العربي نيوز:
حاز زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجماعته، أول اعتراف اقليمي غير مسبوق، وُصف بـ "الاعتراف الخطير"، وفجر موجة غضب واسعة ومتصاعدة في صفوف قيادات ومسؤولي وسياسيي واعلاميي الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بوصفه يضفي شرعية عربية على تهديدات جماعة الحوثي وهجماتها طوال العامين الماضيين باسم "دعم الفلسطينيين واسناد غزة ومقاومتها للعدوان الاسرائيلي".
جاء هذا في افتتاح المؤتمر القومي العربي جلسات دورته الــ 34 المنعقدة في العاصمة اللبنانية بيروت (7-9 نوفمبر 2025م)، بكلمة متلفزة لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إلى المؤتمر، تلتها كلمات متلفزة لرئيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) خليل الحية، وأمين عام حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، زياد نخالة، ونائب أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، وكلمة مباشرة لكبير الاسرى اللبنانيين، جورج ابراهيم عبدالله.
بدا لافتا ومثيرا لسخط قطاع واسع من المراقبين استهلال زعيم الحوثيين بكلمته المتلفزة اعمال المؤتمر القومي العربي المنعقد برئاسة الامين العام للمؤتمر ومرشح الرئاسة المصرية سابقا، حمدين صباحي، ومشاركة 250 سياسيا عربيا بارزا من مختلف الاقطار العربية، بينهم رئيس اركان قوات الامن المركزي سابقا في اليمن، يحيى محمد عفاش؛ على نحو أعلن تتويج الحوثي قائدا لمحور المقاومة العربية لكيان الاحتلال الاسرائيلي.
وبارك الحوثي في كلمته "انعقاد المؤتمر العربي القومي في هذا التوقيت المهم والحساس". وقال: إن "لهذا المؤتمر أهميته في ترسيخ التمسك بالثوابت تجاه ما يستهدف أمتنا من مؤامرات وعدوان بهدف السيطرة عليها، ومصادرة حقوقها المشروعة". ودعا "النخب إلى التحرك الواسع لاستنهاض شعوب الأُمَّة وتوسيع دائرة الوعي بمؤامرات الأعداء، لاسيما والعدو الصهيوني يعلن سعيه لما يسميه تغيير الشرق الأوسط، وإقامة إسرائيل الكبرى".
مضيفا: "العدو الإسرائيلي يسعى بشراكة أمريكية إلى فرض معادلة الاستباحة، وأن يتوجَّه اللوم دائماً إلى الضحية وصاحب الحق ومن يقف الموقف الحق، وأن يفرض إملاءاته التي تمكِّنه أكثر من تحقيق أهدافه، كما هو الحال في محاولته نزع السلاح الذي يحمي لبنان، والسلاح الذي أعاقه من السيطرة على غزَّة على مدى عامين، ويتعاون معه في ذلك الموالون له، الذين لا يكترثون لما يترتب على ذلك من خسائر رهيبة على الأُمَّة".
وتابع: "البعض يتنكَّرون لحقيقة الثبات العظيم في غزَّة، ولبنان، وجبهات الإسناد، الذي أرغم العدو على التَّوَقُّف عن عدوانه،.. كما أنَّ من الحقائق الواضحة: أنَّ الذي يفيد الأُمَّة لمواجهة طغيانه وأطماعه، هو الأخذ بكل عناصر القوة، وليس الرضوخ لإملاءاته ليتمكَّن من تحقيق أهدافه ببساطة،.. ولذلك يحاول الموالون لأمريكا جرَّ الشعوب إلى حيث يتم تجريدها من كل عناصر قوتها، وإخضاعها للإسرائيلي، والدور الأمريكي والغربي".
مردفا: "لقد تجلَّى للناس ثمرة الصمود في غزة وجبهات الإسناد، وتحققت نتائج مهمة لذلك، وكذلك الصحوة العالمية لكثيرٍ من الشعوب الذين حرَّكهم الضمير الإنساني، وهذان هما أهم العوامل الضاغطة على العدو لإعلان وقف العدوان، ولكنه- كعادته- يسعى إلى الالتفاف، والنكث، والتَّخَلُّص من العوائق، والعودة إلى مساره العدواني الإجرامي؛ ولـذلك فمن المهم العمل على إفشاله في ذلك، والاحتفاظ بعناصر القوة، والسعي لدعمها وتنميتها".
واستعرض اسناد اليمن، بقوله: "دور اليمن في الإسناد لغزة، مع بقية جبهات الإسناد، كان دورا واضحاً للجميع، ومميزاً وكبيراً، بزخمه الشعبي الواسع، وبحجم الموقف، وبشمولية العمل في مختلف المجالات". ذاكرا "تنفيذ 1830 عملية بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيَّرة وزوارق حربية، واستهداف 228 سفينة تابعة للاعداء، واجبار العدو الإسرائيلي على إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) طوال عامين، وتكبَّده خسائر اقتصادية كبيرة".
مضيفا: "الغارات الأمريكية والإسرائيلية على اليمن بلغت قرابة 3000 غارة، شاركت فيها قاذفات القنابل الاستراتيجية الأمريكية ‘بي 2‘، وقاذفات القنابل ‘بي 52‘، والطائرات المقاتلة الأخرى ‘إف 35‘، وغيرها. وتم إسقاط 22 طائرة ‘إم كيو9‘، وكان لهذا أهميته في إفشال الخطة العسكرية الأمريكية في الاستهداف لليمن، الرامية إلى تدمير القدرات، وإنهاء الموقف. وتمت مواجهة خمس حاملات طائرات أمريكية واساطيلها، واجبارها على المغادرة".
وأردف: "قدَّم اليمن على مدى عامين مئات الشهداء والجرحى، ومن بينهم: رئيس الحكومة ورفاقه الوزراء ورئيس الأركان محمد عبد الكريم الغماري،.. وشعبيا، استمرت بزخم كبير المسيرات المليونية الأسبوعية، والمؤتمرات لعلماء اليمن، والمظاهرات والمسيرات والوقفات الطلابية لجامعات ومدارس اليمن، والوقفات القبلية المسلحة، والأمسيات والندوات، أكثر من نصف مليون فعالية، والتعبئة العامة وتخريجها مليون و113 ألف متدرب تدريبا عسكريا".
لافتا إلى "انشطة عسكرية للتعبئة، أبرزها المناورات، والعروض العسكرية، والمسير العسكري. وأنشطة شعبية ترافق معها التبرعات المالية رغم الظروف الصعبة لشعبنا". منتقداً ”أنظمة التطبيع التي جعلت من العدو الاسرائيلي الصهيوني صديقاً، ومن قوى المقاومة للاحتلال عدواً”. و"يحاولون توصيف ما يجري وكأنه صراع بين إيران واسرائيل، في أسخف أطروحة تتنكر لحقائق أن البلاد المحتلة هي عربية، وأن العدو الاسرائيلي يستبيح العرب ويقتلهم".
والاحد (2 نوفمبر)، اعلن رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي، رسميا، أن "الحوثيين تهديد كبير لاسرائيل" وعزمه شن حرب واسعة على اليمن تستهدف جماعة الحوثي لإنهاء "تهديدها الكبير" إثر تلويحها باستئناف هجماتها على ملاحة الكيان وموانئه ومطاراته وقواعده العسكرية، على خلفية خرقه اتفاق غزة بغارات أوقعت عشرات القتلى والجرحى في غزة.
تفاصيل: "اسرائيل" تعلن بدء حرب اليمن !
أكد هذا الاعلان كشف وسائل اعلام الكيان الاسرائيلي نهاية اكتوبر، عن بدء الكيان تحركات عسكرية واسعة، لتنفيذ سلسلة هجمات جوية وبحرية على اليمن، عبر اطلاق جهاز استخباراته (الموساد) حملة تجنيد للمتعاونين بالمعلومات في اليمن تسعى الى "تحديث بنك الاهداف"، ضمن اعلانه عقب ايقاف حرب غزة "حربا واسعة لانهاء تهديد الحوثيين".
تفاصيل: "اسرائيل" تبدأ تحركات ضد اليمن
يشار إلى أن الكيان الاسرائيلي، أعلن منتصف ليل الاربعاء (8 اكتوبر) ما سماه "بدء المعركة الكبرى مع الحوثيين بمعزل عن غزة"، بعد اعلان توقيع اتفاق ايقاف العدوان وانهاء الحصار على قطاع غزة وتبادل الاسرى برعاية امريكية قطرية مصرية، لانهاء تهديد جماعة الحوثي الذي ظهر من خلال هجماتها خلال معركة "طوفان الاقصى".
