العربي نيوز:
غادر مستشار رئيس الجمهورية، ومحافظ شبوة السابق، محمد صالح بن عديو، صمته أخيرا، وأصدر اعلانا مفاجئا لليمنيين، وُصف بـ "الجريء والصادم"، لكشفه عن المستور حيال ما يجري من تدهور متسارع للاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وما يحاك لليمن من ورائه، مطلقا انذارا عاما لجميع اليمنيين.
جاء هذا في بيان نشره محمد صالح بن عديو، على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، كشف فيه سر ما سمَّاه "الكارثة الانسانية غير المسبوقة التي يعيشها اليمنيون"، وأنها "تعطيل مجلس القيادة الرئاسي للبلاد"، داعيا اليمنيين ومكوناتهم الى "الوقوف أمام هذا الوضع الكارثي لفعل ما هو مطلوب وممكن".
وقال عديو في بيانه المقتضب المنشور في تدوينة، مساء الخميس (17 يوليو): "تضمن قرار نقل السلطة الصادر عن رئيس الجمهورية بتاريخ 7/4/2022م أهدافا شملت: اشراك مختلف القوى في إدارة المرحلة واستشعار المسؤولية تجاه معاناة الشعب ومواجهة الأزمات الإنسانية التي يعاني منها".
مضيفا أن من اهداف نقل السلطة: "وتجاوز العراقيل التي وضعت أمام تحقيق الشعب طموحاته، وللمحافظة على النسيج الاجتماعي ووقف نزيف الدماء والمحافظة على وحدة الشعب في دولة مدنية تحقق الشراكة الواسعة والتوزيع العادل للثروات إضافة لما حواه القرار من التأكيد على الثوابت والمرجعيات..".
وتابع: "لقد أَمَّلَ الشعب اليمني في أن يكون قرار نقل السلطة وقيام مجلس القيادة الرئاسي هو نقطة تحول لإحداث إنفراج يخفف عنه أزماته، ونحن اليوم في الربع الثاني من العام الرابع وقد وصل الحال بالشعب اليمني الى وضع مخيف تراجع فيه دور مؤسسات الدولة وانهار الاقتصاد والعملة والخدمات".
مؤكدا أن "اليمنيين يعيشون كارثة إنسانية لها أبعادها المؤسفة على الوضع الاجتماعي حاضرا ومستقبلا فأبناؤنا يواجهون المجهول في ظل انهيار العملية التعليمية وبالمثل الوضع الصحي والمعيشي ويذوق الناس كل أصناف الألم بحثا عن الماء والكهرباء، وولد هذا فقدان الثقة في الدولة ومؤسساتها".
وحذر محمد بن عديو من عواقب هذا الوضع الكارثي، وقال: إن "استمرار هذا الوضع دون أي بوادر للتدخل وبقاء مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مجلس القيادة الرئاسي مشلولة معطلة هو خطأ كبير وضرر محقق والواجب يحتم على الجميع الوقوف أمام هذا الوضع الكارثي لفعل ما هو مطلوب وممكن".
مختتما تدوينته، التي اعتبرها مراقبون "نداء عاما" الى جميع اليمنيين ومكوناتهم السياسية والقبلية بلا استثناء، بالتأكيد على أن "استمرار هذا الحال يعني المزيد من المعاناة والانهيار فلا خيار الا أن يقوم الجميع بمسؤولياته وواجبه نحو الشعب الذي تجاوزت معاناته حدود الاحتمال". حسب تعبيره.
شاهد .. عديو يوجه نداء عاما لجميع اليمنيين
وسبق أن سرب محافظ شبوة السابق، ومستشار رئيس الجمهورية، محمد صالح بن عديو، للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معلومات عاجلة وهامة، ضمن رسالة نقلها بصوت المواطنين في المحافظات المحررة قبل غيرها، بشأن ما يتوجب على الحكومة بصورة عاجلة، ودون تأجيل أو تسويف.
جاء هذا في تصريح أدلى به محمد صالح بن عديو، السبت (4 مايو 2024م)، ونشره على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا)، قال فيه: "تتعدد صور المعاناة التي يكابدها المواطن اليمني منذ عقد من الزمن فالحرب والدمار وانهيار الاقتصاد وتدهور العملة وغياب الخدمات هي عناوين لما يعانيه الناس".
مضيفا: "هذه الملفات تتطلب جهدا أكبر في التعامل معها، وفي المقدمة وضع استراتيجية لحل مشكلة العجز في الكهرباء الذي يتكرر كل عام ويتفاقم كل صيف دون تحسن يذكر". واستدرك حديثه بتذكير الحكومة قائلا: "فخدمة الكهرباء ليس ترفا بل هي ضرورة لا تستقيم حياة الناس بدونها".
واختتم رسالته العاجلة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بتأكيده تجاوز معاناة المواطنين في المحافظات المحررة، حد ومقدرة الاحتمال، وتحذيرها من خروج الامور عن السيطرة، بقوله: "هي دعوة جادة لوضع استراتيجية تضع هذه الخدمة ضمن الاولويات الملحة التي يجب معالجتها" سريعا.
شاهد .. عديو يواجه الحكومة بما يتوجب عليها سريعا
يأتي التصريح الجديد والقوي لمحافظ شبوة السابق محمد بن عديو، بعد غيابه عن المشهد منذ نهاية العام 2021م إثر ضغط الامارات على الرئيس هادي لاصدار قرار اقالته بعد مطالبته القوات الاماراتية بإخلاء منشأة وميناء بلحاف لاستئناف تصدير الغاز اليمني الطبيعي المسال.
ضغطت الامارات لتعيين البرلماني المؤتمري في جناح عفاش بالمؤتمر الشعبي عوض محمد العولقي، محافظا لشبوة، عقب شهرين على عودته من اقامة طويلة لسنوات في الامارات، وحشده القبائل بالاموال الاماراتية وشن حملة استهداف واتهامات وتحرض ضد محمد بن عديو.
وبحسب مراقبين للشأن اليمني في حينه، فإن "ضغط التحالف بقيادة السعودية والامارات لتغيير ابن عديو، رغم ما يحظى به من شعبيه ونجاحه في بسط الامن والاستقرار واستمرار عجلة التنمية، يأتي في سياق توجه التحالف لتبني تقسيم حكم اليمن بين نظام عفاش والانتقالي".
منوهين بأن "الاطاحة بمحافظ شبوة محمد بن عديو، ظل هدفا رئيسا للامارات عقب مطالبته العلنية المتكررة من القوات الاماراتية بإخلاء منشآة وميناء بلحاف لتصدير الغاز اليمني الذي تتخذه قاعدة عسكرية لها منذ 2016م، وتحرم اليمن مليارات الدولارات بوقف تصدير الغاز".
واشاروا إلى أن "جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش في المؤتمر والمجلس الانتقالي، سبق ان اعلنا الشراكة في اسقاط الشرعية بالمحافظات المحررة والحوثيين بمناطق سيطرتهم، بدعم مباشر من التحالف، ضمن توجه لتمكين نظام عفاش شمالا والانتقالي جنوبا".
محذرين من "خطوات متوقعة من جانب التحالف لإسقاط قيادات الشرعية، المحلية والعسكرية والامنية في باقي المحافظات المحررة، بما فيها مارب، ضمن توجه التحالف المريب المدعوم من دول كبرى في مجلس الامن تطرح الغاء القرار 2216 ومرجعيات الشرعية".
كما حذروا في حينه (ديسمبر 2021م) من أن قيادات جناح عفاش في المؤتمر الشعبي بكل من ابوظبي والرياض ومصر، تسعى في الدوائر الدولية واروقة مجلس الامن الدولي لاصدار قرار جديد يلغي مرجعيات الشرعية ويقر تشكيل مجلس رئاسي يستوعب رموز النظام السابق والانتقالي.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية والامارات، ضغط مطلع ابريل 2022م على الرئيس هادي ونائبه علي محسن للتنحي وتفويض السلطة لمجلس قيادة رئاسي، برئاسة احد ابرز رموز النظام السابق والمؤتمر الشعبي، وعضوية قادة مليشيات ابوظبي والرياض، المتمردة على الشرعية، في جنوب البلاد والساحل الغربي.