العربي نيوز - مسقط:
أعلنت الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، وجماعة الحوثي الانقلابية، عن "اختراقات هامة" و"نتائج ايجابية" لجولة المفاوضات المنعقدة في العاصمة العُمانية مسقط (3-6 يوليو) برعاية مكتب المبعوث الاممي الى اليمن واللجنة الدولية للصليب الاحمر، لتبادل الاسرى، وأبرز ما تم الاتفاق عليه.
جاء هذا في بيان اصدره وكيل وزارة حقوق الانسان في الحكومة اليمنية والمتحدث باسم الوفد الحكومي المفاوض بشأن الاسرى والمحتجزين، ماجد فضائل، ليل السبت (6 يوليو) ونشره على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، أكد فيه "تحقيق جولة المفاوضات اختراقات مهمة" في ملف الاسرى.
وقال فضائل في بيانه المقتضب: "اختتمنا اليوم الجولة التاسعة للمشاورات بشأن المحتجزين والمعتقلين التي احتضنتها العاصمة العمانية مسقط خلال الأيام الماضية". وأردف: "حققت المشاورات بعض الاختراقات المهمة في ملف المختطفين والمخفيين قسرا وعلى ان تعقد جولة تكميلية قادمة خلال شهرين".
مضيفا: أن جولة المفاوضات التكميلية "يسبقها تبادل كشوفات المحتجزين والمختطفين والتقارب حولها برعاية مكتب المبعوث الأممي الى اليمن". وعبر عن "نشكر الأشقاء في سلطنة عمان على تسهيل انعقاد هذه الجولة، ومكتب المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر على رعايتهم لهذه الجولة".
شاهد .. الحكومة تعلن تحقيق اختراقات هامة بملف الاسرى
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، بالتوازي، عن تحقيق جولة المفاوضات بشأن ملف الاسرى المنعقدة في العاصمة العمانية مسقط برعاية الامم المتحدة نتائج ايجابية، لخصتها في "الاتفاق على بعض النقاط"، قالت إن "اهمها حل الإشكالية على محمد قحطان، وكذا تبادل بعض من قوائم الأسرى".
وقال رئيس لجنة الحوثيين للاسرى عبدالقادر المرتضى، في بيان مقتضب على حسابة بمنصة إكس (توتير سابقا): "استكملنا اليوم في العاصمة العمانية مسقط جولة المفاوضات على ملف الأسرى، تم فيها الاتفاق على بعض النقاط أهمها حل الإشكالية على محمد قحطان، وكذا تبادل بعض من قوائم الأسرى".
مضيفا: "ونظراً لضيق الوقت تم الاتفاق على استئناف المفاوضات بعد شهرين، على أن يركز الطرفان إهتمامهما خلال هذه الفترة على استكمال رفع الكشوفات واعتمادها حتى انعقاد الجولة المقبلة". وأردف: "كل الشكر والتقدير للأخوة في سلطنة عمان الشقيقة على استضافة هذه الجولة، ولكل من سهل ويسر انعقادها".
شاهد .. الحوثيون يعلنون أبرز نتائج مفاوضات مسقط
جاء انعقاد جولة مفاوضات مسقط بين الشرعية والحوثيين، بترتيب وضغط سعودي مباشر، يدفع باتجاه تسريع انهاء الحرب في اليمن وتنفيذ "خارطة السلام في اليمن"، التي افضت اليها المفاوضات غير المباشرة ثم المباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي طوال العامين الماضيين بوساطة عمانية، وتبنتها الامم المتحدة نهاية 2023م.
واصدرت المملكة العربية السعودية، الخميس (27 يونيو)، اعلانا هاما بشأن ما سمته "اليمن نحو تحقيق الاختراق"، بشرت فيه جميع اليمنيين بانفراج كبير للسلام في اليمن واستحقاقاته الانسانية والاقتصادية، ثم الاستحقاقات السياسية، ثم الامنية والعسكرية. وأبدت رهانها على ما وصفته "جولة المفاوضات الحاسمة" في مسقط، بانجاز اتفاق السلام.
تفاصيل: السعودية تعلن اتفاق السلام والرواتب (وثيقة)
يأتي هذا، بعد انسداد جهود احلال السلام في اليمن، إثر تطورات اندلاع معركة "طوفان الاقصى" في فلسطين والعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وحصاره الجائر المتواصلين للشهر العاشر تواليا، وتصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له، اميركا وبريطانيا.
تفاصيل: جماعة الحوثي تباغت الجميع بهذا الاعلان (فيديو)
ويُرجع مراقبون هذه التطورات، إلى تصاعد حدة التهديدات الحوثية للسعودية مؤخرا، إثر فتور بين الجماعة والمملكة اعقب "التفاهمات المبرمة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، والاتفاق الذي افضت اليه جولات مفاوضات غير مباشرة عبر مسقط ثم جولتا مفاوضات مباشرة في صنعاء والرياض، جرت خلال عامين بوساطة عُمانية".
تفاصيل: تدخل سعودي غير متوقع لصالح الحوثيين
أكدت هذا بريطانيا، منتصف مايو الفائت، بتسريبها مفاجأة كبرى لليمنيين بلا استثناء، الثلاثاء (14 مايو)، بشأن قرار امريكي بريطاني وقف العمليات العسكرية لتحالف "حارس الرخاء" في البحرين العربي والاحمر، ودعم انجاز "خارطة الطريق للسلام في اليمن"، وتنفيذ بنودها بشأن استئناف تصدير النفط والغاز ودفع رواتب الموظفين واطلاق الاسرى.
تفاصيل: بريطانيا تكشف مفاجأة كبرى لليمنيين
مارست السعودية، ضغوطا مباشرة على الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لتقديم تنازلات اضافية بما فيها الغاء توجيه الشرعية لوفدها رفض التفاوض مع الجماعة حتى استجابة الاخيرة لحزمة اشتراطات بشأن ملفات فتح الطرقات واطلاق الاسرى ودفع رواتب الموظفين وغيرها من ملفات المرحلة الاولى لخارطة السلام.
تفاصيل: ضغوط سعودية لانتزاع هذا القرار من الشرعية !
كما شملت الضغوط السعودية، الدفع باتجاه تراجع البنك المركزي في عدن عن سلسلة قرارات، بينها فرض نظام موحدة للحوالات مرتبط بالبرنامج الامريكي لمكافحة الارهاب وغسيل الاموال، ونقل البنوك الى عدن، ضمن خطة محكمة لخنق جماعة الحوثي واجبارها على الاستجابة للسلام وفقا للمرجعيات الثلاث، ودون اعتبار لما يسمى "متغيرات الواقع".
تفاصيل: كماشة اميركية تطبق على الحوثيين
وبدأت السعودية، في فبراير الفائت، تحركا دبلوماسيا واسعا ولافتا، يسعى إلى إصدار قرار دولي جديد بشأن اليمن، يعمد اتفاقها مع جماعة الحوثي الانقلابية بشأن السلام والرواتب والمطارات، ايذانا للبدء بتنفيذه عمليا، رغم تحفظات مجلس القيادة الرئاسي على بعض بنوده، الملبية تشرطات الجماعة لقبولها ببدء مفاوضات سياسية مع المجلس.
تفاصيل: تحرك سعودي لتنفيذ اتفاق السلام والرواتب
في السياق، نشرت السعودية، تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، بوصفها "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل "دفع رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام".
يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها