العربي نيوز:
تشهد العاصمة المؤقتة اليوم السبت (20 ابريل) حدثا فارقا، يشهد اعلانا يضع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي و"شرفه على المحك" حسب سياسيين ومراقبين رأوا انه سيكون في مواجهة مباشرة مع شعاراته وخطاباته عن العدالة والانصاف ودولة النظام والقانون.
من المقرر ان تشهد الساحة المقابلة لقصر معاشيق الرئاسي في عدن، صباح اليوم السبت (20 ابريل)، تظاهرات دعت اليها اسرة رجل الاعمال والمستثمر الشيخ عصام هزاع الصبيحي، احتجاجا على استمرار اعتقاله بسجون مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" منذ مايو 2024م.
جاء هذا في بيان اصدره بكيل عصام هزاع، الاربعاء (15 ابريل) عبر فيه عن استنكار اسرته "وأسفها لاستمرار تغييب القانون وانتهاك مبادئ العدالة، إذ تجاوزت مدة احتجاز الشيخ عامًا كاملًا، رغم صدور قرار النيابة الجزائية في 27 فبراير الماضي بأن لا وجة لإقامة الدعوى ضده".
مضيفا: "يُعد استمرار احتجازه انتهاكًا صارخًا للإجراءات القانونية، وتعديًا على كرامة الإنسان وحريته، وإذ نستنكر بأشد العبارات تعطيل قرارات القضاء، وتوظيفها في خدمة بعض القوى السياسية فإننا نُذكر بأن حرية الشيخ عصام هزاع هي حق قانوني، وأن العدالة ليست خيارًا، بل واجب اخلاقي ودستوري"
وتابع: "كما نرفض استخدام أجهزة الدولة لتصفية حسابات شخصية وخاصة من اجل ارضا رغبات اطراف سياسية بعينها والتي كان من المفترض أن تكون محل تقدير لا وسيلة للانتقام الحسابات السياسية". وأكد أن "قضية الشيخ هزاع اختبار حقيقي لمدى احترام الدولة لسيادة القانون والتزامها بقرارات القضاء".
موضحا أن "التأخير في تنفيذ قرار النيابة الجزائية يُعد تقويضًا للعدالة، وارتهان الجهات القضائية للابتزاز لبعض الجهات السياسية للاسف الشديد". ودعا القوى السياسية والقبلية والاجتماعية الجنوبية والحقوقيين والاعلاميين للمشاركة في وقفة احتجاجية صباح الاحد (20 ابريل)، امام بوابة قصر معاشيق في عدن".
وقال: إن الوقفة ستطالب بإنهاء معاناة الشيخ عصام هزاع وأسرته التي اصبحت اليوم قضية راي عام، و"سرعة تنفيذ قرار النيابة الجزائية الصادر بتاريخ 27 فبراير 2025م والذي قضى بأن لا وجه لإقامة الدعوى ضده، وبالافراج الفوري عن الشيخ عصام هزاع الصبيحي، دون اي مماطلة". حسب تأكيده.
مناشدا رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، التدخل وتوجيه مليشياته ومخاطبة السلطات القضائية بتنفيذ قرار النيابة الجزائية، وقال: نراهن على تدخلك العاجل لتجنيب القضاء ان يكون رهينة ابتزاز لبعض القوى السياسية التي تريد تصفية حسابات السياسية على حساب العدالة القانون".
شاهد .. اسرة عصام هزام تطالب باحترام القضاء
يترافق تصاعد الاحتجاجات وتعالي الاصوات المطالبة باطلاق سراح المختطفين والمعتقلين في سجون مليشيا الامارات من دون ثبوت اي تهمة موجهة اليهم أو احالتهم الى اجهزة القضاء، مع استئناف مليشيا "العمالقة الجنوبية" و"الانتقالي الجنوبي"، حملتهما على مديريات الصبيحة في محافظة لحج، لكسر شوكة مشايخها وابنائها.
تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة على قبائل الطوق (بيان)
يأتي هذا في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني في العاصمة المؤقتة عدن ومدن المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة وجرائم الاختطافات والاغتيالات خارج القانون.
وازاح مقربون من الشاب همام اليافعي، الستار عن دوافع شخصية لاقدام قائد مليشيا الانتقالي الجنوبي" في ابين، عبدالرحمن الشنيني،على قتله والتمثيل بجثته والطواف بها بعد صلبه على متن مدرعته العسكرية في شوارع مدينة زنجبار بمحافظة ابين، الاحد (13 ابريل)، وأن دافع الانتقام تتعلق بفتاة من اسرة الشنيني.
تفاصيل: فتاة وراء صلب الشاب همام بابين ! (فيديو)
تترافق هذه الانتهاكات والاعتداءات، مع إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
كما تتواصل الانتهاكات بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.