السبت 2025/10/04 الساعة 12:21 ص

الشرعية تحتج على رئيس كولومبيا!

العربي نيوز:

تقدمت الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، باحتجاج رسمي على جمهورية كولومبيا، ورئيسها الخامس والثلاثين، غوستافو بيترو، لشكره اشادة جماعة الحوثي بمواقفه التاريخية ضد العدوان المتواصل على غزة، ودعوته لتأسيس جيش عالمي لتحرير فلسطين.

أعلن هذا سفير اليمن لدى جهمورية كوبا، في بيان مقتضب، ليل الخميس (2 اكتوبر)، اعلن فيه أنه "التقى سفير كولومبيا في كوبا لتصحيح هذا اللبس". في اشارة إلى شكر الرئيس الكولومبي لرئيس "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات جماعة الحوثي، بوصفه "رئيس الجمهورية اليمنية".

وقال سفير اليمن لدى جمهورية كوبا، في بيان مقتضب نشره على حساب السفارة بمنصة إكس (توتير سابقا): "أكدت فيه أن ما نشره الرئيس الكولومبي جاء عن طريق الخطأ". معللا وقوع الرئيس الكولومبي في الخطأ بأنه "استند الى تغريدة نشرها حساب وهمي تديره جماعة الحوثي". 

من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية في عدن، بيانا، الاربعاء (1 اكتوبر)، قالت فيه: "تود وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ان توضح ان ماتم التغريد به في حساب فخامة رئيس جمهورية كولومبيا قد حدث خطأ. نتيجة التباس ناجم عن استخدام حساب وهمي تدير مليشيا الحوثي الارهابية.

مضيفة: "وتؤكد الوزارة ان الجمهورية اليمنية تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع جمهورية كولومبيا عبر سفير غير مقيم، وقد تمت مخاطبة وزارة الخارجية الكولومبية رسميا لتصحيح هذا الالتباس". في تغريدة الرئيس الكولومبي ووصفه القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس الجمهورية اليمنية.

وأعاد الحساب الرسمي للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، نشر تدوينة نشرها حساب (Middle East Spectator) تتضمن اشادة رئيس "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات جماعة الحوثي، مهدي المشاط بمواقفه الداعمة لغزة وفلسطين، وعلق غوستافو بقوله: ""شكراً لرئيس اليمن".

لكن ورغم احتجاج الخارجية اليمنية، إلا أن حساب الرئيس غوستافو والمتابع من 8.2 ملايين، أبقى تعليقه على تدوينة حساب (Middle East Spectator)، الموثق والناشط باللغة الإنجليزية؛ وشارك تدوينة مماثلة لإشادة الحوثيين به، وتدوينة ثالثة تتضمن اشادة باسم اليمنيين بمواقفه.

وأعلن القيادي الحوثي مهدي المشاط، رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، اشادته بـ "الموقف الإنساني الشجاع للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الذي دعا إلى تشكيل جيش عالمي لتحرير فلسطين واعتقال مجرمي الحرب".

مضيفا في تصريح: إن "الرئيس الكولومبي قطع علاقات بلاده مع كيان العدو الصهيوني انتصاراً للحق والإنسان.. معتبرا أن "قطع الرئيس الكولومبي علاقات بلاده مع كيان العدو وطرد الدبلوماسيين الصهاينة، موقف شجاع كان يفترض أن تقوم به الدول العربية والإسلامية المطبعة".

والأربعاء (1 اكتوبر)، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، أنه "أمر بطرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد والغاء اتفاقية التجارة الحرة مع اسرائيل، على خلفية ارتكاب القوات الإسرائيلية جريمة دولية، باعتراضها أسطول الصمود الذي يحمل مساعدات لقطاع غزة".

جاء هذا في بيان، قال فيه غوستافو، الذي يتولى السلطة منذ 2022م: "إن إسرائيل احتجزت امرأتين كولومبيتين من ضمن الناشطين في أسطول الصمود أثناء إبحارهما في المياه الدولية"، مطالبا إياها ب ـ"إطلاق سراحهما فورا". محذرا "من المساس بسلامتهما الجسدية او حريتهما وحقوقهما". 

وفي العام 2024م، أعلنت كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" احتجاجا على الحرب في قطاع غزة، لكنّ تل أبيب احتفظت في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية بتمثيل قنصلي قوامه 40 موظفا من بينهم 4 إسرائيليين يتمتّعون بوضع دبلوماسي، وفقا لمصدر بالخارجية الكولومبية.

سبق هذا، اعلان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في خطاب من قصره الرئاسي، الثلاثاء (30 سبتمبر) أن "الرئيس الامريكي دونالد ترامب يتحمل المسؤولية عن هجمات إسرائيل في غزة، ويعتبر شريكا في جريمة الإبادة الجماعية في القطاع، وأن "المكان الوحيد الذي يستحقه هو السجن".

كما أعلن غوستافو بيترو أن "اتفاقية التجارة الحرة المبرمة مع الولايات المتحدة ستُعاد مراجعتها"، وجدّد دعوته لتشكيل جيش مشترك من أجل تحرير فلسطين، قائلا: "الأمم المتحدة لا يمكن أن تركع أمام حكومة تتواطأ في جريمة الإبادة. إذن فلنبدأ بالتحرك، وسنرى لاحقا إن كنا سنبقى وحدنا أم لا".

معلقا على إعلان الولايات المتحدة إلغاء تأشيرته لدى مشاركته باجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، بقوله: "الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي. ليس لها الحق في إلغاء تأشيرة أي شخص سيذهب إلى الأمم المتحدة ليلقي خطابا. هذا هو القانون الدولي. ويجب ان يقرأه احد لترامب".

والأربعاء (24 سبتمبر) دعا رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى "توحيد جيوش الدول التي ترفض الإبادة الجماعية في قطاع غزة، من أجل تحرير فلسطين". معلنا فتح باب التجنيد للمتطوعين في كولومبيا و"استعداده لتجهيز 30 الف مقاتل لتحرير فلسطين".

مطالبا بـ "اعتقال رئيس الوزراء ‘الإسرائيلي‘ بنيامين نتنياهو أثناء زيارته للولايات المتحدة الامريكية، تنفيذا للقانون الدولي وقرار المحكمة الجنائية الدولية" الصادر في 2024م باعتقال نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

وأعلنت كولومبيا، الاثنين (27 مايو 2025م) تعيين خورخي إيفان أوسبينا أول سفير لها لدى دولة فلسطين، بعد عام على إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وقال أوسبينا بأول حديث له: إن "العالم لا يمكنه أن يغض الطرف عن معاناة المدنيين في غزة والضفة الغربية المحتلة".

مضيفا: إنه "لا يجوز أن يموت الناس جوعا، وعليهم أن يتلقوا رعاية طبية فورية، مع ضرورة العمل على تأهيلهم". وأردف: إن بلاده "مستعدة لاستقبال آلاف الجرحى الفلسطينيين" الذين أُصيبوا بغارات العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة". لكنه لم يوضح آلية إجلاء المصابين إلى كولومبيا. 

يشار إلى أن كيان الاحتلال الاسرائيلي، أعلن عقب يومين على بدء الحملة الامريكية على اليمن، موافقة الادارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب، استئناف عدوانه على قطاع غزة، وبدأ فجر الجمعة (18 مارس) شن قصف مدفعي وتنفيذ غارات جوية متواصلة على القطاع ومخيمات النازحين والمستشفيات، موقعا  13,357 شهيدًا و 56,897 جريحا، حتى مساء الخميس (2 اكتوبر)، يضافون إلى "50558 قتيلا فلسطينيا (بينهم 33000 طفل وامرأة ومسنا)، و112042 مصابا". منذ 7 اكتوبر وحتى 20 يناير 2025م.