العربي نيوز:
تعرض وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري، لهجوم مباغت لدى زيارته التفقدية لمحوري البقع وكتاف بمحافظة صعدة، بعد ساعات من لقائه قائد محوري البقع وكتاف الشيخ السلفي رداد الهاشمي، المُعين من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.
وضجت منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، بهجوم لاذع وانتقادات لوزير الدفاع الفريق محسن الداعري، جراء قبوله بما اعتبروه "اهانة للوزارة والجيش والجندية"، إثر ظهوره بجوار المُعين قائدا لمحوري البقع وكتاف رداد الهاشمي، وهو يرتدي الزي المدني.
فجرت صور استقبال رداد الهاشمي لوزير الدفاع بالبساط الاحمر كما لو انه وزير دفاع دولة اجنبية، وارتدائه زيا مدنيا (ثوبا وشالا)، لمجرد كونه يعتبر حسب عقيدته "السلفية الجامية" الزي العسكري (البنطال) "بدعة محرمة، وتبعا من يرتديه مرتكبا لفعل محرم !". حسب ناشطين.
ولخص الإعلامي محمد مارش ما ينطوي عليه المشهد الذي وثقته صور الزيارة، بقوله في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك" مخاطبا وزير الدفاع: "لم تستطع اقناعه أن لبس الميري العسكري ليس حراما، كيف ستقنعه غدا بصندوق الانتخابات" مضيفا "القادم القاتم".
كذلك الصحفي غالب السميعي، قال في تدوينة: "هل لبس البدلة العسكرية "حرام" لدى رداد الهاشمي؟!"، وأردف: "أعتقد أن منظره هذا مع وزير الدفاع (بالثوب) منظر لا وجود له في العالم كله. لكن السؤال الأهم هو: هل وزارة الدفاع تقر ذلك، وهل المحور والمحاور التي يديرها (رداد) تتبع الوزارة؟!".
بدوره، علق رئيس تحرير "الموقع بوست" الاعلامي، عامر الدميني، بقوله: "الشخص الذي يلبس زنة (ثوب) ليس مرافق أو دخيل، أو ما حصلوا مقاسه عشان يفصلوا له بدلة عسكرية، هذا قائد عسكري بخلفية سلفية، من التشكيلة التي تحبذها دول خارجية، وشكلت لها قوات وألوية".
مضيفا في تدوينة ساخرة: "يعني بالمختصر احمدوا الله انه قد رضى يتصور، وبالمستقبل ان شاء الله سيلبس بدلة عسكرية، ولأنه مفروض فرض، فما على وزير الدفاع سوى القبول به، والظهور بجانبه". لافتا الى ان المشهد نفسه يتكرر مع القيادات السلفية للقوات المدعومة من التحالف.
وفي سياق التعليقات الساخرة، قال الدكتور كمال محمد البعداني في تدوينة: "وزير الدفاع الدكتور محسن الداعري يستعرض حرس الشرف مع ضيف البلاد الكبير صاحب السمو (رداد الهاشمي) الذي يرى في لبس الميري بدعة والسير على السجاد الأحمر ضلالة، مالم يكن بقدم واحدة".
لكن المشهد اثار غضب كثير من السياسيين والاعلاميين، منهم عمر شهبين، الذي علق بقوله:"لن تقوم لنا قائمة والكفيل يفرض علينا القيادات فرض حتى من كان يدفدف عربيات بالحرم قد هو لواء ومنحوه قيادة محور كمكافأة له على النجاحات والفتوحات التي حققها من قبل".
وتابع في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك" مذكرا بالاتهام الخطير الملازم لرداد: "أعتقد أن رتبة لواء اكتسبها من واقع الخبرة بالميدان بعدما ضيع لواء كامل 3500 جندي ومدرعات وسلاح ثقيل وخفيف بوادي ال جباره وسلمهم لابن عمه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي".
من جهته، علق الناشط الاعلامي والسياسي، نبيل فاضل، وقال في تدوينة نشرها على حائطه بمنصة "فيس بوك" بحسرة: "صورةٌ تُلخّص الانهيار.. مواطن بلبس شعبي يقود ألوية عسكرية في استعراض رسمي أمام وزير الدفاع، لا يُعقل أن يصل الانحدار إلى هذا الحدّ".
معتبرا ما حدث "مشهداً مخزياً، مؤلما، يطرح ألف سؤالٍ وسؤال: من يتأمر على الجيش الوطني أيعقل أن هذا الشخص في منصبٍ عسكريٍ كبير؟". وأردف متسائلا: "هل أبقيتم شيء لمسمى الجمهورية اليمنية؟ ومن فرضه عليكم، وبأي معايير؟ من المستفيد من هذه السقطات المدوّية؟".
وتابع فاضل قائلا: "الوطن يستحقّ أفضل أبنائه، لا من يُحوّلون مؤسسته العسكرية إلى ساحةٍ للسذاجة والاستهتار". وتساءل: "كيف يُمرّر مثل هذا السقوط؟ وكيف يقبل العسكريون المحترفون أن يكونوا تحت قيادة أشخاصٍ غير مؤهّلين وكيف يقبل على نفسه وزير الدفاع؟".
مختتما تعليقه بمشاركة آلاف السياسيين والعسكريين الاعلاميين اليمنيين موقفهم، حيال استقبال قائد الوية وزير الدفاع بزي مدني، وقال: "الكرامة العسكرية ليست لعبةً، والجيش ليس مكانًا للاستعراضات المُخجلة. هذه الإهانة للعقول وللتضحيات التي قُدّمت في سبيل الوطن".
وتبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.