العربي نيوز - متابعة خاصة:
كشفت الصين عن تحركات دبلوماسية لطارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، باتجاه اعتماد "المكتب السياسي" لقواته، ممثلا لشمال اليمن بدلا عن الشرعية اليمنية.
وقالت وكالة شينخوا الصينية في تقرير لها إن "العميد طارق صالح يسعى لاجراء مباحثات مع بكين لبناء علاقات دبلوماسية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بغية إشراك مكونه السياسي الجديد في محادثات السلام القادمة".
وبحسب الوكالة الصينية فإن "العميد طارق صالح يقود تحركات دبلوماسية متسارعة بالتنسيق مع ابوظبي والقاهرة في إطار الترويج الدبلوماسي لمكتبه السياسي أمام المجتمع الدولي" كبديل سياسي للشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة.
يأتي هذا بعد اسبوع على اعلان طارق عفاش، الخميس، عن إشهار "المكتب السياسي للمقاومة الوطنية حراس الجمهورية" المتمركزة في الساحل الغربي بدعم إماراتي، في اعقاب المبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن، وبضوء اخضر سعودي.
وتمخضت التحركات السياسية لطارق عفاش، حتى الان، عن عقد محادثات معلنة مع السفير البريطاني لدى اليمن مايكل ارون، ولقاءات سرية مع مسؤولين في واشنطن وبكين وموسكو. حسب ما كشفته وكالة الانباء الصينية، الحكومية (شينخوا).
تؤكد تحركات طارق عفاش، ما أعلنه مصدر في الحكومة اليمنية المعترف بها، في وقت سابق، وتأكيده أن "طارق صالح يهدف من وراء تأسيس مكونه السياسي إلى شرعنة إنقلابه على الشرعية اليمنية، بدعم اماراتي ومباركة سعودية غير معلنة".
وقال المصدر الحكومي في تعليقه على اعلان طارق اشهار "مكتب سياسي" لمليشياته في الساحل الغربي: إن "تحركات طارق صالح لن تمر دون رد من الشرعية اليمنية". مشيرا الى أن "تحركات طارق في تعز وفي مارب غير خافية على الحكومة".
مضيفا: "كشف طارق الستار علنا عن نواياه والدور المرسوم له، وبدأت تتكشف خطواته وتحركاته الرامية للانقلاب على الشرعية والحلول محلها لدى التحالف، خصوصا في الساحل الغربي وتعز بالتنسيق مع الإنتقالي الذي تدعمه الإمارات هو الآخر".
وأعلن طارق عفاش، الخميس الماضي، من مدينة المخا التي يتخذها مقرا لقيادة قواته المدعومة من الامارات، عن انشاء مكتب سياسي لمليشياته، مبررا انشاءه بأنه "لم يمثلنا احد في اتفاق السويد" الذي اتهم الشرعية بالتفريط فيه بتحرير الحديدة.
مراقبون سياسيون، رأوا إن "طارق عفاش يعلن بإنشاء هذا المكتب السياسي عن الهدف الحقيقي الذي من اجله قام بالتخلص من عمه، الرئيس السابق، علي صالح عفاش، والذي لقي مصرعه بمواجهات مع الحوثيين، إثر اعلانه الانتفاضة عليهم مطلع ديسمبر 2017م.
موضحين إنه "لم يكن طارق عفاش، في يوم من الايام، بمعركة لمواجهة الحوثيين وانما تخلص من العقبة التي كانت امامه (علي صالح عفاش) ليصبح زعيما سياسيا كبيرا، كما يطمح، وتعبر تغريداته بين الحين والاخر، عنه، بما تحويه من توهم الزعامة واستعارة الفاظ زعماء عرب".
وأكد مراقبون وسياسيون إن "هذا المخطط من صنع الامن القومي، الذي كان عمار عفاش، شقيق طارق، وكيلا لجهازه في صنعاء، وقد دعم تنفيذ المخطط حتى الان نفوذ عمار وطارق في المافيا العالمية لتنفيذ الاجندة الخارجية وتمكينهم من مراكز حساسة في سلطة عفاش".
مشيرين إلى أن "طارق عفاش حرص منذ تأسيس مليشياته بدعم اماراتي مباشر، على تواجد مليشياته وتمركزها فقط في المواقع الاستراتيجية ذات العلاقة بالمصالح الدولية، مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون، ويتجنب التواجد في المواقع التي ليس فيها مطامع خارجية".
ولفتوا في هذا السياق إلى "رفض طارق دعوات توحيد الصفوف" والإلتحام مع الجيش الوطني في جبهات مارب رغم تصاعد المعارك فيها مع الحوثيين الذين يدعي محاربتهم دفاعا عن الجمهورية، وبالمثل تجاهله طلب قيادة محافظة ومحور تعز مشاركة قواته في معارك تحرير تعز".
يذكر أن طارق عفاش، يقود منذ فراره من العاصمة صنعاء في اعقاب انفضاض الشراكة في الانقلاب مع الحوثيين، إلى شبوة ومنها إلى عدن مطلع العام 2018م، قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" والتي مولت الامارات انشاءها وتسليحها في الساحل الغربي لليمن، وتتعهد بدفع موازنتها، لتنفيذ اجندة اطماعها وحليفها الكيان الاسرائيلي، في البحر الاحمر وباب المندب.