العربي نيوز:
شهد مطار عدن الدولي، حدثا غريبا، وصف بأنه "غير مسبوق"، وتسبب في تفجير موجة استنكار واسعة، لكونه "فضيحة جديدة لمطار عدن" تعكس انهيارا لواجهته الحضارية وانهيار الاوضاع الادارية والخدمية في العاصمة المؤقتة عدن، جراء الانفلات الاداري والامني المتواصل بفعل انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، ومليشياته.
وتداول سياسيون واعلاميون وناشطون صورا لكشك نصب في واجهة مطار عدن الدولي، لبيع حلويات شعبية، وبجواره نصبت حواجز اسمنتية تشير الى تخصيص مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المساحات المجاورة لهذا الكشك، لنصب أكشاش مماثلة، من شأنها تحويل واجهة المطار الى سوق شعبية.
أثار هذا التوجه الجديد لمليشيا "الانتقالي الجنوبي" ضمن سعيه لبسط قبضته على جميع ايرادات الدولة واستحداث المزيد من الاتاوات والجبايات؛ موجة استنكار واسعة، بين اوساط السياسيين والاعلاميين والناشطين، في عدن والمحافظات الجنوبية، خصوصا، ومحافظات الجمهورية، بوجه عام.
وقال مستشار رئيس مجلس ادارة مؤسسة "14 اكتوبر" للصحافة والطباعة، الاكاديمي والاعلامي عبدالرحمن انيس، معلقا: "كشك حلويات النصر في مطار عدن الدولي". وأردف ساخرا: "عقبال بقالة باصبرين". من دون الافصاح عن هوية "باصبرين" وإن كان احد مسؤولي المليشيا في المطار.
شاهد .. حدث غير مسبوق بمطار عدن (صور)
يأتي انشاء وزارة النقل المحسوبة في الحكومة على "الانتقالي الجنوبي" كشك الحلويات بواجهة مطار عدن، بعد فضيحة مخزية، شهدها المطار في (17 ابريل)، عندما أضاعت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التي تفرض سيطرتها على مطار عدن الدولي، مفاتيح بوابة صالة المغادرة من المطار.
ووفقا لما وثقته "منصة ابناء عدن" على حسابها بمنصة إكس (توتير سابقا)، فقد "اضطر الطاقم إلى أن يستخدم المطارق والشواكيش لكسر الباب والدخول لمطار دولي يُدار وكأنه مستودع مهجور في آخر السوق، لا نسخة احتياطية، لا نظام أمني، ولا حتى كاميرات مراقبة تتابع الوضع".
شاهد .. فضيحة مخزية بمطار عدن الدولي (فيديو)
يتزامن هذا مع تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاختطافات والاعتقالات خارج القانون والاغتيالات.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين المعارضين استبدادها وفسادها.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية..
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.