الجمعة 2024/09/20 الساعة 05:51 ص

مجلس النواب الشرعي يطعن الشرعية في الظهر

العربي نيوز - خاص:


سدد مجلس النواب اليمني الشرعية طعنة في الظهر للشرعية، بإعلان رئيسه، الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني، مباركته تأسيس طارق عفاش "مكتبا سياسيا" لمليشياته الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وإعلان نفسه ندا وبديلا للشرعية في شمال اليمن.


وبارك رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان سعيد البركاني اعلان "المكتب السياسي للمقاومة الوطنية" برئاسة طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن. حسب ما أفاد به مصدر مقرب للشيخ البركاني، في تصريح صحافي.


المصدر المقرب من رئيس البرلمان الشيخ سلطان البركاني، قال في تصريحه الصحافي: إن "رئيس البرلمان اليمني يؤيد ويبارك اعلان الإطار السياسي للمقاومة الوطنية برئاسة العميد الركن / طارق محمد عبدالله صالح". منوها بأن "الشيخ البركان كان ناقش مع طارق انشاء اطار سياسي لقواته".


مضيفا: إن الشيخ سلطان البركاني يرى في اعلان المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في هذه الفترة، انجازا وطنيا للمقاومة الوطنية في الوقت المناسب، وانتصارا يضاف الى رصيد المقاومة الوطنية التي كانت بامس الحاجة لمظلة سياسية تعبر عن حيثيتها الوطنية والشعبية والتي تحظى بتأييد واسع".


ونقل المصدر عن الشيخ سلطان البركاني قوله: إن "المكتب السياسي للمقاومة الوطنية كان ضرورة ملحة وهو الحامل الانجع لقضية انهاء انقلاب مليشيا الحوثي وقد حرك المياة الراكدة وسيسحب البساط ممن عجزوا سياسيا واستسلموا ووقعوا اتفاق استكهولم كما عجزوا عسكريا وانكسروا من ابواب صنعاء حتى باتوا اليوم محاصرين داخل مارب".


الامر الذي عَدَّه مراقبون وسياسيون "انقلابا صريحا على الشرعية اليمنية، ممثلة بالرئيس هادي وخذلانا لثقتها وثقة أكبر المكونات السياسية للشرعية اليمنية، ممثلا في حزب التجمع اليمني للإصلاح، التي منحت الشيخ البركاني، فقابلها بهذه الطعنة الغادرة في الظهر، باعلانه تأييد ودعم طارق عفاش الذي لا يعترف بالشرعية ويجاهر بتمرده".


منوهين بأن "طارق عفاش لم يعترف بالشرعية اليمنية حتى الان، ويمنع الحكومة الشرعية من مزاولة سلطاتها وتأدية مهامها في مدن الساحل الغربي المحررة، ويساند المجلس الانتقالي الجنوبي في التمرد على الحكومة الشرعية ومحاربتها، ومساعيها لانفصال جنوب اليمن، بدعم سياسي واعلامي وعسكري ومالي مباشر وعلني من الامارات".


واعتبر مراقبون أن "هذا الموقف من الشيخ البركاني ليس مستغربا منه، فقد سبق أن اطاح بالرئيس السابق علي صالح عفاش، واشتهر بأنه مهندس قلع العداد، على خلفية اعلانه ان التعديلات الدستورية المزمع تمريرها مطلع 2011م بشأن سنوات الولاية الرئاسية لا تنشد الغاء ولايتي عفاش الرئاسيتين وتصفير العداد بل قلع العداد برمته".


موضحين أن "الشيخ سلطان البركاني معروف بتغليب مصالحه الخاصة على اقرب الناس إليه، وبعض اليد التي تمد إليه، ولهذا جرى تصعيده بضغط من قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية، رئيسا لمجلس نواب الشرعية، ليكون خاضعا لتوجيه الامارات والسعودية ومؤيدا لتوجيهاتهما ومسوغا شرعيا لأي قرارات قد يتخذانها بشأن اليمن".


واتفق سياسيون في تحذير الشرعية من خطر تقديم طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي؛ نفسه ومليشياته بديلا عن الشرعية والجيش الوطني في شمال اليمن أو موازيا لها في احسن الاحوال، وفي مفاوضات السلام والتسوية السياسية لوقف الحرب وتقاسم السلطة بناء على المبادرة السعودية.


مشيرين إلى أن "اطلاق طارق ما يسمى المكتب السياسي لمليشياته في الساحل الغربي هو النسخة الاخرى للمجلس السياسي الاعلى للحوثيين في شمال البلاد، والمجلس الانتقالي الجنوبي ومليشياته في جنوب البلاد. منوهين بأن "اشهار طارق لمكتبه السياسي ما كان ليتم دون موافقة التحالف العربي وضوء اخضر سعودي، بجانب الدعم الاماراتي بالطبع".


ولفتوا إلى "زيارة طارق عفاش للسعودية ولقائه مع نائب وزير الدفاع الامير خالد بن سلمان، كانت الزيارة بداية الاعتماد السعودي لطارق عفاش ومليشياته المجمعة من بقايا ما كان يعرف بالحرس الجمهوري والحرس الخاص لعلي صالح عفاش، ومنذ ذلك الوقت وطارق عفاش يعمل على تقليص دور الشرعية والاحزاب ليكون هو البديل عنها وبدعم سعودي".


منبهين من أن "رفض الشرعية أي مبادرة مقدمة لوقف الحرب واخرها المبادرة السعودية، يعني أن يأتي دور المكتب السياسي ليكون بديلا للشرعية في حال رفضها، ليمثل مكتب طارق الساحل الغربي واقليم سبأ وأي مكان تتواجد فيه الشرعية في شمال البلاد". وأكدوا "هذا هو المغزى من اعلان السعودية مبادرتها دون الرجوع للشرعية ومن مباركة مكتب طارق".


وأكد السياسيون والمراقبون أن "الانفصال قادم لا محالة، وطارق هو البديل عن الشرعية في شمال اليمن، وعيدروس الزبيدي هو الممثل لجنوب اليمن، وفق التوجهات الاخيرة، والتحركات الدولية الامريكية والبريطانية والاوروبية المريبة، الضاغطة باتجاه وقف الحرب في اليمن وفرض تسوية سياسية عاجلة لتقاسم السلطة بين القوى الانقلابية على الشرعية".


مشيرين إلى أنه "لم يعد هناك قضية تهامية ولا دفاع عن مأرب، التي يتواجد فيها صغير بن عزيز ممثلا للامارات والنظام السابق وجناح عفاش الموالي للامارات في المؤتمر الشعبي العام بصفوف الشرعية، بعد تمكنه من اختراق راس قيادة الجيش الوطني بتصعيده رئيسا لهيئة الاركان العامة، واستهداف قيادات الجيش الوطني بالاقصاءات وكمائن وغارات طيران التحالف".


ونوه السياسيون والمراقبون في احاديثهم، على أن "انتكاسات الجيش في نهم والجوف ومارب اقترنت بتعيين صغير بن عزيز، وقبلها في الساحل الغربي قائدا للقوات المشتركة، وكان له دور في تثبيت الوضع في الساحل ووقف المعارك، للتفرغ في المقابل لإضعاف الجيش الوطني في جبهات تعز والجوف ومارب وغيرها من الجبهات التي شهدت اختراقات وانتكاسات مفتعلة".


مختتمين احاديثهم بتأكيدهم أن "صغير بن عزيز يقوم بدور ممثل لطارق في مأرب عبر تهيئة الاجواء له للاستحواذ على المشهد في مارب باستقطاب القادة بالدعم المالي واللوجستي وشراء الولاءات واستغلال الفارق في الدعم المحدود الذي يتلقاه الجيش الوطني وانعدام الرواتب وانعدام الذخيرة وكل هذا بتنسيق مع التحالف لتثبت طارق عفاش كبديل للشرعية في شمال اليمن".


وأعلن طارق عفاش، الخميس، في بيان اشهار "المكتب السياسي" لمليشياته، بين دوافع تأسيس المكتب السياسي، توسيع دائرة النضال ضد الحوثيين" حد زعمه، وأنه "لم يمثلنا احد في اتفاق السويد" وأنه "يرحب بأي مبادرة تحقق سلاما يضمن عودة النازحين مثلنا إلى صنعاء" في اشارة مباشرة إلى العودة إلى السلطة ومكاسبها وحصص اسرة عفاش في ثروات البلاد ومقدراته.


ورأى مراقبون سياسيون إن طارق عفاش يعلن بإنشاء هذا المكتب السياسي لقواته الممولة من الامارات، عن الهدف الحقيقي الذي من اجله قام بالتخلص من عمه، الرئيس السابق، علي صالح عفاش، والذي لقي مصرعه بمواجهات مع الحوثيين، إثر اعلانه الانتفاضة عليهم مطلع ديسمبر 2017م، بعد الاختلاف على تقاسم السلطة والثروة، في محافظات ومناطق الانقلاب.


موضحين إنه "لم يكن طارق عفاش، في يوم من الايام، بمعركة لمواجهة الحوثيين وانما تخلص من العقبة التي كانت امامه (الرئيس السابق علي صالح عفاش) ليصبح زعيما سياسيا كبيرا، كما يطمح، وتعبر تغريداته بين الحين والاخر، عنه، بما تحويه من توهم الزعامة واستعارة الفاظ زعماء عرب". باعتبار أن ورقة علي صالح عفاش، قد حرقت على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.


وأكد مراقبون وسياسيون إن "هذا المخطط من صنع الامن القومي، الذي كان عمار عفاش، شقيق طارق، وكيلا لجهازه في صنعاء، وقد دعم تنفيذ المخطط حتى الان نفوذ عمار وطارق في المافيا العالمية لتنفيذ الاجندة الخارجية وتمكينهم من مراكز حساسة في سلطة عفاش، ثم بعد الحرب تركز مليشيا طارق فقط في المواقع الحساسة مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون".


مشيرين إلى أن "طارق عفاش حرص منذ تأسيس مليشياته بدعم اماراتي مباشر، على تواجد مليشياته وتمركزها فقط في المواقع الاستراتيجية ذات العلاقة بالمصالح الدولية، مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون، ويتجنب التواجد في المواقع التي ليس فيها مطامع خارجية مثل صرواح رغم تصاعد المعارك فيها مع الحوثيين الذين يدعي مواجهتهم دفاعا عن الجمهورية".


يذكر أن طارق عفاش، يقود منذ فراره من العاصمة صنعاء في اعقاب انفضاض الشراكة في الانقلاب مع الحوثيين، إلى شبوة ومنها إلى عدن مطلع العام 2018م، قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" والتي مولت الامارات انشاءها وتسليحها في الساحل الغربي لليمن، وتتعهد بدفع موازنتها، لتنفيذ اجندة اطماعها وحليفها الكيان الاسرائيلي، في البحر الاحمر وباب المندب.