العربي نيوز:
وردت للتو، انباء تعرض مسؤول كبير وأحد كبار مشايخ طوق العاصمة، إلى محاولة اغتيال نفذها مسلح استطاع التسلل إلى داخل مصنع أسمنت الوحدة بمنطقة باتيس في محافظة أبين.
اكدت هذا مصادر محلية متطابقة، افادت بأن "نائب شيخ مشايخ مكتب ‘كلد يافع بني قاصد‘ ومدير الشؤون الإدارية والأمنية في مصنع أسمنت الوحدة بمنطقة باتيس، نجا من محاولة اغتيال فاشلة".
موضحة أن "مسلحا تسلل في وقت مبكر من صباح الثلاثاء (13 مايو) إلى محيط المصنع، واستطاع الدخول واستهداف الشيخ بدر محسن علي العطوي ومركبته أثناء وجوده في ساحة إدارة المصنع".
وذكرت المصادر أن "المسلح اطلق وابلا من الرصاص لكن العطوي نجا من الهجوم دون أن يُصاب، فيما تعرضت مركبته لأضرار مادية". منوهة الى أن "حراسة المصنع حاصرت المسلح وقبضت عليه".
من جانبه، دفع "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بمدير مديرية خنفر مازن اليوسفي لزيارة مصنع أسمنت الوحدة في باتيس، بعد ساعات من تعرضه لمحاولة الاغتيال فجر الثلاثاء وضبط منفذ المحاولة.
ونشرت وسائل اعلام "الانتقالي الجنوبي"، أن "الزيارة جاء للاطمئنان على صحة وسلامة الشيخ العطوي ومعرفة ماحدث وكذلك للاطلاع حول احداث الاختطاف الذي تعرض له مدراء اقسام في المصنع".
يأتي هذا بعد ايام على تعرض مصنع الوحدة للاسمنت السبت (10 مايو) إلى استهداف مباشر، تسبب في تعطيله عن العمل، جراء اختطاف مسلحين ينتمون الى مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، ستة من منتسبي المصنع.
تفاصيل: هجوم يستهدف مصنع اسمنت ثالث
وتتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني في عدن ومدن المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة وجرائم الاختطافات والاغتيالات خارج القانون.
تتوالى انتهاكات واعتداءات مليشيا "الانتقالي" حتى بعد إضطرار رئيس "دائرته الامنية" أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء ارتكابه سلسلة جرائم مروعة بحق مئات المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
كما تتواصل الانتهاكات بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.