العربي نيوز:
احرجت جماعة الحوثي الانقلابية، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات بإعلان مبادرة جديدة وجريئة تتعلق بفتح الطرق الرابطة بين محافظات سيطرة الجماعة والمحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة مليشيا "الانتقالي"، والتي تجني منها ايرادات مالية جمركية هائلة.
جاء هذا في بيان أصدرته ليل الخميس (13 مارس) سلطات جماعة الحوثي في محافظة ابين، وأعلنت فيه: إنها "إعادت فتح طريق عقبة المحلحل وتبدي استعدادها لفتح طريق عقبة ثرة، التي تربط بين محافظتي أبين والبيضاء، بهدف تخفيف معاناة المواطنين". حسب تعبيرها.
ونقلت وكالة الانباء "سبأ" التابعة لسلطات جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، عن البيان: "نعلن انفتاحنا أمام كل المبادرات المحلية التي تسهم في إنهاء معاناة المواطنين، ودعمنا لكافة المبادرات القبلية الهادفة إلى فتح الطرقات العامة في المحافظة والمحافظات المجاورة".
مضيفة في إلقاء الكرة بمرمى "الانتقالي": "نؤكد الاستعداد التام للتنسيق بشأن فتح طريق عقبة ثرة الاستراتيجية الرابطة بين محافظتي البيضاء وأبين، في حال وافقت الاطراف الاخرى على هذه المبادرة التي تهدف لرفع معاناة شريحة واسعة من المواطنين".
وتابعت في ادانة "الانتقالي" بعرقلة فتح العقبتين: "سبق وأن أعلنا عن فتح طريق ثرة من طرف واحد لتخفيف معاناة المواطنين، إلا أن الأطراف الأخرى لم تستجب لهذه المبادرة". واختتمت بـ "دعوة الاطراف الاخرى للتعامل مع المبادرة بعقلانية ومسؤولية".
شاهد .. اعلان حوثي يحرج "الانتقالي"
يأتي الاعلان الحوثي في وقت يشكو المواطنين في محافظتي البيضاء وابين، من معاناة كبيرة تستنزف الجهد والوقت والمال، جراء استمرار اغلاق عقبتي "المحلحل" و"ثرة"، والاضطرار لسلك طرق بديلة صخرية وعرة، ودفع التعرفة الجمركية اضعافا مضاعفة.
وسبق أن رفعت قبائل محافظتي البيضاء وأبين مناشدات متعاقبة إلى جميع الاطراف تطالبهم بالاتفاق على فتح طريق "المحلحل" و"ثرة"، وتناشد مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية و"الانتقالي الجنوبي" التجاوب مع اعلانات جماعة الحوثي بهذا الشأن.
لكن "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، تصر على ابقاء الطريقين مغلقتان، وسط اتهامات قبلية بأن "الانتقالي يغلب مصالحه ويافع على مصالح المواطنين وقبائل ابين"، ويصر على "استمرار جني ايرادات جمركية هائلة تجبيها المليشيا مرتين في منافذ الطرق البديلة".
وسبق أن رفض "الانتقالي الجنوبي" رسميا، مساعي جماعة الحوثي عبر لجنة وساطة مجتمعية وقبلية لفتح الطريق بين دمت والضالع، في (12 مارس 2024م)، بدعوى أن "فتح الطرقات المغلقة يجب أن يتم وفق ترتيبات مسبقة واتفاقات موقعة وضمانات دولية وأممية".
قابلت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" وفد لجنة الوساطة المدنية وجماعة الحوثي والتجمعات القبلية المرافقة لدى الشروع في فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، بإطلاق كثيف للنيران في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس، ما اسفر عن وفاة حامل الراية البيضاء.
تفاصيل: وفاة حامل الراية البيضاء في الضالع (صور)
يشار إلى أن الحرب المتواصلة للسنة العاشرة، القت بتداعيات كبيرة على كواهل المواطنين، اقتصاديا وخدميا ومعيشيا، ويأتي اغلاق الطرقات على خطوط تماس الجبهات، ابرز اوجه المعاناة المريرة التي يتجرعها المواطنون في التنقل وبالمثل حركة نقل السلع والبضائع.