العربي نيوز:
أعلن رجل اعمال يمني، عن تخصيص جائزة مالية، يستحقها نقدا أي مواطن، سينجح في التقاط صورة مميزة له وهو يرفع علم الجمهورية اليمنية، مستفزا بذلك المليشيا الانقلابية، في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات جنوب البلاد.
جاء هذا في اعلان نشره رجل الأعمال اليمني، مجيب رويد، على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، بعنوان "اعلان جائزة سبتمبر الوطنية"، كاشفا عن تخصيص جائزة مالية تقديرا لأجمل صورة للعلم هذا الشهر.
وقال رويد: أن هذه الجائزة ليست مجرد قيمة مادية، بل هي عربون محبة ووفاء، وتحية لكل يدٍ رفعت العلم وكل قلبٍ خفق من أجله. موضحا أن المتسابق يمكنه رفع العلم اليمني وتصويره بصورة مميزة في أي يوم من أيام شهر سبتمبر المبارك.
وتابع: يمكن للمتسابقين رفع العلم بطرق متعددة: على مرتفعات الجبال في مختلف أنحاء اليمن أو على ظهر سيارة تجوب الطرقات أو حتى في احتفالية بسيطة داخل المنزل ثم التعليق بالصورة على المنشور المثبت في صفحته بالفيسبوك.
مختتما اعلانه عن "جائزة سبتمبر الوطنية"، بقوله: إن "الإعلان عن الفائز بالجائزة سيكون في نهاية شهر سبتمبر، بعد أن يختار بعناية أحد المشاركين الذين جسّدوا بروحهم ومعانيهم صدق الانتماء وعمق الولاء للوطن". حسب تأكيده.
وفي حين لاقى الاعلان عن هذه الجائزة تفاعلا واسعا، غلب عليه الترحيب والاشادة، حذر سياسيون وناشطون من استفزاز مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي التابع للامارات، والتي تحظر منذ سنوات رفع علم الجمهورية اليمنية في عدن والمحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرتها.
مشيرين إلى أن جماعة الحوثي الانقلابية، رغم اعتقال عناصرها عددا من حاملي رايات علم الجمهورية في سبتمبر 2024م، بزعم "منع التجمعات والارتباط بالتحالف"، إلا انها "ما تزال تحتفل رسميا باعياد الثورة اليمنية (26 سبتمبر، 14 اكتوبر، 30 نوفمبر) والعيد الوطني للجمهورية اليمنية (22 مايو)، بعكس الانتقالي الجنوبي".
واستطاعت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" اجبار الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها على الغاء اي احتفالات رسمية بالاعياد الوطنية للجمهورية اليمنية (22 مايو، 26 سبتمبر، 14 اكتوبر، 30 نوفمبر)، وحظر رفع رايات علم الجمهورية اليمنية، في عدن وجنوب اليمن.
تفاصيل: قرار عاجل وصادم لوزير الدفاع (وثيقة)
يأتي هذا في ظل استمرار "الانتقالي الجنوبي" في حظر اي مظاهر احتفاء او احتفال بذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، أو رفع علم الجمهورية اليمنية، في مقابل اصراره على رفع علم التشطير الانفصالي لما كان يسمى "جمهورية اليمن الديمقراطية"، وتفتيت النسيج اليمني بممارسات عنصرية ومناطقية.
تفاصيل: "الانتقالي" يباشر الانفصال بقرار يسري اليوم!
ويواصل "الانتقالي الجنوبي"، سعيه للسيطرة على كامل جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته المتمردة؛ وانتهاج سياسة الاقصاء والقمع لكل من يختلف معه أو ينتقده، وتطبيق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وإعمال شعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب".
بالمقابل تتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، دون ضبط الجناة.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.