العربي نيوز:
بدأت المليشيا الانقلابية حملة تستهدف اعضاء مجلس النواب في مناطق سيطرتها، حسب ما أكدت مصادر محلية، أفادت بتعرض عدد من اعضاء مجلس النواب للحصار والتنكيل من عناصر تابعة للمليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" في حاضرة محافظة حضرموت الساحل، مدينة المكلا، الاثنين (21 يوليو) لدى مباشرتهم اعمال اللجنان البرلمانية الرقابية.
وبث "الانتقالي الجنوبي" عبر قناته "عدن" الانفصالية، مشاهد فيديو، توثق لحظة اعتراض مجاميع من عناصر "الانتقالي" موكب اللجنة البرلمانية الرقابية المكلفة بالنزول الميداني للقاء السلطة المحلية وفحص سلامة الاجراءات الادارية والموارد المالية والتحقق من الاختلالات في ايرادات النفط، تنفيذا لتهديدات سابقة كان اعلنها "الانتقالي الجنوبي" توعد فيها اللجان.
تظهر مشاهد الفيديو، محاصرة عناصر مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بزي مدني، مقر اقامة اللجنة البرلمانية الرقابية المكلفة بالنزول الى محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، في فندق نستو بمدينة المكلا، مرددين هتافات مسيئة تطالب اللجنة بمغادرة الفندق والمدينة، مأ اضطر اللجنة للمغادرة بعد رفض امين عام المجلس المحلي، التابع لـ "لانتقالي" توفير الحماية.
شاهد.. مليشيا الانتقالي تستهدف لجنة البرلمان بالمكلا
وأدان مؤتمر حضرموت الجامع، "الاعتداء الصريح" على مهام اللجنة البرلمانية المكلفة من هيئة رئاسة مجلس النواب، إثر منعها من ممارسة اختصاصاتها الرقابية في محافظة حضرموت، والتي شملت فحص أداء السلطة المحلية، والتدقيق في الملفات المالية والإدارية، بما فيها ملف النفط والموارد العامة. وأكد في بيان أن ما تعرضت له اللجنة سابقة خطيرة.
وقال بيان مؤتمر حضرموت الجامع، ليل الاثنين: إن "محاصرة وتعطيل عمل اللجنة البرلمانية الرقابية، سابقة خطيرة تمس بمبدأ الشفافية والمساءلة، وتكشف عن وجود جهات نافذة داخل السلطة المحلية تسعى لطمس الحقائق، والتستر على ملفات فساد سبق وأن أُثيرت أمام الجهات المختصة، مدعومة بتقارير رسمية لم تُتخذ بشأنها أي إجراءات منذ أكثر من عام".
مضيفا: إن "هذه التصرفات لا تمثل القيم الأصيلة لأبناء حضرموت في احترام مؤسسات الدولة وإكرام الوفود الرسمية، بل تعكس "انحدارًا إداريًا مؤسسيًا بات يهدد مستقبل المحافظة". وحمَّل السلطة المحلية المسؤولية الكاملة عن عدم تأمين اللجنة وتسهيل مهمتها، رغم ما كانت تبديه من ترحيب شكلي بالرقابة على الموارد العامة". في اشارة لفساد سلطات "الانتقالي".
وأكد البيان: أن "ما حدث يمسّ بمبدأ الشراكة الوطنية والتوافق السياسي المنبثق عن اتفاق الرياض، ويُخالف التزامات الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي تجاه محافظة حضرموت". وحذر من "خطورة التسويف والمماطلة في تنفيذ المعالجات التي تحظى بإجماع حضرمي". داعيا المجلس الرئاسي والتحالف الى تحرك عاجل لحماية مؤسسات الدولة وفرض القانون".
من جانبها، استقبلت السلطة المحلية لمحافظة مارب، اللجنة البرلمانية الرقابية التي يرأسها النائب عبدالله المقطري، بترحيب واسع، وعقدت معها اجتماعا موسعا، الاثنين (21 يوليو)، مبدية كامل استعدادها لتزويد اللجنة بجميع البيانات والمعلومات والمستندات التي تحتاجها بشأن اداء السلطة المحلية الاداري والمالي، لانجاز مهمتها المكلفة بها من هيئة رئاسة مجلس النواب.
يأتي هذا بعد ايام على تلقي "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، قرارا حازما ومزلزلا، من رئيس مجلس النواب، الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ سلطان البركاني؛ تسبب في خنق "الانتقالي" بعد تهديده باستهداف اللجان البرلمانية الرقابية لاداء السلطات المحلية للمحافظات الجنوبية، والاختلالات المالية.
تفاصيل: البركاني يخنق "الانتقالي" بهذا القرار
وشنت قيادات هيئات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسياسييه واعلامييه وناشطيه هجوما حادا على مجلس النواب وهيئة رئاسته، إثر تشكيلها لجانا ميدانية لفحص اداء السلطات المحلية والموارد المالية والاختلالات الحاصلة في محافظات الضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى، وغيرها، بوصفها "خطوة استفزازية" توعدتها بـ "عواقب وخيمة".
نفذ "الانتقالي الجنوبي" هجومه عبر بيانات صادرة عن رئاسته وقيادة فروعه في محافظات حضرموت وشبوة والضالع، أكدت مضامينها وجود ما تخشى انكشافه، واعتبرت تشكيل مجلس النواب لجانا ميدانية لفحص اداء السلطات المحلية والموارد المالية "خطوة استفزازية"، و"تدخلات سافرة" مما سماه "مجلس فاقد للشرعية"، و"يعيش في ابراج عاجية".
تفاصيل: "الانتقالي" يخرج عن طوره بهذا الاعلان!
وأصدرت هيئة رئاسة مجلس النواب، باجتماعها الاربعاء (2 يوليو) في عدن، قرارات بـ "تشكيل لجان برلمانية للنزول الميداني إلى المحافظات المحررة"، ضمن مهام المجلس الرقابية، ولغرض "فحص نشاط السلطة المحلية والتصرفات المالية والإدارية والموارد العامة المركزية والمحلية، والوقوف على الاختلالات النفطية واعمال المؤسسات الايرادية".
شاهد .. مجلس النواب يشكل لجانا رقابية (وثائق)
جاء توعد "الانتقالي الجنوبي" للبرلمان ولجانه، في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاختطافات والاعتقالات خارج القانون والاغتيالات.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية..
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.