السبت 2025/07/26 الساعة 08:41 ص

نهب اكبر مخازن اسلحة التحالف باليمن! (فيديو)

العربي نيوز:

تعرض اكبر مخازن اسلحة وذخائر التحالف في اليمن، لعملية نهب واسعة ومنظمة، في سياق الصراع المحتدم بين مليشيا السعودية والامارات في جنوب البلاد، وتحت غطاء "حادث حريق عرضي"، للتخلص من ادلة جريمة النهب وتصفية العهدة وتصفيرها كليا.

كشف هذا عدد من العسكريين في محافظة لحج، ضمن تعليقهم على الانفجارات العنيفة التي استمرت قرابة الساعة، داخل قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، كبرى القواعد العسكرية في اليمن، وسُمع دويها وشوهدت ألسنة نيرانها واعمدة دخانها بمناطق عدة في مديرتي تبن والحوطة.

شاهد .. انفجارات عنيفة تعز قاعدة العند الجوية (فيديو)

شاهد .. استمرار انفجارات قاعدة العند وتصاعدها (فيديو)

وسارع الناطق باسم مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، محمد النقيب، إلى تبرير الانفجارات المرعبة للمواطنين في لحج، داخل قاعدة العند الجوية، مساء الخميس (24 يوليو)، زاعما أنها ناجمة عمَّا سماه "احتراق داخلي في مخزن ذخائر داخل المعسكر".

مضيفا في بيان نشره موقع "درع الجنوب" الالكتروني لما يسمى "القوات المسلحة الجنوبية": إن "الانفجار الذي سُمع مساء اليوم في معسكر العند ناتج عن انفجار مقذوفات في أحد المستودعات الفرعية داخل المعسكر. وأردف: "الحادث لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية".

في المقابل، علق ضباط ينتمون الى محافظة لحج، بينهم الضابط شيث العزيبي، احد ابرز ضباط الصبيحة الناشطين بمنصات التواصل الاجتماعي، بقوله: "تعددت الروايات عن الأسباب التي ادت الى انفجار مخازن الأسلحة في قاعدة العند!!!. هناك من يقول انه التماس كهربائي".

مضيفا في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): "وهناك من يقول انه بسبب احتراق داخلي في مخزن ذخائر. وهناك من يقول انه تفجير متعمد بفعل فاعل من أجل تغطية وإخفاء ماتم سرقته من أسلحة وذخائر ووو ،،". وأردف قائلا: "وبأعتقادي هذا الاحتمال الاخير، الصحيح والأقرب". 

ونقلت وسائل اعلام محلية في محافظة لحج، بينها منصة "تُبن" الاخبارية، عن مصادر عسكرية قولها: إن "الانفجارات الهائلة التي تهز قاعدة العند العسكرية في لحج إثر تفجير مخازن أسلحة". مضيفة: إن قاعدة العند "متنازع عليها بين قوات موالية للسعودية والإمارات، وشهدت توترات سابقة". 

برز التوتر أكثر، مطلع سبتمبر 2024م حين بدأت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" تحركات واسعة للسيطرة على قاعدة العند الجوية، في محافظة لحج، بغطاء "التدريب"، رغم ان التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية كان سلم هذه القاعدة العسكرية رسميا في وقت سابق لقوات "درع الوطن" الممولة من المملكة.

وفقا مصادر عسكرية متطابقة، حينها، فإن "الانتقالي الجنوبي" بدأ التحرك للسيطرة على قاعدة العند  بادخال وحدات من مليشياته بزعم التدريب، وتواطؤ من قائد المنطقة العسكرية الرابعة، الموالي له". موضحة أن "قائد قوات درع الوطن، اعترض على بقاء مليشيا "الانتقالي" في العند، باعتبار القاعدة مسؤولية قواته".

تفاصيل: المليشيا تبدأ السيطرة على كبرى قواعد البلاد

وفي وقت سابق، كشف خبير يمني بالشؤون الاستراتيجية السياسية والعسكرية، عن حقيقة مهمة قوات "درع الوطن" التي بدأت السعودية تجنيدها وتسليحها في العام 2021م من السلفيين في جنوب اليمن، وأنها "وجدت لهدف وحيد وهو دعم أجندات السعودية في الجنوب ومواجهة أي قوى تتعارض أهدافها مع أجندات المملكة".

تفاصيل: خبير يمني يكشف حقيقة "درع الوطن" ! (وثيقة)

لاحقا، كشفت مصادر عسكرية ومحلية، بداية اكتوبر 2023م، أكدت "أن مدربين من القوات الخاصة الامريكية يدربون في منطقة شرورة بنجران السعودية، الآلاف من سلفيي جنوب اليمن من قوات درع الوطن والعمالقة الجنوبية". وأفادت بأن "التدريب يتم بموجب تنسيق بين عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) والسفير الامريكي".

تفاصيل: خفايا مثيرة للقاء المحرمي وسفير امريكا

ارتبط قائد "العمالقة الجنوبية"، عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) بأجنحة سلفية "جامية" ضمن تنظيم "القاعدة" وعلاقات وثيقة مع اميركا ترجع لحقبة تحشيد اجهزة الاستخبارات الامريكية المقاتلين العرب إلى افغانستان نهاية عقد السبعينيات، لمواجهة زحف الاتحاد السوفيتي سابقا نحو منابع الثروات في المنطقة.

وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية تهديدا يمس امنها القومي.

في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، سعت السعودية الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمَّدت مع بداية العام 2021 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون بموازاة مليشيات الامارات السلفية في اليمن باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.

وتبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.