العربي نيوز:
سجل "المجلس الانتقالي الجنوبي" اعتراضا رسميا على قرار البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، نقل المركز الرئيسي لمؤسسة ضمان الودائع من العاصمة صنعاء الى عدن، ردا على الاصدارت النقدية الجديدة، المعدنية والورقية، للبنك المركزي في صنعاء التابع لسلطات جماعة الحوثي، بزعم "حل اشكالية تهالك العملة الورقية".
تصدر لاعلان هذا الموقف رئيس مركز دعم القرار لهيئة رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" لطفي شطارة، في تصريح نشره على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، شكك فيه بجدوى ونزاهة قرار البنك المركزي في عدن، وكل له اتهامات عدة، مطالبا بلجنة تحقيق محايدة مع قيادة البنك بوصفها فاشلة وفاسدة ومتسببة بانهيار العملة.
وقال شطارة: "الذي فشل في ضبط انهيار العملة بشكل غير مسبوق، كيف سينقل ضمان الودائع الى العاصمة عدن ..فاقد الشيء لا يعطيه". وأردف: "رأيي الشخصي لاعضاء مجلس القيادة الرئاسي هو فتح تحقيق بواسطة خبراء محايدين لمعرفة ما يجري داخل هذا البنك الذي يتحصن بالسيادة.. فالذي قرط السد سيقرط البنك وستصحون على افلاسه".
بالتوازي بدأت وسائل اعلام "الانتقالي الجنوبي" واعلامييه وناشطيه حملة شعواء ضد البنك المركزي في عدن وقراره. وقال رئيس ما يسمى "نقابة الصحافيين والاعلاميين الجنوبيين في الضالع، علي ناجي سعيد: "يفترض محاسبة قيادة البنك المركزي بالعاصمة عدن على كل وقوفهم خلف انهيار العملة وتقاسم الودائع والمنح المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة".
مضيفا في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): إن قيادة البنك المركزي في عدن اهدرت الودائع والمنح المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة لدعم المركز المالي للبنك والعملة المحلية "دون ان يتم الاستفادة منها في الحفاظ على سعر العملة او استقرار اسعار السلع". وأردف قائلا: "أكبر خدعة هي نقل البنك على العاصمة عدن". حسب تعبيره.
وأعلن البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، الاحد (20 يوليو)، قرارا قضى بنقل المركز الرئيسي لمؤسسة ضمان الودائع من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، في اول اجراءات توعد بها البنك المركزي في صنعاء على اصداراته النقدية المعدنية والورقية الجديدة، بينها التهيدد بـ "عزله عن نظام السويفت الدولي" وتبعا عن العالم.
شاهد .. مركزي عدن يقرر نقل مؤسسة ضمان الودائع
من جانبهم، اثار اقتصاديون وتجار ورجال اعمال ومودعين تساؤلات عن مصير ودائعهم المالية. وما إذا كانت الحكومة الشرعية بعد قرار نقل مؤسسة ضمان الودائع المالية من العاصمة صنعاء الى العاصمة المؤقتة عدن، ستلتزم بصرف ودائعهم المالية، بسعر صرف الريال اليمني قبل 2015م أم بسعر صرفه المنهار اليوم في عدن والمحافظات المحررة.
وعلق حسين علي حساب البنك المركزي بعدن، قائلا: "لم أستلم ريالًا واحدًا من وديعتي في البنك الإسلامي اليمني للتمويل والاستثمار، ومع ذلك لا أحد يوضح من المسؤول بنك عدن أم صنعاء نقل مقر ضمان الودائع لا يعنينا ما لم تُعاد الحقوق. والسؤال الأهم هل ستُعاد ودائعنا بسعرها الحقيقي لعام 2012 أم بسعر اليوم الظالم لعام 2025 أين العدالة".
كذلك الناشط بحساب ابو اليمني (@AbuAlYamani2)، اتفق مع الآلاف في التعليق على اعلان البنك المركزي في عدن قرار نقل المركز الرئيسي لمؤسسة ضمان الودائع الى العاصمة المؤقتة عدن، بمنصة إكس (تويتر سابقا) وقال: "اي ضمان الا اذا تم تحويل الودائع الي الدولار الأمريكي أو الريال السعودي بسعر 215. هذا ممكن وغيرها ضحك علي الدقون".
وفي التعبير عن المخاوف ذاتها لدى المودعين، علقت الناشطة باسم سارة (Sara)، على حساب البنك المركزي في عدن، بقولها: "يعني اذا كان عندي وديعه بقيمه ١٠ مليون عمله قديمه مايقارب ٢٠ الف دولار ارجع استلمها من عدن بتكون مايقارب ٧٠٠٠ الف دولار". وأردفت: "يعني المودعين هم الخاسرين اذا تم نقل الودائع لان الفارق بيكون لجيوب السرق".
في المقابل، قال الناشط محمد شلفي: "المركزي بصنعاء وقف صرف الدين لصغار المودعين للبنك التجاري اليمني من بداية شهرنا الحالي يوليو 2025 رغم استمرار الصرف لباقي البنوك؟ بسبب تجاوزات لآلية الصرف، فرصة حصلوا لهم عذر ههههههه، والان بعد نقل مؤسسة ضمان الودائع بيوقفوا الصرف على الجميع فرصة حصلوا لهم عذر ???????? يا سلاتيح".
والخميس (17 يوليو)، اصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اعلانا مشتركا مفاجئا، بشأن اليمن، على خلفية تصعيد جماعة الحوثي الانقلابية، ضد الشرعية اليمنية اقتصاديا، وضد الكيان الاسرائيلي عسكريا، بمنع ملاحته في البحرين العربي والاحمر وتنفيذ هجمات على قواعده العسكرية ومطاراته وموانئه ضمن اعلانها "اسناد غزة".
تفاصيل: اعلان دولي مفاجئ بشأن اليمن! (بيان)
تزامن هذا مع كشف مصرفيين واقتصاديين، الاربعاء (16 يوليو) سرا خطيرا عن العملة النقدية التي عمَّد البنك المركزي اليمني التابع لسلطات جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء إلى اصدارها، بدءا من 100 ريال المعدنية ثم 50 ريال المعدنية، ووصولا إلى طرحها الثلاثاء (15 يوليو)، طبعة ورقية جديدة من فئة 200 ريال.
تفاصيل: انكشاف سر عملة جماعة الحوثي
وأعلن البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء، التابع لسلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، الثلاثاء (15 يوليو)، عن طرح طبعة نقدية ورقية جديدة لفئة 200 ريال "لإنهاء مشكلة الأوراق النقدية التالفة،.. دون أن يترتب على ذلك إضافة أي كتلة نقدية أو تأثير على أسعار الصرف". حسب قوله.
موضحا أن الطبعة الورقية الجديدة لفئة 200 ريال "تحمل في واجهتها الامامية صورة مسجد الجند التاريخي في تعز، وواجهتها الخلفية ميناء المعلا في عدن، وتتمتع بمزايا أمنية عدة وفق أحدث الممارسات والمعايير والمواصفات العالمية، بينها طباعة بارزة لرقم 200 ريال بطريقة برايل للمكفوفين".
شاهد .. اعلان مواصفات فئة 200 ريال الجديدة (فيديو)
وقال: إن هذه الخطوة تأتي "تنفيذا لخطة البنك المركزي الخاصة بترميم ومعالجة النظام النقدي على أساس الحفاظ على القوة الشرائية للعملة الوطنية، وتسهيل المعاملات اليومية التي تلبي احتياجات الشعب اليمني". معلنا عن "بدء تداول واستبدال الطبعة النقدية، اعتبارا من الاربعاء (16 يوليو)".
كما كشف عن انه "تم تأجيل طرح هذا الإصدار رغم جاهزيته منذ فترة؛ كفرصة لتنفيذ استحقاقات السلام وفق خارطة الطريق التي ظل النظام السعودي يماطل في تنفيذها بينما تتفاقم معاناة المواطنين". وأنه "سيدرس خلال الستة أشهر القادمة مدى الحاجة لسك وإصدار فئات ما دون الخمسين ريالاً".
شاهد .. مركزي صنعاء يصدر طبعة جديدة لفئة 200 ريال
بدورها، اتخذت الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، الاجراء الرسمي نفسه الذي اتخذته حيال اصدار البنك المركزي في صنعاء، التابع لسلطات جماعة الحوثي الانقلابية، السبت (12 يوليو) عملة معدنية جديدة من فئة (50 ريالا) بزعم "ايجاد حل لاشكالية العملة الورقية التالفة".
تفاصيل: الشرعية تقصم عملة الحوثيين (اعلان)
ومساء السبت اعلن البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء، مساء السبت (12 يوليو)، عن سك واصدار عملة معدنية جديدة فئة 50 ريالا، بعد 15 شهرا من سكه عملة معدنية سابقة من فئة 100 ريال يمني. معللا ذلك بما سمَّاه "إيجاد حلول لمشكلة الأوراق النقدية التالفة، وتعزيز جودة النقد الوطني المتداول".
مضيفا: إن "هذه الخطوة تأتي تأكيدًا على التزام البنك بتعزيز ثقة المجتمع في العملة الوطنية، وتنفيذًا لما أَعلنه سابقًا عند طرح العملة المعدنية من فئة (100) ريال، كإجراء مدروس ومسؤول، لتكون بديلاً للأوراق النقدية التالفة من نفس الفئة؛ من دون أن يترتب على هذا الطرح أي زيادة في الكتلة النقدية أو أي تأثير على أسعار الصرف".
شاهد .. جماعة الحوثي تعلن طرح عملة جديدة (اعلان)
وزعم أنه "تم تصميم وسك هذه العملة المعدنية وفق أعلى المواصفات الفنية والأمنية العالمية؛ لضمان متانتها وكفاءتها في التداول". معلنا أنه "تم تخصيص مراكز استبدال في مقر البنك بصنعاء وفروعه في المحافظات؛ لتسهيل استبدال العملة الورقية التالفة بالعملة المعدنية الجديدة؛ لكافة المواطنين والجهات ذات العلاقة".
شاهد .. الحوثيون يبدأون استبدال فئة (50) الورقية
بدا لافتا، تعمد البنك المركزي في صنعاء، ان تكون الصورة الرمزية للعملة المعدنية الجديدة فئة (50 ريالا)، احد اهم المعالم الاثرية والتاريخية بمدينة عدن، متمثلا في "مسجد العيدروس" الذي يرجع بناؤه الى العام (890 هـ/ 1485م)، ما اعتبره مراقبون سياسيون "خطوة استباقية لنفي سعي هذه العملة لتكريس انفصال شمال اليمن عن جنوبه".
يُنسب المسجد إلى العلامة أبو بكر بن عبد الله العيدروس السقاف، والذي بناه بعد قدومه من تعز الى عدن، وجعله مكانا للتدريس وحل مشاكل المواطنين، وتوزيع الملابس واللحوم على الفقراء والمساكين، ما اكسبه مكانة شعبية كبيرة في عدن وجنوب اليمن عموما، ومايزال المسجد وضريح العيدروس، يحظيان بزيارة سنوية يرافقها توزيع الصدقات.
شاهد .. "مركزي" صنعاء يطرح عملة معدنية جديدة (فيديو)
وسبق هذا الاجراء، سك البنك المركزي في صنعاء وطرحه في (30 مارس 2024م) عملة معدنية من فئة 100 ريال، قوبلت برفض البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن الخاضع للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، لكن العملة المعدنية سرعان ما سرى تداولها في السوق المحلية بالعاصمة صنعاء ومحافظات سيطرة الحوثيين.
يشار إلى أن طرح "مركزي" صنعاء عملة معدنية جديدة فئة (50 ريالا) وطبعة نقدية جديدة (200 ريال)، يتزامن مع تثبيته سعر صرف الريال عند 550 ريالا مقابل الدولار و140 ريالا مقابل الريال السعودي، في حين أقر اخر مزادات البنك المركزي في عدن لبيع العملة، صرف الريال بسعر 2707 ريالا مقابل الدولار، وتجاوز السعر بسوق الصرافة 2900 ريالا مقابل الدولار و750 ريالا مقابل الريال السعودي.