العربي نيوز - متابعة خاصة:
أكد أبناء مديريات الساحل الغربي بمحافظة تعز، أن "المكتب السياسي" لقوات طارق عفاش، "مولود غير شرعي" يسعى "لتقديم غطاء سياسي لمليشيا متمردة"، واعتبروه "لغما سياسيا وعسكريا هدفه تفتيت الدولة وتمزيق اليمن".
وعبر ملتقى أبناء مديريات الساحل الغربي بمحافظة تعز عن رفضهم القاطع واستنكارهم الشديد لإعلان طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق والمدعوم إماراتيا، بفتح مكتب سياسي لقواته المليشاوية المتمردة على الشرعية.
جاء ذلك في بيان صادر عن ملتقى أبناء مديريات الساحل بتعز، قال: إن "زرع الالغام - السياسية والعسكرية - المتنوعة والعوائق المتعددة والتي ليس آخرها إعلان كيانهم السياسي المشبوه الذي لا يعبر الا عن اجندة تمزيقية للوطن".
وأعتبر البيان أن "تقديم الغطاء السياسي لمليشيات مسلحة خارجة عن الشرعية يؤدي إلى تفتيت كيان الدولة وأنه يعد نذير شؤم". مؤكدا إن "الاعلان ينفذ أجندة خارجية تعمل على انتهاك سيادة الدولة" ويسير باتجاه تمزيق اليمن.
البيان قال: "لا يخفى على الجميع ما يمثله ساحل تعز من أهمية استراتيجية لإقليم الجند والجمهورية اليمنية والاقليم والعالم؛ كل ذلك جعل منه محط أنظار الطامعين للقيام بدور إقليمي يفوق قدراتهم" في اشارة لطارق والامارات.
مضيفا: "إن هذه الأدوات التي تغذيها دول اقليمية تضمر الشر لليمن جعلت منها تارة مليشيات مسلحة، وأخرى كيانات سياسية وفق ما تقتضيه مصلحة الممول والذي لا هم له إلا نهب ثرواتنا والسيطرة على مقدراتنا الوطنية".
وتابع متحدثا عن خيانة طارق وقواته، قائلا: إنه" من منطلق الواجب الوطني فإننا نستنكر ونرفض ونشجب مثل هذه الأعمال التي تطعن مشروعنا الوطني من الخلف والتي جعلت من نفسها خنجرا مسموما تطعن به البلد".
مردفا: "لقد استضاف أبناء مديريات ساحل تعز هذه المليشيات بعد أن طردهم الحوثي من ديارهم آملين منهم الوقوف بخندق واحد مع المشروع الوطني ضد الكهنوت الامامي البغيض، مبدين حلمنا وصبرنا على كل أعمالهم".
وأشار البيان إلى أن "اعمال مليشيات طارق كانت وما زالت تنتقص من سيادة الوطن وتضع العراقيل الكثيرة والمتنوعة التي تعيق مشروعنا الوطني، ولذلك كله نجدد شجبنا واستنكارنا لمثل هذه الأعمال الرعناء المشبوهة".
مؤكدا أن "كيانهم المزعوم ما هو إلا مولود غير شرعي لجماعة مارقة عن الشرعية". وأنه" يعد مصدر شر للساحل والشعب اليمني بأكمله". وداعيا الشرعية والجيش الوطني للقيام بواجبهاته الوطنية حيال مثل هذه المليشيات.
وقال: "ندعو قيادة الشرعية ممثلة برئاسة الجمهورية للقيام بواجباتها التي يخولها لها الدستور اليمني، والتي تقتضي التصدي لمثل هذه الكيانات المشبوهة، وان تفوت الفرصة أمام كل من تسول له نفسه المساس بسيادة الوطن ومشروعه الجمهوري".
مضيفا: أن على الحكومة وقيادة وزارة الدفاع والجيش الوطني اتخاذ موقف واضح وصريح من هذه المليشيات المتمردة، والاضطلاع بمسؤولياتها في "أن تمنع استخدام الساحل التهامي منطلقا للمؤامرة على اليمن واليمنيين، حد تعبير البيان.
وأعلن طارق عفاش، الخميس الماضي، من مدينة المخا التي يتخذها مقرا لقيادة قواته المدعومة من الامارات، عن انشاء مكتب سياسي لمليشياته، مبررا انشاءه بأنه "لم يمثلنا احد في اتفاق السويد" الذي اتهم الشرعية بالتفريط فيه بتحرير الحديدة.
مراقبون سياسيون، رأوا إن "طارق عفاش يعلن بإنشاء هذا المكتب السياسي عن الهدف الحقيقي الذي من اجله قام بالتخلص من عمه، الرئيس السابق، علي صالح عفاش، والذي لقي مصرعه بمواجهات مع الحوثيين، إثر اعلانه الانتفاضة عليهم مطلع ديسمبر 2017م.
موضحين إنه "لم يكن طارق عفاش، في يوم من الايام، بمعركة لمواجهة الحوثيين وانما تخلص من العقبة التي كانت امامه (علي صالح عفاش) ليصبح زعيما سياسيا كبيرا، كما يطمح، وتعبر تغريداته بين الحين والاخر، عنه، بما تحويه من توهم الزعامة واستعارة الفاظ زعماء عرب".
وأكد مراقبون وسياسيون إن "هذا المخطط من صنع الامن القومي، الذي كان عمار عفاش، شقيق طارق، وكيلا لجهازه في صنعاء، وقد دعم تنفيذ المخطط حتى الان نفوذ عمار وطارق في المافيا العالمية لتنفيذ الاجندة الخارجية وتمكينهم من مراكز حساسة في سلطة عفاش".
مشيرين إلى أن "طارق عفاش حرص منذ تأسيس مليشياته بدعم اماراتي مباشر، على تواجد مليشياته وتمركزها فقط في المواقع الاستراتيجية ذات العلاقة بالمصالح الدولية، مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون، ويتجنب التواجد في المواقع التي ليس فيها مطامع خارجية".
ولفتوا في هذا السياق إلى "رفض طارق دعوات توحيد الصفوف" والإلتحام مع الجيش الوطني في جبهات مارب رغم تصاعد المعارك فيها مع الحوثيين الذين يدعي محاربتهم دفاعا عن الجمهورية، وبالمثل تجاهله طلب قيادة محافظة ومحور تعز مشاركة قواته في معارك تحرير تعز".
يذكر أن طارق عفاش، يقود منذ فراره من العاصمة صنعاء في اعقاب انفضاض الشراكة في الانقلاب مع الحوثيين، إلى شبوة ومنها إلى عدن مطلع العام 2018م، قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" والتي مولت الامارات انشاءها وتسليحها في الساحل الغربي لليمن، وتتعهد بدفع موازنتها، لتنفيذ اجندة اطماعها وحليفها الكيان الاسرائيلي، في البحر الاحمر وباب المندب.