشرة جوية وبرية وبحرية".
ناطق جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض، والمقيم في مسقط، أعلن ثبات موقف جماعته، قائلا: "نؤكد على موقفنا الثابت برفع الحصار ووقف الحصار وأي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة".
مضيفا في التعليق على المبادرة السعودية لوقف اطلاق النار في اليمن: "إدخال السفن المحتجزة منذ أكثر من عام لا تحتاج مبادرة ولا شروط مسبقة والمقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي جريمة أخلاقية".
وتابع: "لماذا لا تسمح السعودية بدخول 14 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة وتقايض بالملف الإنساني لصالح الملف العسكري؟". مردفا: "يعمد تحالف العدوان إلى لي ذراع الشعب اليمني من خلال تشديد الحصار في محاولة للضغط علينا للقبول بمطالب لم يتمكنوا من إنجازها عسكريا وسياسيا".
القيادي الحوثي، محمد عبدالسلام، علق على هدف وقف الحرب بقوله: "نؤكد رغبتنا وجديتنا في السلام ليس من اليوم بل من اليوم الاول للعدوان وكذلك انفتاحنا على اي مبادرات جدية تضمن وقفا شاملا ودائما للحرب وعدم عسكرة القضايا الانسانية وذلك بفصل الجوانب الانسانية عن القضايا العسكرية والسياسية".
وأضاف: "الحرب على اليمن فرضت عليه، ولسنا طرفا في حصار اليمنيين حتى نفاوض عليه، ولو توقف العدوان والحصار من هذه اللحظة لتوقفنا، لكن مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي مرفوض. ليس مطلوبا منا القبول برفع الحصار ووقف العدوان لأن موقفنا دفاعي وسيستمر كذلك".
لكن ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، اختتم تصريحه بالقول: "نؤكد على حرصنا على السلام في اليمن ونطالب بسرعة فتح المطارات والموانئ كحق انساني لا علاقة له باي قضايا اخرى وكذلك وقف الاعتداء على اليمن ومن ثم الذهاب للعملية السياسية في اجواء مهيأة تسمح بذلك".
ويرى مراقبون إلى أن المبادرة السعودية، تأتي استجابة لضغوط ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، الساعية لانهاء الحرب في اليمن، وضغوط الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وضغوط هجمات الحوثيين على القواعد العسكرية والمطارات والمنشآت النفطية السعودية.