العربي نيوز:
بدأت الاجهزة الامنية التابعة لجماعة الحوثي الانقلابية، اجراءات امنية واسعة في مسقط رأس شريكها في الانقلاب وحليفها الرئيس الاسبق علي عفاش، بالتزامن مع ذكرى انقلابه عليها ودعوته الى "الانتفاضة على الحوثيين"، في 2 ديسمبر 2017م، قبل مصرعه خارج صنعاء عقب فراره من منزله بحي الثنية جنوبي العاصمة.
وذكر مركز الاعلام الامني التابع لوزارة الداخلية بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي غير المعترف بها، إن مدير التدريب والتأهيل بالوزارة عبدالفتاح المداني، دشن الثلاثاء (2 ديسمبر)، تغيير طواقم اقسام الشرطة ومباشرة عمل الطواقم الجديدة في مديرية سنحان ومنطقة ارتل (مديرية صنعاء الجديدة) في محافظة صنعاء.
مشيرا إلى أن الاجراءات تأتي "ضمن خطة تغيير لتطوير أداء مراكز الشرطة وتعزيز الخدمات للمواطنين". ونقل عن المداني قوله: "إن الخطة تشمل استبدال الكوادر القديمة بكوادر جديدة تم تأهيلها في التخصصات المطلوبة للعمل بمراكز الشرطة، مع إلحاق الكوادر السابقة ببرامج تدريبية لإعادة تأهيلهم، ومن ثم توزيعهم للعمل بمراكز أخرى".
وفجعت اسرة الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح عفاش، مجددا، بالتزامن مع حلول الذكرى الثامنة لمصرع عفاش في ثاني ايام دعوته اليمنيين عبر خطاب مصور الى "الانتفاضة على الحوثيين"، أثناء فراره من منزله في حي الثنية جنوبي العاصمة صنعاء باتجاه قريته في مديرية سنحان، حسب تأكيد نجله مدين بفيلم وثائقي لقناة "العربية".
تفاصيل: اسرة صالح تفجع مجددا بديسمبر!
أكدت رواية مدين عفاش، الرواية الرسمية التي بثتها جماعة الحوثي، في الرابع من ديسمبر عام 2017م، والمتناقضة مع الرواية التي ظلت وسائل اعلام اسرة عفاش، تصر عليها، وتزعم أن "علي عفاش لم يهرب وظل يقاتل الحوثيين حتى استشهاده داخل منزله في الثنية جنوبي العاصمة صنعاء".
بدورها، سربت جماعة الحوثي الانقلابية، معلومات جديدة صادمة، لم تعلنها مسبقا، عن ملابسات هروب علي عفاش من منزله بحي الثنية في حدة بالعاصمة صنعاء عقب اندلاع الاشتباكات بينها وبين قواته، في الثاني من ديسمبر 2017م وقبل مصرعه في الرابع من الشهر نفسه خارج صنعاء.
تفاصيل: تسريب حوثي جديد عن هروب عفاش
وتحالف علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد، بتسليم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ومؤسسات الدولة ظنا انه سيستطيع استعادة الحكم واقصاء الحوثيين كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.
لكن صراع شريكي انقلاب 21 سبتمبر 2014م على الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني، على غنائم الانقلاب في السلطة والثروة، سرعان ما تصاعد ليصل ذروته بانفجار المواجهات المسلحة بين الجانبين في المربع الجنوبي للعاصمة صنعاء، في الثاني من ديسمبر 2014م، قبل ان يحسمه الحوثيون بمقتل عفاش خارج صنعاء.
واعلنت جماعة الحوثي على لسان ناطقها، محمد عبدالسلام، أن "علي عفاش اختار المواجهة على التهدئة والصلح وقاتل حتى قتل"، معلنا "دفنه بحضور عدد من افراد اسرته وقيادات في المؤتمر الشعبي". ونفى "غتياله او أسره، بقوله: "إن عفاش اختار نهايته بنفسه واشعل المواجهة المسلحة بالتنسيق مع التحالف وقاتل حتى قتل".
لكن طارق عفاش قائد قوات وحراسة عمه علي عفاش، ومعسكر "الملصي" لتدريب القناصة؛ سرعان ما تخلى عن عمه وتركه يواجه مصيره، بعدما أشاع مقتله و"أداء الزعيم صلاة الجنازة عليه"، واستطاع الفرار "متخفيا بزي امرأة" حسب تأكيد جنود بحراسة عفاش، إلى شبوة ومنها إلى عدن، قبل تنصيبه وكيلا للامارات بالساحل الغربي.
يُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة والشرعية اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في انقلاب سبتمبر 2014م على الرئيس هادي وتحالفه مع الحوثيين، وحتى بعد التحاقه بالتحالف بعد فراره من صنعاء.
وشارك طارق عفاش وشقيقه عمار وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش ومؤسسات الدولة (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، وجاهر طوال عامين بمشاركة كتائب قناصته في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
تبنت الامارات تمويل تجميع طارق عفاش ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم نقلهم الى الساحل الغربي، بعدما استطاعت المقاومة التهامية والعمالقة الجنوبية بدعم من طيران التحالف، تحرير ذوباب والمخا والخوخة، ليتم تنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، استغلال تضحيات المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وادماجها بقواته، بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيالات، التي طالت العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع انه رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
تفاصيل: طارق عفاش يتلقى اتهاما مربكا !
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).
تسيطر قوات طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة ابرزها الخوخة وحيس، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية بمحافظة تعز، ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، بالسعي إلى السيطرة على تعز، عبر زعزعة امنها بواسطة خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وشن حملات اعلامية متواصلة لتأجيج السخط الشعبي في تعز.
تفاصيل: احباط اكبر مخططات عمار عفاش!
وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي"، عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
