العربي نيوز:
شهد مساء اليوم الخميس (29 مايو)، تحقيق انجاز كبير "يجعل عيد اليمنيين عيدين"، في واحد من اهم ملفات المعاناة الانسانية لجميع اليمنيين بلا استثناء جراء تداعيات الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي، على الاوضاع الانسانية المعيشية والخدمية والاقتصادية.
تمثل هذا الانجاز المنتظر من جميع اليمنيين طوال سنوات، في اعادة فتح طريق "صنعاء-الضالع-عدن" الرئيسي، وسط احتفاء واسع رسمي من سلطات الشرعية في محافظة الضالع وسلطات جماعة الحوثي، وابتهاج شعبي واسع من المواطنين الذين عانوا لسنوات من انقطاع الطريق.
وتداول ناشطون على نطاق واسع بمنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، مساء الخميس (29 مايو) صورا فوتوغرافية ومقاطع فيديو، للحظة اعادة فتح الطريق، وعناق القائمين على تنفيذ هذه الخطوة، من جانب سلطات الشرعية في محافظة الضالع وسلطات جماعة الحوثي، وقوات الجانبين.
جاء هذا الانجاز، في إطار اتفاق محلي بين الجانبين، ووصف سياسيون وعسكريون وناشطون التوصل اليه وتنفيذه بأنه "لحظة تاريخية فارقة"، مشيرين إلى أن "الاتفاق لصالح اليمن واليمنيين ممكن وليس مستحيلا إذا عزم السياسيون على هذا بعيدا عن املاءات الاطراف الخارجية".
وتنهي اعادة فتح طريق "صنعاء-الضالع- عدن"، عبر مدينة دمت، معاناة مريرة ظل المواطنون يتكبدونها طوال سنوات، جراء اضطرارهم طوال سنوات الى سلك طرق ترابية وعرة، وتختصر ساعات السفر إلى 5 ساعات بدلا من 20 ساعة، يتجرعون خلالها اهوال طرقات الموت في الراهدة وحيفان.
كما يترتب على اعادة فتح هذا الشريان الحيوي لحياة عشرات الملايين من المواطنين، انهاء قدر كبير من النفقات المضافة على اسعار السلع والبضائع، جراء ارتفاع نفقات النقل عبر الطرق البديلة، الترابية الوعرة والطويلة، وارتفاع الاخطار بفعل ما ظلت تشهده من حوادث انقلابات وتقطعات.
والاثنين (26 مايو)،اكدت سلطات جماعة الحوثي عبر اعلان للقائم بأعمال محافظ الضالع والمُعين منها، عبداللطيف الشغدري، استعدادها لفتح الطريق من جانبها، موضحة أن "طريق صنعاء – عدن عبر محافظة الضالع ما تزال مفتوحة منذ ما قبل نحو عام حرصا على تخفيف معاناة المواطنين".
شاهد .. تأكيد رسمي لانفراج كبير سار لليمنيين
جاء هذا بعدما أعلن محافظ الضالع، المعين من الحكومة الشرعية، والموالي لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، علي مقبل صالح، الاحد (18 مايو) الجاري، عن "قرار السلطة المحلية بالمحافظة فتح طريق الضالع صنعاء، الرابط بين عدن وصنعاء وفقا لتوجيهات عليا ولدواع إنسانية".
وقالت قيادة السلطة المحلية في محافظة الضالع: إن القرار قضى بفتح الطريق من جانب الحكومة مع نشر النقاط الامنية الكافية لتأمين الطريق". وأضافت: إن "الطريق مفتوحة من جانب سيطرة قوات الجيش بمريس وأن ما يعيق فتح الطريق هو رفض جماعة الحوثي قبول المبادرة".
في السياق، كانت جماعة الحوثي اعلنت في مارس 2024م عن "مبادرة من جانب واحد" لفتح الطريق العام، وقوبل الاعلان برفض مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتعرض وفد الوساطة المحلية من منظمات محلية وشخصيات مدنية، لاطلاق نار كثيف، سقط على اثره قتيل كان يحمل الراية البيضاء.
تفاصيل: وفاة حامل الراية البيضاء في الضالع (صور)
واعترفت المليشيا المتمردة والانقلابية، بتبني افشال عملية فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر الضالع، عقب بدء لجنة الوساطة المدنية الاشراف على الاجراءات التنفيذية لرفع الحواجز عن الطريق، في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس شمال الضالع، على خط التماس الفاصل بين الحوثيين و"القوات المشتركة".
جاء هذا في إقرار "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بإطلاق مليشياته النار على وفد جماعة الحوثي ولجنة الوساطة المحلية وآليات رفع الحواجز لدى شروعها، الثلاثاء (12 مارس) في اجراءات فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، وتحديدا في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس.
ونقل مركز "سوث24" للأخبار والدراسات، التابع لـ "المجلس الانتقالي" عن مصادر محلية وعسكرية، قولها: إن مسلحين أطلقوا النار في قرية (الزيلة) بمنطقة مريس شمال الضالع في خط التماس الفاصل بين الحوثيين والقوات المشتركة المؤلفة من القوات الجنوبية والمقاومة الشعبية". حد تعبيره.
مضيفا: "وجاء إطلاق النار على خلفية مسيرة راجلة مسلحة للحوثيين وشخصيات قبلية موالية لهم مع جرافات حاولت فتح الطريق بالقوة، وهو ما دفع الطرف الآخر لإطلاق النار". مبررا اطلاق مليشيا "الانتقالي" النار على لجنة الوساطة بما سماه "حمل افراد وفد جماعة الحوثي اسلحتهم" حسب وصفه.
شاهد .. "الانتقالي" يعترف بإفشاله فتح طريق "صنعاء-الضالع"
يشار إلى أن جميع اطراف الحرب، تؤكد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.