العربي نيوز:
ورد للتو، تحذير دولي، من تغيرات حادة وتقلبات كارثية، سيشهدها اليمن خلال الايام المقبلة، وستكون لها انعكاسات كبيرة سلبية على الاوضاع الانسانية العامة لليمنيين واتساع دائرة "انعدام الامن الغذائي" التي تشمل حاليا 80% من اليمنيين يعتمدون المساعدات الغذائية للبقاء احياء" حسب تقارير الامم المتحدة.
جاء هذا في نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية في اليمن، الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). حذرت من "استمرار تقلبات الطقس التي تهدد المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي في عدد من المحافظات اليمنية، وسط توقعات بهطول أمطار غزيرة وارتفاع درجات الحرارة".
وقالت النشرة: إن عددًا من المناطق الزراعية في اليمن، لا سيما المرتفعات، ستشهد هطول أمطار "فوق المتوسطة"، ما يزيد من احتمالات حدوث فيضانات وانجرافات في التربة، مع ما يرافق ذلك من مخاطر على زراعة الحبوب والبقوليات والمراعي. وأردف محذرا من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة في مناطق متعددة.
مشيرة إلى أنه "يُتوقع أن تتجاوز معدلات الحرارة المستويات الطبيعية لهذا الوقت من العام، في سهل تهامة وأجزاء من حضرموت وشبوة". وذكرت: أن "هذه الظروف المناخية المتطرفة من شأنها التأثير سلبًا على نمو المحاصيل، وخاصة في الأراضي المروية، وقد تؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي وتدهور الموارد المائية والمراعي".
وأكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن هذه التداعيات لتقلبات المناخ في اليمن "ما يعمّق من معاناة السكان في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية. داعية الجهات المعنية والمزارعين إلى "اتخاذ تدابير وقائية عاجلة، تشمل تعزيز خطط الطوارئ، ومراقبة مصادر المياه، وتوفير دعم فني للفلاحين للتعامل مع تداعيات هذه الظواهر".
عززت النشرة تحذيرا اطلقته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في تقرير نشر منتصف يوليو الجاري من أن استمرار الظواهر المناخية المتطرفة، خاصة الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح قوية، أدى بالفعل إلى تضرر مساحات واسعة من الأراضي المزروعة في محافظات إب وذمار وتعز، وتسبب في خسائر مباشرة لمزارعين يعانون محدودية الموارد.
وبدوره اطلق "برنامج الأغذية العالمي" (WFP) التابع لهيئة الامم المتحدة، في مايو الماضي، تحذيرًا مماثلاً من "المخاطر المناخية التي تهدد الأمن الغذائي في اليمن"، وتحدث عن أن "نصف السكان تقريبًا في اليمن يعتمدون بشكل مباشر على الزراعة لتأمين جزء من غذائهم أو دخلهم، ما يجعلهم عرضة بشكل خاص لتقلبات المناخ". حسب تعبيره.
يشار إلى أن الزراعة مازالت المهنة الاولى لنصف السكان في اليمن، الذين تدهورت اوضاعهم المعيشية والغذائية جراء تداعيات الحرب على قطاع الزراعة، وكذا التغيرات المناخية، المتلاحقة منذ 2015م، وما رافقها من فيضانات جرفت عشرات الالاف من الهكتارات، علاوة على تدمير الحرب للبنية التحتية، وتراجع الخدمات الزراعية، كالبذور والاسمدة.