الجمعة 2024/09/20 الساعة 09:34 ص

رسميا: انفراج وشيك لأزمة رواتب الجميع

العربي نيوز - موسكو:

صدر اعلان حكومي سار لملايين اليمنيين المطحونين جراء الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي، يبشرهم فيه بانفراج وشيك لأزمة دفع رواتب جميع موظفي الدولة في عموم البلاد، وانتظام مواعيد صرفها، والسياسة النقدية والمالية الخاصة بطبعات العملة وسعر صرف الريال، وغيرها من قضايا الملف الاقتصادي.

ورد هذا على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في تصريحات لقناة "روسيا اليوم" على هامش زيارته الاولى منذ تعيينه وزيرا للخارجية، إلى العاصمة الروسية موسكو وعقده مباحثات مع نظيره وزير الخارجية الروسي سيرجي لاغروف، أكد فيها اهمية الدور الروسي.

وقال وزير الخارجية شائع الزنداني للقناة الروسية الاحد (2 سبتمبر): "هناك اجتماع مرتقب للجنتين الاقتصاديتين التابعتين للحكومة والحوثيين لمعالجة عدد من القضايا". مؤكدا تصدر هذه القضايا استئناف تصدير النفط ودفع رواتب جميع موظفي الدولة في عموم محافظات البلاد، والسياسية المالية والنقدية.

مضيفا: "منذ سنة أو سنتين لا نصدر نفطًا إلى الخارج والذي كان يغطي جزءًا كبيرًا من الاحتياجات والمرتبات". وأردف مشيدا بتغطية السعودية رواتب الموظفين بالمناطق المحررة: "السعودية هي أكبر دولة داعمة ومانحة لليمن من خلال الودائع التي قدمتها لمساعدة الحكومة في مواجهة الأزمات الاقتصادية". 

وتابع قائلا: "نؤكد كحكومة أننا معنيون بعملية السلام ومعنيون أيضًا بأمن واستقرار اليمن ونرحب بجهود جميع الأصدقاء من بينهم روسيا، ومستعدون للحوار ولا نرغب في إقصاء أي طرف ومستعدون ببناء شراكة وطنية شاملة. يجب أن يقبل الحوثيون بأن يكونوا طرفا في أي عملية سياسية قائمة في اليمن".

مشيرا إلى أن "المملكة العربية السعودية لها دور كبير فيما يتعلق بالسعي لإيجاد حل سياسي في اليمن". وإلى أنه "تعثر التوقيع على الخطة السعودية العمانية وتنفيذها بسبب أعمال التصعيد التي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر". معلنا "نرى كحكومة أن أعمال البحر الأحمر تسببت بأضرار للشعب اليمني".

وبشأن زيارته لروسيا، قال: "العلاقات الروسية اليمنية تعود إلى عام 1928 روسيا علاقاتها جيدة ومتوازنة في المنطقة ونأمل أن يكون لها دور في إنهاء التصعيد. في زيارتنا هذه بحثنا أوجه التعاون مع روسيا في مختلف المجالات وقضايا إقليمية عدة. روسيا دعمت قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن".

شاهد .. لقاء وزير الخارجية الزنداني مع روسيا اليوم (فيديو)

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: إن "روسيا ترحب بجهود الوساطة السعودية العمانية والإماراتية لتسوية الأزمة في اليمن". مجددا موقف روسيا من التصعيد بالبحر الاحمر، أن "روسيا لا تدعم قرار الدول الغربية بالرد العسكري على تصرفات الحوثيين كونه يزيد من تفاقم الوضع في اليمن".

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليمني شائع الزنداني عقب محادثاتهما: "اتفقنا على استئناف عمل اللجنة الحكومية الدولية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني". مشيرا الى أنه "من المقرر عقد اجتماع في النصف الثاني من شهر سبتمبر في موسكو، واجتماع أخر موسع قبل نهاية العام."

في السياق، أعلنت متحدثة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق، أن "موسكو تدين الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن". داعية إلى "منع التصعيد"، ونقلت "روسيا اليوم" عنها قولها: "تعد الغارات الجوية الأمريكية على اليمن مثالا آخر على تحريف الأنجلوسكسونيين لقرارات مجلس الأمن الدولي".

شاهد .. روسيا تعلن موقفها من الاحداث في اليمن

سبق زيارة وزير الخارجية الى روسيا، اعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الجمعة (30 اغسطس)، موافقة المجلس الرئاسي على خارطة الطريق الى السلام الشامل في اليمن، المقترحة من السعودية بختام مفاوضاتها مع جماعة الحوثي الانقلابية، والتي تبنتها الامم المتحدة نهاية ديسمبر 2023م.

تفاصيل: العليمي يعلن الموافقة على خارطة السلام

وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت الحكومة الشرعية، عن تقديمها تنازلات جديدة بينها "الغاء قرارات البنك المركزي وفتح مطار صنعاء" بضغط من السعودية، ودفع اطراف دولية، على خلفية تصعيد الحوثي لهجماته على الكيان الاسرائيلي وسفنه، وتلويحه بقصف السعودية ومنشآتها الاقتصادية، ردا على ما سماه "حربها الاقتصادية العدوانية".

تفاصيل: الحكومة تعلن تقديم تنازلات كبرى ! (بيان)

كما أكدت جماعة الحوثي الانقلابية، من جانبها، على لسان متحدثها الرسمي ورئيس وفدها المفاوض، التوصل الى الاتفاق المكون من اربعة بنود، كاشفة عن مصير رواتب موظفي الدولة بعموم محافظات الجمهورية، ضمن الاتفاق الجديد بينها والشرعية، الموقع الثلاثاء (23 يوليو) برعاية مباشرة من السعودية وسلطنة عمان ودفع اطراف دولية.

تفاصيل: كشف مصير الرواتب باتفاق الشرعية والحوثيين 

بالتوازي، كشف المبعوث الأممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، تفاصيل الاتفاق الجديد، في بيان اصدره الثلاثاء يتضمن اعلانا يتحدث عن انفراج كبير في ملف البنوك وتوحيد العملة والبنك المركزي واستئناف تصدير النفط ودفع الرواتب، وغيرها من قضايا الملف الاقتصادي. مشيدا بـ "دور السعودية في التوصل للاتفاق".

شاهد .. بيان سار للمبعوث الاممي بانفراجة كبرى 

وسبق أن اعلنت السعودية، السبت (13 يوليو) أول موقف لها من قرار مجلس القيادة الرئاسي تأجيل قرارات البنك المركزي اليمني في عدن، الرامية الى تضييق الخناق اقتصاديا على الجماعة واجبارها على وقف هجماتها البحرية والاستجابة لجهود السلام وفق المرجعيات الثلاث للشرعية اليمنية.

تفاصيل: السعودية تعلن موقفها من قرارات البنك المركزي

جاء هذا عقب اعلان مجلس القيادة الرئاسي، الجمعة (12 يوليو) استجابته لدعوة المبعوث الاممي لليمن الى تأجيل قرارات البنك المركزي وعقد حوار عاجل بشأن الملف الاقتصادي (تصدير النفط والبنوك والعملة والرواتب) مع جماعة الحوثي، منعا لما سماه "مغامرات كارثية"، فوتها على الجماعة بعد ساعات من حشدها ما وصفته "التفويض الشعبي" لقصف السعودية.

تفاصيل:"الرئاسي" يعلن تأجيل قرار البنوك بشرط (وثيقة)

برر المبعوث الاممي طلبه، بقوله: “إنني أقدر ما تحملته الحكومة من مظالم اقتصادية، أكثرها ظهوراً وقف صادرات النفط الخام، لكن هذه القرارات الصادرة مؤخراً بشأن البنوك سوف توقع الضرر بالاقتصاد اليمني وستفسد على اليمنيين البسطاء معائشهم في كل أنحاد البلاد، وقد تؤدي إلى خطر التصعيد الذي قد يتسع مداه إلى المجال العسكري”.

تفاصيل: غروندبيرغ يكشف كواليس الغاء قرارات البنك (اعلان)

وأصدر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، سلسلة قرارات ونفذ حزمة اجراءات في اطار خطة تدعمها الولايات المتحدة الامريكية لإحكام الحصار على جماعة الحوثي الانقلابية، ماليا واقتصاديا، واجبارها على ايقاف هجماتها البحرية والانصياع للسلام بموجب المرجعيات الثلاث، للشرعية في اليمن.

تفاصيل: كماشة اميركية تطبق على الحوثيين

تحظى قرارات البنك المركزي اليمني بدعم امريكي عبرت عنه واشنطن الاثنين (15 يوليو)، بإعلان موقفها من قرارات البنك بشأن نقل البنوك الى عدن والاصلاحات المالية والاقتصادية والرقابة على تحويلات الاموال من وإلى اليمن، ضمن التعاون مع البرنامج الامريكي لمكافحة الارهاب وتمويله وغسيل الاموال. 

تفاصيل: اعلان امريكي حاسم بشأن البنك المركزي (وثيقة)

لكن قرارات واجراءات البنك المركزي في عدن، بشأن فرض نظام شبكة موحدة للحوالات ونقل البنوك من صنعاء الى عدن ومزادات بيع عشرات الملايين من الدولارات اسبوعيا، لم تكبح الانهيار المتسارع لقيمة الريال اليمني، ليتجاوز سعر صرفه 1880 ريالا مقابل الدولار الامريكي و491 ريالا مقابل الريال السعودي.

ومع أن البنك المركزي اليمني في عدن، يواصل منذ العام 2022م، طرح عشرات الملايين من الدولارات اسبوعيا للبيع بمزادات للبنوك، وباع وفق اقتصاديين قرابة ملياري دولار امريكي، حتى نهاية العام 2023م. إلا أن مزادات بيع العملة التي يوصي بها البنك الدولي، لم تنجح في كبح انهيار قيمة الريال اليمني.

في المقابل، تسبب استمرار تدهور قيمة الريال اليمني امام العملات الاجنبية، في ارتفاع فاحش لأسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والمشتقات النفطية والخدمات العامة، قدرته تقارير البنك الدولي بنسبة 300%. ما جعل نحو 50% من سكان مناطق سيطرة الحكومة اليمنية عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الغذائية الاساسية".

وجاءت هذه التطورات بعد انسداد جهود احلال السلام في اليمن، إثر تطورات اندلاع معركة "طوفان الاقصى" في فلسطين والعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وحصاره الجائر المتواصلين، وتصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له، اميركا وبريطانيا.

تفاصيل: جماعة الحوثي تباغت الجميع بهذا الاعلان (فيديو)

يُرجع مراقبون هذه التطورات، إلى تصاعد حدة التهديدات الحوثية للسعودية مؤخرا، إثر فتور بين الجماعة والمملكة اعقب "التفاهمات المبرمة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، والاتفاق الذي افضت اليه جولات مفاوضات غير مباشرة عبر مسقط ثم جولتا مفاوضات مباشرة في صنعاء والرياض، جرت خلال عامين بوساطة عُمانية".

تفاصيل: تدخل سعودي غير متوقع لصالح الحوثيين

أكدت هذا بريطانيا، منتصف مايو الفائت، بتسريبها مفاجأة كبرى لليمنيين بلا استثناء، الثلاثاء (14 مايو)، بشأن قرار امريكي بريطاني وقف العمليات العسكرية لتحالف "حارس الرخاء" في البحرين العربي والاحمر، ودعم انجاز "خارطة الطريق للسلام في اليمن"، وتنفيذ بنودها بشأن استئناف تصدير النفط والغاز ودفع رواتب الموظفين واطلاق الاسرى.

تفاصيل: بريطانيا تكشف مفاجأة كبرى لليمنيين 

مارست السعودية، ضغوطا مباشرة على الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لتقديم تنازلات اضافية بما فيها الغاء توجيه الشرعية لوفدها رفض التفاوض مع الجماعة حتى استجابة الاخيرة لحزمة اشتراطات بشأن ملفات فتح الطرقات واطلاق الاسرى ودفع رواتب الموظفين وغيرها من ملفات المرحلة الاولى لخارطة السلام.

تفاصيل: ضغوط سعودية لانتزاع هذا القرار من الشرعية !

وبدأت السعودية، في فبراير الفائت، تحركا دبلوماسيا واسعا ولافتا، يسعى إلى إصدار قرار دولي جديد بشأن اليمن، يعمد اتفاقها مع جماعة الحوثي الانقلابية بشأن السلام والرواتب والمطارات، ايذانا للبدء بتنفيذه عمليا، رغم تحفظات مجلس القيادة الرئاسي على بعض بنوده، الملبية تشرطات الجماعة لقبولها ببدء مفاوضات سياسية مع المجلس.

تفاصيل: تحرك سعودي لتنفيذ اتفاق السلام والرواتب

في السياق، نشرت السعودية، تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، بوصفها "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.

تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)

وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل "دفع رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام".

يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها